اعيدوا لها ابنها دومنيك نيبور
بالأمس سويسرية
واليوم نمساوي ووحده الله يعلم من أي جنسية سيكون التالي!
وشعرت بالخزي لكوني يمني وأنا اشاهد مقطع فيديو لعائلة فجعت بخطف ابنها http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=psKFKJkMNFs
وشعرت بالخزي لكوني يمني وأنا اشاهد مقطع فيديو لعائلة فجعت بخطف ابنها http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=psKFKJkMNFs
هذا ليس بلداً إنه مجرد
خريطة. وكلمة شعب تطلق على اليمنيين على سبيل المجاز والمزاح الثقيل. سنة كاملة ومُعلمة
اللغات السويسرية "سلفيا إبراهرت" مختطفة ومختفية في جبال شبوة ولا يبدو
أن أحداً مكترث بوضعها الإنساني وانطباعها وأسرتها المفجوعة عن اليمن ولن يطلق
سراحها لا نخوة القبيلة ولا شهامة اليمنيين ولا الدين الذي يدعي خاطفوها أنهم
سدنته وخدامه وإنما وحده الدولار الأمريكي فكاك الرقاب.
ويوم أمس وجه والد
الشاب النمساوي دومنيك، الذي اختطف من قلب العاصمة صنعاء، رسالة مؤثرة بالصوت
والصورة بدا فيها واضحاً تأثر وهلع العائلة باختطاف ابنهم شاكراً شيخ الأزهر
الشريف، وليس الزنداني أو الحوثي، لموقفه الإنساني النبيل.
وقال جوزيف نيبور والد
المختطف "أناشدكم من أعماق قلبي من أجل الإفراج السريع الآمن عن ابني أرجو أن
تظهروا كرمكم وتعيدوه إلينا". ومؤكد ألا كرامة ولا مروءة لدى خاطفي دومنيك
ومن قبله سيلفيا.
وشعرت بذبحة وأنا
أسمع أم دومينيك وهي تقول لليمنيين: "إن دومينيك يحترم و يُجل ثقافة بلدكم ويكافح
من أجل دراسة اللغة العربية إنه ابن طيب إلى أبعد حد ويحمل قيما عالية تجاه أسرته فأرجو
مساعدتكم لإعادة ابني إلى أسرته سالما".
شر من في اليمن من
يقومون بهذه الأعمال المسيئة ولأول مرة أجدني أؤيد استخدام القوة ضدهم أنا الذي
لطالما عارضت الغارات الأمريكية وقتل من يشتبه بانتماءهم للقاعدة وانتقدت حرب أبين بشدة وقلت وأقول: إن قتل أي مواطن يمني، حتى أنور العولقي، دون قرار اتهام
من النيابة ومحاكمة قضائية عادلة ومصادقة مجلس القضاء الأعلى هو جريمة قتل خارج القانون
تعدل جريمة قتل متظاهري جمعة الكرامة وربما تفوقها.
ما العمل؟ حتى تنظيم القاعدة في
اليمن فاسد وارتزاقي. هؤلاء ليسوا كجهادي الجيل الأول من القاعدة الذين تحركهم العقيدة
وليس المال، والدفاع عن النفس وليس الرغبة في الانتقام والقتل من أجل القتل. إنهم أقرب
إلى منظمة إجرامية ربحية شبيهة بعائلات المافيا يساومون على لُعاعة دولارات مقابل إطلاق
سراح امرأة مكسورة الخاطر وغريبة عن أهلها ووطنها. بل هؤلاء ليسوا بشراً ولا حتى
"قاعدة" بمعايير تنظيم القاعدة نفسه فقد كان أسامة بن لادن، مؤسس التنظيم
والقدوة العليا للجهاديين العرب، ينفق ثرواته الشخصية على الناس في سبيل قناعاته وما
يؤمن به بينما هم يطلبون خمسة ملايين دولار مقابل إطلاق سراح سليفيا ومثلها إن لم
يكن أكثر دومنيك!
ليست الدولة وحدها
المعنية بمحاربة ظاهرة الاختطاف سواء المحلي أو الأجنبي. مشائخ الدين ورؤساء
القبائل، الذين يعلقون على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بمستقبل البلد، عليهم أيضاً
مسئولية أخلاقية تحتم نبذ هذا السلوك المشين.
مقال كتبته عن سيليفا
في 24 أكتوبر، 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق