السبت، 16 أغسطس 2014

العلاقة بين مكونات مؤتمر الحوار الوطني كهذين: تمثيل ووفاق زائف

العلاقة داخل مؤتمر الحوار بين القوى المدنية والحقوقية وبين القوى التقليدية (مشائخ وجماعات مسلحة ودينية) من جهة، وبين الحوثيين والسلفيين والإصلاحيين من جهة أخرى شبيهة إلى حد كبير بالعلاقة بين هذين الظاهرين في الصورة:  أصدقاؤنا المدنيون مسرورن جداً لمجرد أن صادق الأحمر يجلس معهم من دون مرافقيه وكأنه تخلى عنهم إلى الأبد ولا ينتظرونه في الخارج.
 والمشايخ بالمثل يبادلونهم الابتسامة الزائفة ويطالبون بالدولة المدنية، بحماسة وجرأة، لعلمهم أن الدولة تدار من مقائل جلال وباسندوة وعلي محسن وليس عبر أوراق مؤتمر الحوار ومخرجاته.
وليقينهم أن كل ما سيقولوه ويصوتوا عليه هناك، لن ينقص علبة فول من اعتماداتهم من وزارة الدفاع ولن يؤدي إلى إيقاف راتب جندي واحدمن مرافقيهم اللذين ينتظرونهم بالمناسبة، عند سور موفمبيك وفي باحته.
نفس الشيء بالنسبة للجماعات الدينية والمسلحة: الحوثيين والسلفيين والإخوانيين.
جلسوا معاً على طاولة واحدة والتقط أعضاؤهما صوراً تذكارية حميمية كأنهم أعضاء فريق كرة قدم.
فمرةً وهم يصلّون معاً
ومرة هم يتمازحون ويضحكون
ومرة هم يتناولون الطعام من طبق
بينما كل واحد منهم يضمر للآخر كل سوء
هذا ينظر إلى رفيقه في الحوار باعتباره مجوسياً
والآخر ينظر ويسمي رفاق حواره بالتكفيرين والدواعش

وها هم منذ عام ونصف يقتلون اليمنيين بعضهم ببعض باسم الله


لهذا السبب -وأسباب أخرى: بدء بالتفويض في اللجنة الفنية ثم ترحيل النقاط العشرين إلى علم الغيب- تحول المؤتمر الذي كان فرصة استثنائية لتضميد جراح اليمن وتأسيس أرضية مشتركة لليمنيين لحياة ومستقبل أفضل.. تحول إلى تمثيلية، وضرب من الخداع والمجاملة والتقاط الصور.. كصاحبينا هذين في الصورة بالضبط!

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional