أنا لي بطل آخر. على الرغم أن ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام قد صادفت جو ملتبس ملبد بالسلاح
في شمال اليمن وتم استخدامها في سياق صراع مسلح بين طرفين يدعي أحدهما أنه يكمل
مسيرة الحسين ويحشد على هذا الأساس ضد الآخر، إلا أنني فضلت الصمت احتراماً لكل
أولئك الذين يحبون الحسين ويستلهمون من قصته العبر بعيداً عن مستنقع السلاح
والصراعات الداخلية بين أطراف مذهبية. ما الفرق بين زينب
وهنية وفاطمة وسعاد وصابرين وسلمى وميمونة ؟ في البعد الإنساني لا فرق.. وأعظم
مآسي التاريخ هي تلك التي جاءت بعد اختراع القنبلة النووية ليس قبلها.
أنا لي بطل آخر.
على الرغم أن ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام قد صادفت جو ملتبس ملبد بالسلاح في شمال اليمن وتم استخدامها في سياق صراع مسلح بين طرفين يدعي أحدهما أنه يكمل مسيرة الحسين ويحشد على هذا الأساس ضد الآخر، إلا أنني فضلت الصمت احتراماً لكل أولئك الذين يحبون الحسين ويستلهمون من قصته العبر بعيداً عن مستنقع السلاح والصراعات الداخلية بين أطراف مذهبية.
وما أخرجني عن صمتي هو رسالة قصيرة تستنكره ، وتطلب مني الكتابة عن زينب وموقفها فيما وصفها صاحب الرسالة بأعظم مأساة في التاريخ ، لا شك أن لكل مأساة قيمتها في أي زمن كانت ولكل بطل مقامه، وأيضاً لكل إنسان الحق في اختيار ما يسكن منها في وجدانه ، وبالنسبة لي فلم أعد أجد بداخلي ما يدفعني للتفاعل مع مأساة حدثت قبل أكثر من ألف عام بينما نحن نعيش في قلب المآسي ، منذ أعوام وأنا أحقن روحي بأنين أمهات وأخوات وزوجات وبنات فقدن أحبتهن ظلماً وعدواناً، مظالم تنوعت ما بين القتل والاعتقال والإخفاء والتعذيب والحرق، هذا الأنين المستمر الذي يقضمني من الداخل لماذا أغادره وأسافر لأنين توفي أصحابه منذ زمن بعيد؟ ما الفرق بين زينب وهنية وفاطمة وسعاد وصابرين وسلمى وميمونة ؟ في البعد الإنساني لا فرق.. وأعظم مآسي التاريخ هي تلك التي جاءت بعد اختراع القنبلة النووية ليس قبلها.
أما من ناحية البطولة والقيم المتجسدة فيها فأقولها بكل صراحة، الحسين عليه
السلام بطل بالتأكيد ، لكنه كان كذلك وفق سياق عصره الذي يختلف كثيراً عن العصر
الذي نعيش فيه ، إن اخترت بطلاً من التاريخ بحثاً عن الإلهام فبطلي أنا هو
المهاتما غاندي عليه السلام ، هو من تلهمني قصته في هذا الزمن وتمنحني القدرة على
الصمود في وجه العنف كوسيلة للنضال ، أحب غاندي كثيراً ، وأدرك احتياجي وشغفي
لتجربته الغنية بالإنجاز وفق الآليات التي أؤمن بها ، أحب إصراره على اللاعنف حتى
آخر لحظة من حياته ونظرياته الداعمة لهذا الخيار ، غاندي هو الفكرة والتجربة التي
أؤمن أننا نحتاج لقراءتها لننتقل بأنفسنا من واقع لواقع آخر.
لا أطلب من أحد أن يكتب عن غاندي ولا يطلب مني أحد أن أكتب عن الحسين ..
فليكتب كل شخص عمن يريد وكيفما يريد!
هناك تعليق واحد:
من اجمل ماقرات
إرسال تعليق