الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

المهاجرون الأفارقة: كمن يهاجر بلده مخافة الإصابة بالحمّى إلى مسقط رأس الطاعون

اللاجئون الصوماليون والاثيوبيون ما يزالون يتدفقون إلى اليمن.
هل فقدتم عقولكم يا جيراننا الطيبين على ضفاف البحر الأحمر حقاً؟  قد يستجير الإنسان من الرمضاء بالنار. هذا ممكن، ويحدث. لكن أن تهاجر من بلدك مخافة الإصابة بالحمّى إلى مسقط رأس الطاعون فهذا ما تقومون به أنتم. على الأقل الآن وفي هذه الظروف.
تقول وكالات الأنباء إن 70 الف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن منذ مطلع العام الجاري حسبما أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وأنهم ما يزالون يتدفقون رغم الحرب وما تعيشه البلاد من حرب ومعارك وقصف وحالة حصار وانهيار كلي للخدمات الأساسية وانعدام الكهرباء والوقود والمواد التموينية والغذائية وغلاء أسعارها؟
عزيزي الصومالي: كيف تهاجر الصومال وفيها كهرباء -يا بطران- وتقصد بلداً غارقاًً في الظلام؟
كيف تهاجر الصومال حيث يمكنك مشاهدة أعمدة الإنارة تضيء الشوارع ولو واحدة، إلى بلد غارق كلياً في الظلام والدم والجاهلية والاقتتال الرذيل؟ وهل لديكم سوق سوداء كالتي لدينا؟ لا تحاول
عزيزي الصومالي:
أنك تفرّ من حرب صغيرة إلى حربين.
ومن نزاع فصائل محلية إلى نزاع دولي وإقليمي.
ومن الموت على يد مليشيا مسلحة إلى احتمالات لانهائية للموت.
عزيزي الأثيوبي: عتبي عليك أكبر. لديكم نهر النيل ولدينا مدن عطشانة بفعل الطبيعة وسوء التخطيط مثل صنعاء أو بفعل الحصار الإجرامي من المليشيا كحال تعز. 

لديكم أكسوم وعشرات مواقعنا الأثرية دمرها طيران التحالف.
وهل علي تذكيرك بأنك قادم من بلد لم يشهد حرباً ولا نزاعاً مسلحاً ولا انقلابات، ولا نهايات دموية منذ عقود مقابل عشرات الحروب والمآسي التي عشتها اليمن في عقدين.
عزيزي الأثيوبي:
بلدكم أكثر طوائف وأديان من بلدنا
بلدكم أكثر لهجات وأعراق واثنيات وقوميات
ومع ذلك بلدكم أكثر تسامحا وحفاظاً على التنوع الاجتماعي.
أما بلادنا فها هي الحرائق تحاصرها:
هذا شيعي مجوسي، وهذا رافضي داعشي.
هذا قبيلي وهذا سيد. هذا من مطلع وهذا من منزل.
هذا شمالي وهذا جنوبي. هذا مع العدوان وهذا الانقلابيين.
...إلخ
ربما هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يفر فيها مهاجرون من أوطانهم إلى بلد سُدس شعبه نازح، وثلث شعبه بحاجة إلى مساعدات غذائية، ونصف شعبه تضرر من الحرب بشكل مباشر.
عزيزي الأثيوبي والصومالي: عودا أدراجكما.

ومن يدري لعلنا نلتحق بكما عاجلاً أو آجلاً أما والمتحاربون عازمون على القتال إلى آخر قطرة دم يمني وحتى تتهدم اليمن حجراً حجراً

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional