مقاضاتي من قبل جمعية الإصلاح الإجتماعية
لا تمنعني من قول كلمة حق وإنصاف بحق من كان خضما لي، حتى يوم أمس في قاعة محكمة الصحافة،
وسيظل في مرمى النقد الصحافي في مطلق الأحوال متى أخطأ. وجمعية الإصلاح الإجتماعية بعيداً عن العواطف
والميول الشخصية، هي أنشط وأكبر جمعية خاصة في اليمن. هذا ما تؤكده أية نظرة فاحصة ونزيهة لأداء
الجمعيات الخاصة.
أقوى من الحزب اليمني الاشتراكي الذي اختزل
مؤسساته في شخص الأمين العام وتحول إلى منبر تنظيري وصور جيفار مع نشاط فيسبوكي بعيد
عن الواقع. وك أشعر بالألم وأنا أذكر الآن باسم الحاج رئيس دائرة الشباب بالحزب الاشتراكي
عندماتعرض في العاصمة قبل شهور فماكان من قيادة الحزب العمالي إلا أن أصدرت بيان تضامن!
الأحزاب الأخرى أكثر بؤسا من حزب الرفاق
وأكثر ضعفا في البنية المؤسسية بل وأكثر تخليا عن قواعدها.
وليس من التنازل القول إن جمعية الإصلاح
أقوى أيضا من عدة أحزاب مجتمعة الناصري والحق والبعث.بل إنها أكثر تماسا بالمواطن من
حزب المؤتمر ذا الأكثرية الجماهيرية.
انظروا إلى عدد ونوع الاتفاقيات الدولية
التي وقعتها جمعية الإصلاح فقط خلال ثلاث سنوات أو حجم مشاريع التمويل، العربية والدولية،
لأنشطتها.
وبعد، فبدلا من أن تكون الأحزاب اليسارية
في اليمن هي من توقع اتفاقيات تمويل مع كبرى المنظمات، الأمريكية والأوروبية على نحو
خاص، الحاصل العكس: فجمعية الحزب الإسلامي تتوسع، دوليا ومحليا، فيما أحزاب اليسار
تكتفي بالتنظير بعيدا عن تلبية الناس واحتياجاتهم المعيشية!
نريد أحزابا تتنافس على خدمة الناس، على
توفير مراكز غسيل كلى، على تقديم حلول لمشاكل الكهرباء وللامن.
نريد احزابا تتنافس على خدمة الناس وليس
على تحشيدهم ضد بعض وتعبئتهم بالكراهية ضد بعضهم بعص!
الأحزاب والجماعات في اليمن، وجميعهم بلا
استثناء، يتنافسون على حشد الناس واستخدامهم بشكل سيء.
يتنافسون على المسيرات وليس على خدمة الإنسان.
يتنافسون على المليونيات ولم يفكروا قط
في تحسين دخل المواطن وهل يصل للمليون في السنة.
يتنافسون على إنتاج الشتامين ومواقع الابتذال
والتحريص وخطاب الكراهية ولا يتنافسون على التنمية وإنشاء المعاهد وتعلم اللغة والصحة.
بلد معطوب بإختصار ونخب مسوسة
إن أكبر إهانة للحزب الاشتراكي الذي حكم
الجنوب أن يضع الشركاء الدوليين أموالهم المخصصة لإعادة إعمار حضرموت أو أبين لدى جمعية
الحزب الإسلامي وليس لدى حزب العمال الذي حكم الجنوب.
لقد مولت دولة قطر إعادة إعمار 37 وحدة
سكنية في حضرموت، بينما مولت الولايات المتحدة الأمريكية إعادة محافظة أبين بعد الحرب
ليس عبر مؤسسات الدولة وإنما عبر جمعية الجماعة.
هل تلام جمعية الإصلاح على نشاطها أم يلام
الآخرون على كسلهم؟
لا.
تلام الدولة على تغيب مؤسساتها أولا ويلام
حزب "الرفاق" على تخليه عن الجنوب الذي ينتمي إليه وأدار له ظهرا، مكتفيا
ببيانات التضامن والتنظير الموسمي!
عيب جمعيةالإصلاح، وما أكثرها عيوبها، أن
أنشطتها بالغالب ذات توجهات حزبية وطريقة استقطاب.
إنها شبكة صيد الحزب داخل المجتمع وأداة
تحشيد.
العيب الأكثر تشويها للجمعية عدم انتهاجها
مبدأ الشفافية.
من المسيء لكل شخص ينتمي لحزب إصلاح أن
جمعية حزبهم لا تلتزم بقانون المنظمات. وهو ذات السلوك المعيب للنظام السابق. إن عدم
الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالمنح التي تتلقاها، محليا ودوليا، وكيفية إنفاقها
ضد القيم التي نادت بها الثورة. وأحسب أن أعضاء حزب الإصلاح قبلي وقبل غيرهم هم من
ينبغي عليهم أن الضغط على قيادةحزبهم من أجل الالتزام بمبدأ الشفافية.
عيب جمعية الإصلاح وكافة الجمعيات الأخرى
تتصرف مثل شركة كوكاكولا وليس بوصفها منظمة إغاثة وجمعية خيرية مايضع أنشطتها في دوائر
الشبهة والاحتيال،
ما الذي يمنع جمعية الإصلاح من الكشف عن
كافة اتفاقياتها المتعلقة بجرحى وشهداء الثورة خاصة وأوجه إنفاقها؟
من ينتهج الشفافية أبعد ما يكون عن الشبهة
ومن يعمل في الظلام والخلسة موضع تهمة وانتهاج الشفافية، وهذه نصيحة، كان ليغني الجمعية
عن رفع دعوى قضائية.
وأنا إذأقول ان جمعية الإصلاح أفضل وأنشط
جمعية في اليمن فهذا توصيف حال أكثر من كونه رفع للراية البيضاء. فأنا لن أتورع عن
نقدها في أي لحظة وفي حال توافرت لي أية أدلة. لكن لنلقي نظرة للضفة الأخرى: ما الذي
قدمته جمعية الصالح من مشاريع تنمية في المجتمع اليمني؟
لا شيء.
ما الذي قدمته جمعية بيت الأحمر أو بيت
آل لحوم، وهي التي تتلقى تمويلات من دول؟ لا شيء!
سكن طلاب أم رعاية حفل تخرج أيتام!
إنهم جميعا يوسعون نفوذهم مستغلين حاجة
الناس وما من أحد يعمل على صيانةالإنسان اليمني أو حضارته وتراثه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق