ليست إيران ولا حزب الله ولا "ريمة حُميد".
ما من أحد مثل اللواء علي محسن وحلفاؤه في التجمع اليمني للإصلاح، قدم خدمات جليلة
لجماعة الحوثي، وأسهم في تمددها الاجتماعي، وحوّلها إلى قوة عسكرية ضاربة، واستنهض
العصبية، وأنعش الفرز الطائفي في المجتمع، وأشعر كل هاشمي أنه مستهدف بسبب نسبه، سواء
انضم إلى الحوثي أم لا.
قامت ثورة شعبية.
قامت ثورة شعبية.
اجتمع اليمنيون في الساحات
وخرجوا على أمل دولة المساواة والعدل.
وخرجوا على أمل دولة المساواة والعدل.
غير إن ما فعله اللواء ورفاقه هو سرقة الحلم،
وتأكيد كل ما كان يردده علي عبدالله صالح وأنصاره من أنها أزمة وانشقاق داخل
القبيلة الحاكمة وليست ثورة، وما إن وقعت المبادرة الخليجية، وحصّن بعضهم بعضاً،
ونصبوا رئيس قصر الستين، حتى شرعوا في تدمير الجيش، والمحاصصة الحزبية،
والاستئثار، وفرز المجتمع وشركاء الثورة إلى هذا معي وهذا ضدي، ثم عملوا خلال سنتين على إعادة إنتاج كل فساد وشناعات وممارسات النظام السابق، بوقاحة أكثر وحشمة أقل، حسب تعبير شهير لأمين حزب الاشتراكي.
والاستئثار، وفرز المجتمع وشركاء الثورة إلى هذا معي وهذا ضدي، ثم عملوا خلال سنتين على إعادة إنتاج كل فساد وشناعات وممارسات النظام السابق، بوقاحة أكثر وحشمة أقل، حسب تعبير شهير لأمين حزب الاشتراكي.
فماذا كانت النتيجة؟
انتعشت الهويات والمشاريع الصغيرة أكثر. فالهاشمي الذي تربى ودرس في أمريكا وتشبع بقيمها وجد نفسه حوثياً بالتهمة، إن لم يكن بالانتماء. والجنوبي الذي كان معنا في ذات الساحة ونناضل لحلم
واحد كيمنيين لا كشمالين وجنوبيين شعر أنه لا أمل مع هؤلاء وأنه في
المكان الخطأ (خذوا مثلاً هدى العطاس).
والقبيلي البسيط المحروم من التعليم في قريته،
والكاره لكونه أحد رعايا الشيخ في منطقته، وأحد مرافقيه وحملة سلاحه، انضم إلى
الثورة واستبشر بها أملاً في دولة تطور منطقته وتحرص على تعليم أبناءها، وتكسر
المشايخ ومراكز القوى التي نهبت البلاد وسرقت ثرواتها وحولت اليمني إلى متسول في
دول الجوار- أدرك متأخراً أن الثورة في اليمن ليست في هولندا، وأنه لن يتوظف، ولن
يحصل على رعاية صحية من الدولة المدنية، وإنما من الشيخ ومن أعمال التقطع
والميلشاوية.
حتى الفئة الصامتة، أو المترددة، طوال 2011م من
جموع الناس الغلابى الراغبين في تأمين قوتهم وعيش حياتهم بشكل عادي، صاروا يترحمون
في العامين التاليين على النظام السابق بكل فساده، ومن كان يتحرج عن التصريح
برأيه، تشجع بعد فترة قصيرة في الإفصاح عن تأييده للوضع السابق نكاية بورثته.
وبينما الحوثي يتمدد جغرافياً، ويتوسع عن طريق
المساجد، واستثمار قلق ومخاوف الهاشمين المنتشرين في مختلف محافظات ومناطق اليمن،
كان اللواء وحلفاؤه لا يألون جهداً عن تأكيد كل المخاوف التي استثمرها الحوثي،
بنفس الطريقة التي أكدوا فيها قبل ذلك ما كان علي عبدالله صالح يردده ليل نهار.
الحوثي يتمدد والفندم مشغول بإمضاء الرسائل إلى
رئيس قصر الستين، من أجل صرف قطع أرض لهذا الشيخ، أو قاطرة ديزل لذاك. وما هذه الرسالة سوى عينة صغيرة على طبع الفساد الذي لا محالة يغلب التطبع.
وقلك ليش الحوثي ينتصر، وليش تحالف حضرموت صار
مسلحاً ولا يثق بالدولة ويقوضها والرئيس ومستشاره لشئون الديزل والأراضي يرسل مندوباً من صنعاء لاستلام قاطرتين ديزل يومياً باسم صيادي حضرموت؟
هم يتقاتلون بنا، وحتى الخاسر منهم يعد منتصراً
بالنظر إلى خسارة معظم اليمنيين وعامتهم، والقوى المدنية خاصة.
تباً لكم جميعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق