نهلة جبير
ظهراً ، قبل يومين كنت أنتظر عودة زوجي وأولادي كالعادة ، رن
هاتفي وإذ بزوجي العزيز ، يقول لي ماهو الكتاب الذي كنت تريدينه ، فرحت يالله لقد
تذكر ،رغم مشاغله واعماله ،قلت له وحيدا كالقطرة جميعاً كالأمطار ،ردد ما قلته
للشاب في المكتبه ، وسمعت الشاب يقول محمد العبسي ، فورا قلت لزوجي نعم نعم هو هذا
،
افرح بشكل هستيري عندما احصل على كتاب.
نهضت من فوري ارتب نفسي للحدث المهيب ، وابنتي تستغرب من موجة
البشاشة والنشاط التي حلت بي ،
استعجلت الوقت وهرولت لملاقاة زوجي ،،
_ سلام
_سلام ,كيف الحال ؟
_ اردُ وعيناي تبحثان بين ماتحمله يداه من اوراق وجرائد ، وهو
كالعادة يراقب انفعالاتي بمزاح ، اخيرا اخرج الكتاب من بين تلك الكومة من الأوراق
فقد تعمد اخفاءه بينها هههههههه
اخذت الكتاب وشعرت بخيبة امل من حجمه !!
لا ادري لما توقعته من الحجم الكبير حتى كأنه سيصل على عربة من
ثقله ههههههه
تقاليعي عجيبة ههههههههه
المهم أخيراً تصفخته وفي العصر قرأته واعدت قراءته ، لمن لا
يعرف الكتاب هو مجموعة شعرية للكاتب الصحفي الشاعر محمد عبده العبسي ،
الكتاب حجمه صغير ويمكن قراءته خلال ساعة ، لكن حجم الزخم
العاطفي فيه كبير ، إختزال كمي لمعاناة الإنسان والأوطان ، يحترف العبسي في إلتقاط
النقطة المفصلية في الوجع ،
معاناته، هي معاناة وبؤس وطن مثخن بالجراح ,وطن مستقبله مغمور
كحاضره وماضيه ،
ليست فقط كلمات ما قرأتها ، إنها قضايا ومحن وصلابة وقوة ، وثقة
عالية بالنفس ، إنها الإنسان اليمني الذي برغم البؤس والشقاء وعدم وجود أي أمل له
في تغير محيطه ، إلا أنه يشمخ ويحاول أن يكون ممكناً في زمن ومكان ،
مستعدان للإنقضاض عليه في أي لحظة ،،،،،
عاش
اليمني عاش عاش عاش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق