الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

لاعبو المنتخب اليمني يثبتون أن كرة القدم تلعب بالأقدام لا بالمصارف والأرصدة البنكية

ما قام به المنتخب اليمني ليس بالعادي.  موازنة الشباب والرياضة في اليمن ككل (كرة القدم- ألعاب القوى- النفقات الإدارية- وبدل سفر البعثات الرياضية وجيش الصحفيين- المكافآت وعمولات الفساد كلها على بعضها لا تتجاوز 2 مليار و725 مليون ريال. أي عشرة مليون دولار لا أكثر. تحلية صغيرة لنادي سعودي أو خليجي. نادي النصر السعودي وحده أنفق 7 ملايين دولار (22.5 مليون ريال سعودي) في شراء وتجديد عقود بعض لاعبين لموسم 2014م. بل إن صفقة انتقال اللاعب يحيى الشهري من الاتفاق إلى النصر تجاوزت كلياً ميزانية اليمن الرياضية 48 مليون ريال (نحو 13 مليون دولار).

هذه أمور ليس من اليسير تجاوزها، أو إغفالها في عالم كرة القدم، وهو ما أكده مدرب المنتخب الوطني في مؤتمره الصحفي عقب مباراة السعودية. 


هذه أمور ليس من اليسير تجاوزها، أو إغفالها في عالم كرة القدم، وهو ما أكده مدرب المنتخب الوطني في مؤتمره الصحفي عقب مباراة السعودية. ورغم هذه الفوارق المهولة أثبت لاعبو المنتخب اليمني أنهم أنداد ولا يقلون موهبة ومهارة عن نجوم المنتخبات الخليجية، وأن كرة القدم تلعب بالأقدام لا بالمصارف والأرصدة البنكية.
نواف العابد صاحب هدف مباراة اليوم جدّد عقده لنادي الهلال لخمس سنوات مقبلة بـ30 مليون ريال (نحو 8 ملايين دولار) يليه لاعب الأهلي معتز الموسى بـ 24 مليون ريال (نحو 6.5 مليون دولار).


من شبه المؤكد إذن، ووفق ما سلف، هذا الاستنتاج البديهي: لو احترف جميع لاعبي المنتخب اليمني وظلوا يلعبون كرة القدم لـ100عاماً قادمة فإنهم لن يحصلوا، مجتمعين، على هذا المبلغ الذي تقاضاه العابد لا كراتب شهري وإنما مقابل صفقة تجديد عقده فحسب، وبرغم ذلك لن تعدم هذه الليلة أن تقرأ منشوراً فيسبوكياً ساخطاً من هزيمة المنتخب أمام السعودية واحد صفر، بصعوبة وفي أرضه، وكأن العكس هو المتوقع والبديهي!

لا أحاول التبرير وأؤمن أن المال ليس الاصل، كما أدرك أن الفوارق المادية والفنية بين اللاعبيين اليمنيين والسعودية، والخليجيين إجمالا، كبيرة ومن الحمق مجرد التفكير بالمقارنة بينها، ولكن ما العمل في ظل وجود هؤلاء المعاتيه في الإعلام التواصلي؟ هؤلاء السلبيين، القاتلين للمعنويات ومفسدي كل محاولة صنع أمل. اقرؤوا منشوراتهم الهازئة من المنتخب والشامتة به، كي تتعرفوا على عينة مرضية لشريحة تعاني من عقدة نقص تجعلهم يحقّرون لا إرادياً كل شيء يمني، لأنهم ليس لديهم أي تقدير لأنفسهم أو بلدهم أو ابن بلدهم.

أداء المنتخب الوطني في خليجي 22 مشرف وبطولي، وقد أثبت أن المال ليس شيئاً في ظل وجود الموهبة والإرادة والعزم. وكل يمني يحقر مشاركة المنتخب أو يقلل منها ربما يتوجب عليه أولاً إجراء فحص دم فلعله من دون دم.
ولهؤلاء أقول: لو سمحتم أبلعوا ألسنتكم.
تحية للمنتخب اليمني والطاقم الاداري ومدربه المتميز


تحية لكل الجماهير اليمنية العظيمة التي شرفت اليمن بحضورها

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional