على العرب شطب كلمة ثورة من القاموس بالمرة. لا ثورة نريد ولا إسقاط نظام. فلا كرامة لمن لم
يكرم نفسه
وخيبة هذا الواقع المر أهون ألف مرة من خيبة الحلم
الجميل بالتغيير.
فتيات حركة 7 الصبح
|
العربي بحاجة إلى ثورة سلوكية أولاً. ثورة في
الأخلاق والعلوم والترجمة، وقبول الآخر، في استقلاليته كفرد، وتحرره من كل
انتماءاته الوراثية سواء المذهبية أو العشائرية أو القومية، لصالح الانتماء المكتسب
بالوعي والمثابرة الفردية.
يستبدلون الله باللات
الرئيس القائد بالزعيم الضرورة
و"أمن الدولة" بـأمن المرحلة
الانتقالية
وسياط رجال الدين بكرباج وبيادات المخافر
والمثقفون العرب يبروون: في كل عصر، ولكل نظام!
بحجة قال الله، قال الرسول، وطاعة أولي الأمر وعهد الاخوان
قريب. أو منطق وحدة الصف القومي وتآمر الغرب وشعارات
اليسار الرنانة الزائفة. أي ربيع عربي؟ أتمزحون؟
انظروا إلى الأشلاء العربية بسوريا
انظروا إلى الأشلاء العربية بسوريا
قولوا ذلك لعائلات ضحايا تفجيرات العراق،
زرورا سجون وزنازين النظام العسكري في مصر.
واقروؤا الإحصائيات عن التنمية والتعليم في تونس قبل وبعد
أو شاهدوا على يوتيوب برامج الاخوان المسلمين قبل إغلاق قنواتهم!
أما اليمن فدعوها جانباً ففي القلب ما فيه ويكفي أن الشعب اليمني
الذي قيل أنه خرج من الحرية والكرامة وإسقاط الطغيان ليس يطمح اليوم بأكثر من تيار كهربائي لا ينطفئ، وبالسلامة من اغتيال برصاص دراجة نارية مجهولة.
الذي قيل أنه خرج من الحرية والكرامة وإسقاط الطغيان ليس يطمح اليوم بأكثر من تيار كهربائي لا ينطفئ، وبالسلامة من اغتيال برصاص دراجة نارية مجهولة.
هل أضيف أيضاً أن اليمن التي عاشت، 1400 عاماً بمنجاة عن الحروب المذهبية،
بالمعنى الحرفي، على نحو ما شهدت العراق وسوريا دشنت مع الربيع اليمني حرباً مقدسة
بين نواصب وروافض في دماج؟
هل أزيد أن الانتماءات الوراثية النائمة استيقظت كلها دفعة واحدة، لدى اليمنين
على حساب الانتماء المكتسب. غابت الهوية الوطنية الجامعة، فاستيقظت كل الهويات
المناطقية والقبلية والعرقية والمذهبية. مرحباً بكم في الجحيم
ما أسهل الكلمات حين تنتفي المسئولية الأخلاقية لدى قائلها. ويقارنون الثورات
العربية بالثورة الفرنسية! هكذا
وددت أن أبصق في وجه الربيع العربي، وأنا أرى صور فتيات "7 الصبح"
يتبسّمن من داخل قفص محمكة في الإسكندرية، مثل ملائكة ولدن خطأ في أديم وجلد بشر.
ما ابعد العنف والكراهية عن هذه الوجوه الرضية. ماذا أيضاً؟ اسمعوا هذه النكتة.
قالت النيابة المصرية إن هذه الفتيات أو الزهور قمن بأعمال البلطجة! ثم وبكل
وقاحة، تقرر محكمة جنح سيدي جابر بالإسكندرية، الأربعاء، سجن 14 فتاة منهن 11 عاما
وشهرا (لماذا وشهر؟) وإيداع 7 منهن في دور الرعاية الاجتماعية لعدم بلوغهن السن
القانونية!
لن تر مصر عافية ولا خيرا على هذا النهج.
يبدو أننا كعرب لا نستحق حياة كريمة ما لم نكرم أنفسنا.
يا رب: ألم يتأخر يوم القيامة قليلاً؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق