وإلى اليمين ميديا بنيامين الناشطة الأمريكية
اليهودية.
فبضدها، كما قال المتنبي، تتبين الأشياء،
وحتى نميز بين الخبيث وبين الطيب.
بين شعار يتقاتل اليمنيون بسببه، وبين شابة عظيمة،
ملعونة بمنطق الشعار، تعد واحدة من أكثر الأصوات الإنسانية دفاعاً عن الضحايا
اليمنيين، وعن سيادة البلد المنتهكة سواء من أمريكا وصواريخ طائراتها، أم من
المبادرة الخلجية ومبعوثها، أم من مشاريع وكلاء إيران والسعودية على حد سواء.
■ ■ ■
ما الذي فعله شعار الحوثي لأمريكا وإسرائيل؟
لا شيء.
اسألوا أي يمني تصادفوه في الشارع. سيقول لكم فورا:
الشعار لأمريكا وإسرائيل والموت لليمنيين.
بالمقابل أقامت هذه الشابة ندوات عديدة حول حرب
واشنطن السرية في اليمن وكونت مجموعة ضغط مؤثرة على الإدارة الأمريكية وتعد واحدة
من أهم وأعلى الأصوات المؤثرة التي طالبت بالاعتذار لضحايا المعجلةوجميع ضحايا
الغارات الأمريكية في اليمن وباكستان وأفغانستان.
إنها تتعاطف مع الضحية بعيدأً عن لون بشرته.
وبمعزل عن ديانته ومعتقداته ومذهبه.
وتلك عظمة القيم الإنسانية.
إنها إنسانة بحق.
إنها تتعاطف مع الضحية بعيدأً عن لون بشرته.
وبمعزل عن ديانته ومعتقداته ومذهبه.
وتلك عظمة القيم الإنسانية.
إنها إنسانة بحق.
■ ■ ■
قبل أكثر من شهر، كتب الزميل هلال الجمرة -مدير
تحرير صحيفة النداء المتوقفة- كيف يعمل الحوثيون على تأجيج وإحياء الصراع المذهبي،
في قريته بآنس في محافظة ذمار وكيف تحول الشعار إلى مهدد للسلم الاجتماعي بين
اليمنيين ووسيلة لافتعال مواجهة مسلحة. هكذا تبدأ الحروب الصغيرة والكبيرة على ما
يبدو. استفزازات. وشعار. وبنادق. استخدام الحرية الدينية ذريعة. ثم فجأة يسمع
اليمنيون بحرب أو أعمال تقطع أو تفجير بيت في هذه القرية أو تلك المحافظة.
وبالفعل منذ أسبوع، قرحت في ذمار. وكالعادة سيقول
الحوثيون: نحن الضحايا!
لا تصدقوا الاخوان!
نحن في حالة دفاع عن النفس
على الضفة الأخرى من الكرة الأرضية أسست بنيامين
وزوجها حركتي جلوبال وبينك كود المعنيتان بالسلام والعدالة الاجتماعية.
وبينما كان الحوثيون يكبرون يوم أمس بالموت لأمريكا
وإحدى رصاصاتهم تخترق مطبخ بيت الزميل هلال الجمرة مروعةجميع أفراد أسرته كانت
ميديا بنيامين تقاطع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتطالبه بالاعتذار للضحايا،
ووقف غارات الموت، واحترم القانون الأمركيي وعدم الكذب على الشعب الأمريكي.
شاهدوا هذا المقطع: http://www.youtube.com/watch?v=VL4v2_uFF8M&list=UUPL--HI8Toru2ERQcOSOvrw
■ ■ ■
قبل زهاء عامين، بينما الحوثيون يخوضون حروبهم
المقدسة في الجوف وصعدة، تارة مع التكفيرين، وتارة مع الإصلاح، وتارة مع المد
الوهابي..إلخ المسميات، وقفت ميديا بنيامين في مؤتمر صحفي بمعهد ويلسون لمدير
المخابرات الأمركية جون بيرنان، وقالت بشجاعة ولكنة عظيمة:
"أنا أتحدث نيابةً عن
أولئك الضحايا الأبرياء.
إنهم يستحقون منك الاعتذار يا سيد برنان.
لماذا تكذب على الشعب الأمريكي؟
أنا أتحدث نيابةً عن عبدالرحمن العولقي الذي قتل في
اليمن وكان يبلغ من العمر 16 عاماً من مواليد دينفر بسبب أن والده أنور العولقي.
أنا أتحدث عن طفل باكستاني
برئ.
أنا أتحدث نيابة عن الدستور ونيابة عن سيادة
القانون.
أنا أحب سيادة القانون وأحب بلادي. أنت تعرض حياتنا
للخطر من خلال قتلك لأناس أبرياء حول
العالم.
الموت لمن يشيعون الكراهية في المجتمع.
الموت لمن يتسببون في التناحر والقتال بين
اليمنيين.
والحياة، والحب لك يا ميديا وأمثالك.
■ ■ ■
في منتصف مارس روى هلال الجمرة ما يجري في قريته
محذرا من تفجر الحرب سببها الشعار الذي ينادي بالموت لأمريكا وإسرائيل، في حين أن
بيوت كثيرة دمرت في اليمن ورملت بسببه. يقول هلال:
نحن سكان
"الحضر"، القرية النابضة في قلب جبل الشرق، آنس، عرفنا كيف نقيم في ظل
التسامح ورحابة الصدر حتى يناير الماضي. عشنا خارج متاهة مئات السنين، بعيدا عن
الصراعات المذهبية والعنصرية.
الجمعة الماضية، عطّل عقلاء قريتي قنبلة التعصّب،
وحقنوا دماء الشباب المنقسمين بين جماعة الحوثي المتحمسين لفكرة
"الصرخة"، وآخرين معترضين على إطلاقها داخل جامع القرية الأكبر، إذ
قرروا إغلاقه.
هل يستدعي القتل أو الموت من أجل شعار بين أخوة؟
"وإذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا
البيع ذلكم خيرٌ لكم.."، كان هذه نداءاً لإقامة شعائر هذا اليوم المقدس.
إذا لم يكن هذا هو شعارنا لأداء الصلاة، فأغلقوا
الجوامع واحفظوا الدماء هو أصلح عند الله..
الله لم يقل لنا فاسعوا إلى حمل ينادقكم وذروا
السلم ذلكم خيرٌ لكم، ولا قال وإذا قضيت فاصرخوا وانتشروا للتمترس وقتل بعضكم
البعض. الجامع ليس -ساحة لمعركة إثبات وإلغاء وجود بنفس الوقت.
■ ■ ■
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق