الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

د/ هيلين فنزويلا: الناس يقولون لي أنني صرت يمنية وأشعر أنني في موطني في كل مكان

د/ هيلين فالانزويلا: "الناس يقولون لي أنني صرت يمنية وأشعر أنني في موطني وأجمل سنوات حياتنا قضيناها باليمن سوية"
لم نفكر بالعودة إلى الفلبين لأننا نحب اليمنين ولا ألومهم على ما لم يرتكبوه
-      اعتبر اليمن موطنه وكان سعيداً فقد عاش هنا ثلاثة عقود ما يعادل نصف حياته، وأحب اليمن والناس أحبوه ولم يشعر بالغربة قط
-     سافر إلى صعدة أثناء إحدى جولات الحرب لمدة شهرين ولم يقتل هناك لكنه قتل هنا، لا يمكن أن نعلم أين أن نموت!.

هذا نص مقابلة صحفية مع الدكتورة هيلين زوجة الدكتور "فالانزويلا Robin Valenzuela كبير جراحي مستشفى العرضي الذي قتل في الجريمة الشنعاء، الطبيب الذي يعمل في اليمن منذ ثلاثين عاماً ودرب 4000 جراح يمني.




تجدون تسجيل المقابلة بالصوت والصورة في صفحتي أو قناتي على يوتيوب بالانجليزية. المقابلة أجراها وترجمها الصديق العزيز مصطفى المنصور أثناء تواجدنا في مستشفى العرضي. ولئن كان الوقت ضيقاً وليس لدينا سوى ثلاث ساعات أو أقل، للالتقاء بأكثر من ثلاثين طبيباً وممرضاً.. فضلاً عن الجنود والعمال وبقية الشهود فقد توزعنا المهام فيما بيننا، وكانت اللقاءات بالانجليزية من نصيب الصديق مصطفى. أنا مجرد ناشر (أو حائط!) لا أكثر.


·     مصطفى أنا جداً آسف على ما حصل معكم ومع العزيز الدكتور فانزويلا ، فملايين اليمنيين مثلي آسفين جداً على ما حدث وكلهم يودون لو أنك تسمعينهم وتعرفين أسفهم بسبب ما حدث لكم، فنحن نقدر الدكتور فانزويلا زوجك ونحترمه كثيراً كونه واحد من أفراد عائلتنا الكبيرة فقد سمعنا كثيراً عن عطائه وتفانيه وخدمته ورعايته للناس بلطف ، فقد أحب اليمن واليمنيين فأحبوه ، كل اليمنيين لا يقبلون ما حدث ويستنكرونه ويشعرون بالآسف ، ويجب أن نفي – الرجل العظيم فانزويلا – حقه ـ ونحن نحاول بقدر استطاعتنا أن نسجل كل القصة لنخلد ذكراه ورفاقه ، ونحتاجك سيدتي لأن تشرحي لنا ما حدث .. بقدر استطاعتك .. كيف حدث ذلك؟ وكيف جئتم إلى اليمن ؟
هيلين شكراً ، لقد أتى زوجي إلى اليمن في العام 1984م ، وقد جاء مبكراً قبلي وأنا أتيت بعده ، لأنه كان طبيب الرئيس وجاء بطلب منه لإجراء العمليات حينها،  فأخبره الرئيس بحاجته إلى حضوري فحضرت بعده بسنة بعد استكماله إجراءات الإقامة ، وكان يعمل الطبيب فنزويلا في قسم العمليات الجراحية بمستشفى الثورة وعملنا سوية حتى طلبه الدكتور هشام قبل سنة ونصف ليعمل في مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي ليساعده نظراً لمهنيته وخبرته الطويلة وقدراته

·        مصطفى هل كان الدكتور فانزويلا سعيداً في حياته ومهنته هذه؟
مع احدى الطبيبات الروسيات الناجيات
هيلين نعم لقد كان سعيداً جداً فنحن أحببنا اليمن واليمنيين، ولم نكن نفكر في العودة إلى الفلبين لأننا نحب اليمن . وقد درس الكثيرين بمستشفى الثورة وتخرج بإشرافه الكثير من الأطباء اليمنيين فقد كان سعيداً لتعليمه الأطباء الشباب وكان سعيداً باليمن واعتبرها موطنة فقد عاش باليمن لثلاث عقود ما يعادل نصف حياته، وأحب اليمن والناس أحبوه ولم يشعر بالغربة قط، فعلى العكس كان يشعر بالألفة مع كل من عرفه بمستشفى الثورة . حتى أنه كان يرافق الرئيس دائما ًوسافر إلى صعدة أيام الحرب لمدة شهرين ولم يقتل هناك خلال الحرب ولكنه قتل هنا ، لكن لا نعلم أين يمكن أن نموت !..
حروب كثيرة نشبت في اليمن ولكننا لم تفكر بالعودة إلى الفلبين أبداً ، ثلاثين عاماً من حياتنا، أجمل سنوات حياتنا قضيناها باليمن سوية وكنا نرجع للوطن مرة كل سنة لزيارة أولادنا والأهل والأصدقاء ، خلال عطلة رأس السنة الميلادية وفي بداية كل عام وثم نعود.
وكان يقول إذا طلبت مني الحكومة اليمنية أن أبقى للعمل باليمن فسأبقى، هو أخبرني ذلك. لأنه لا يزال قوي – بعافيته – فهو يريد أن يبقى ليعلم الأطباء اليمنيين كل ما يحتاجوه ليتطوروا في الطب.

·        مصطفى كانت قصة الطبيب فانزويلا هي الأصعب والأكثر حزناً عند الناس، يشعرون بالأسف له ولك ولعائلته، فقد قضى معظم حياته ليساعدنا والمجرمون قتلوه وكنا عاجزين عن مساعدته وقت حاجته لنا ..
هيلين إنه قدره وهو لا يعلم أين سيموت ، فلا أحد يعلم أين سيموت ، ولا ألوم ال...

·     مصطفى سمعت زميلته الطبيبة الروسية كانت تبكي وتشعر بالأسف والفقد لفراقه وبقية الزملاء بالمستشفى ، أنا آسف جداً ونحن نحتاج أن تدلي بإفاداتك وشهادتك على ما حدث لأنه ورفاقه يستحقون التقدير والتكريم لتضحياتهم وتخليداً لذكراهم سنحتاج منك أن تحكي قصته ..
هيلين سيأتي أولادي الاثنين بعد يومين إلى اليمن، ليساعدوني على ترتيب إجراءات العودة للفلبين، فأنا أحتاج من يساعدني لترتيب أموري بعد فقدان زوجي فانزويلا
·        مصطفى كلنا أولادك ، وتأكدي سنساعدك دوماً
هيلين شكراً ... شكراً للتكريم والتقدير الكبير لزوجي
مع مدير مستشفى العرضي وطاقمه الطبي
·     مصطفى يجب أن نكرمه ونقدره لأنه يستحق هذا الشرف ، فعطاءه ولطفه غمر اليمنيين ونحن مدينون له ولك، فنحن جداً آسفون ولا ندري ماذا نقول !.. أنا آسف ..ماذا تريدين أن تقولي للشعب اليمني بعد كل ما حدث؟
لا أستطيع أن ألومهم على ما لم يرتكبوه، فقد عشنا هنا باليمن وأحببنا اليمن واليمنيين وعشنا فيها أحسن سنين العمر لنعلم اليمنيين خاصةً زوجي ، لذلك لا نستطيع أن نلوم أحد ...
أكيد نحن حزينون على فراق زوجي وكل من قتل غدراً .
·        مصطفى هل الحكومة اليمنية تعتني بكم الآن ؟
هيلين نعم
·        مصطفى هل يتواصلون معكم ؟ ويوفرون كل ما تحتاجونه ؟
هيلين نعم كل شئ ،
·        مصطفى ماذا عن الناس العاديين ، هل يتعاونون معكم ؟
هيلين نعم كل الناس متعاونين لأنني عشت في اليمن كثيراً والناس يقولون لي أنني صرت يمنية منهم.
·        مصطفى مازحاً تبدين وكأنك يمنية ؟
هيلين مبتسمة نعم ، فأنا أشعر أنني في موطني في كل مكان أذهب إليه .
·     مصطفى أنت فعلاً في موطنك , وبين أهلك ... شكراً كثيراً لك مدام هيلين ، 

بالتزامن مع موقع المشهد اليمني

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional