اليمن على النقيض من مصر: كان الرئيس الحالي عبدربه
منصور نائبا للرئيس السابق لـ17 عاما، فيما كان رئيس الوزراء مستشارا للرئيس
السابق، وما زال رئيس جهاز القمع السياسي في منصبه منذ 34 عاما، ورئيس البرلمان من
خواص النظام السابق وأركانه، وبالمجمل كان معظم صناع القرار في البلد من رجال
السعودية قبل وبعد الثورة. بالمقابل رفض المصريون النائب المعين من قبل مبارك، ثم أطاحوا بحكم العسكر، وها هم يثورن على رئيس جديد وصل إلى الحكم بانتخابات تنافسية نزيهة وليس انتخابات ليس فيها إلا مرشح واحد ينافس نفسه كالحالة اليمنية!
وبينما كان حسني مبارك مرمياً ونجليه في سجن طرة كان علي عبدالله صالح يحاضر في ميدان السبعين كفيدل كاسترو.
واجهوا واقعكم أولا لتدركوا أن اليمن ليست مصر، وأن
ثورة الجامعة ليست كثورة يناير، وإذا كانت السعودية لم تعترف بالجمهورية المعلنة في
1962م إلا بعد سبع سنوات من الصراع الشديد بين صنعاء والرياض فان ما تدعى
"ثورة الشباب"، مجازا، لم تعلن عن جمهورية ثانية أصلا كما مصر، ولم
تواجه السعودية حرجا في الاعتراف بها أو تحذير شعبها منها. لقد حزم اليمنيون
حقائبهم وذهب قادة الثورة وقطبا النظام والمعارضة، كبائسين أنهكم الصراع إلى مملكة
آل سعود ووقعوا المبادرة الخليجيةبين يدي الملك عبد الله بوصفه راعيا لليمنيين
ومقررا لأرزاقهم، وحكما لخلافاتهم.. ما يفيد أن ثورة سبتمبر كانت متقدمة على
"ثورة المبادرة الخليجية" بكثير.
لا أريد إحباطكم وإنما عدم إنهاك اليمنيين بأحلام
جديدة وغير واقعية.
اليمن ليست مصر والفرق ليس فقط بين بلد الصوت
المسموع فيه هو صوت الإعلام والفن، بينما الصوت المسموع في اليمن هو صوت رجال
الدين والقبيلة وأمراء الطوائف.
الحياة أسباب. وعندما كان المصريون يشيدون مثلا
كوبري أبو العباس سنة1906كان اليمنيون يتنلقون وقتها بالحمير، وبينما يهمين حضور
نجوم الشاسة في مصر وهم من قبيل عمروا واكد ويسرا وباسم يوسف وبلال فضل وتامر حسني
فان النجوم في اليمن من؟
عبده الجندي والحوثي والزنداني والعامري؟
كم عدد الكتب المترجمة في اليمن؟
كم مبيعات تذاكر السينما؟
كم نسبة الأمية؟
باختصار إن اليمن ليست مصر وإذا ما كنتم تطمحون في
إنجاز فعل تغيير كالذي يتخلق في مصر فواجهوا أولا مشاكلهم الداخلية قبل التورط في
أي حلم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق