الجمعة، 31 مايو 2013

سامي غالب يدعو لحملة ضغط من أجل الكشف عن مصير الشهداء وضحايا التصفيات

سامي غالب يكتب: هؤلاء أيضا لهم رفاة!
تسليم السلطة رفاة الشهيد حسين بدر الدين الحوثي يفرض البدء في حملة شعبية, مدنية وحقوقية وشبابية, من أجل تصدير ملف تسليم رفاة شهداء الحركة الوطنية إلى الواجهة, لإجبار السلطة الحالية على كشف مصائرهم أسوة بالحوثي, فليس لهؤلاء الشهداء جماعة مسلحة على الأرض تنتصر لهم ولا تنظيمات سياسية تحترم تاريخها, بالسلوك لا بالرثائيات البليدة, فتنتصر لنفسها إذ تشترط الكشف عن مصائرهم قبل الخوض في أية تحالفات أو ائتلافات. 
على امتداد عقدي السبعينات والثمانينات اعتمدت السلطات المتعاقبة في الشمال والجنوب أسلوبا شديد البدائية والقبح في التعامل مع خصومها يتم بموجبه إخفاء جثامين الشهداء الذين تعلن تصفيتهم أو إعدامهم بعد محاكمات صورية.

في 1970 تم تدشين هذا الأسلوب في عدن عندما أعلنت السلطات مقتل الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي (مؤسس وقائد حركة القوميين العرب في اليمن) في المعتقل بذريعة إنه دخل في اشتباك مع الحرس أثناء محاولته الفرار! وفي 1978 اعلنت السلطة في صنعاء تنفيذ جكم الإعدام في مجموعتين من قادة التنظيم الناصري إثر محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام الرئيس السابق صالح. ضمت المجموعة الأولى عددا من العسكريين بينهم عبدالله الرازقي ومحسن فلاح وأخرين, وضمت المجموعة الثانية التي حوكم اعضاؤها علنا, عيسى محمد سيف وسالم السقاف وعبدالسلان مقبل وعلي السنباني وآخرين من القيادات المدنية. لكنها, أي السلطة السابقة, رفضت على الدوام تسليم أسر الشهداء جثامينهم, في انتهاك جسيم ومستمر لحقوق الشهداء وأسرهم.
إن التطور الأخير بخصوص رفاة مؤسس جماعة الشعار الشهيد حسين بدرالدرين الحوثي, يوجب تضافر الجهود من أجل الكشف عن مصير الشهداء الآخرين, وعدم الرهان على ضمائر رفاقهم, فالآثمون محكومون دوما بالهروب من دماء رفاقهم (وضحاياهم) الشهداء وذكراهم. ينطبق هذا على قيادة التنظيم الوحدوي الناصري مثلما على الآخرين ممن يتغنون بقيم التصالح والتسامح وغلق ملفات صراعات الماضي.
هناك العشرات ممن أعلن إعدامهم أو تصفيتهم في الشمال والجنوب في السبعينات والثمانينات ثم أخفيت جثامينهم. والصمت حيال هذا الانتهاك الفظيع هو ضرب من التواطؤ مع الماضي الذي يزعم سادة اللحظة الراهنة في صنعاء وعدن والخارج أنهم قلبوا صفحته!
.......

* الصور للشهداء فيصل عبداللطيف (1970), سالم السقاف وعبدالله الرازقي وعيسى محمد سيف (1978)

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional