الاثنين، 1 ديسمبر 2014

عن الجنوب والانفصال وبلد على كف عفريت


يُلومون الجنوبيون على رفع أعلام الانفصال. حسناً. أديروا رؤوسكم للجهة الأخرى:
الحوثيون يطبعون شعاراهم على المنازل
الحوثيون يطبعون شعاراهم على المساجد
الحوثيون يطبعون شعاراهم على المؤسسات
الحوثيون يرفعون شعاراهم داخل المدارس العامة
(هذه الخطوة لم يقدم عليها الحراك إلا قبل اسبوعين)
الحوثيون يطبعون شعاراهم في الجنابي وآليات الكلاشينكوف
الحوثيون يطبعون شعاراهم في بدلات الجيش والقوات المسلحة
الحوثيون يرفعون شعاراهم في المدن ومداخلها، وفي الطرق العامة
الحوثيون يرفعون شعاراهم ويشوهون به مدينة تاريخية كصنعاء القديمة
الحوثيون يرفعون شعاراهم أمام رئاسة الوزراء وبيت الرئيس ومقر الأمن القومي
هذا ليس تبريراً، ولا تشجيعاً.
ووجود نموذج الأسوأ ليس مبرراً للسيء، من ناحية نظرية. أما عملياً فإنه يمثل أكبر محفز.
منذ 2006 والحراك يناضل سلمياً مع وجود جناح مسلح ومتطرف، لكن العمل السلمي هو الأصل، والمسلح هو الاستثناء. منذ 2006 لم يقتحم الحراك مؤسسة عامة واحدة في عدن. بينما يمثل الحوثي النقبض تماماً: السلوك المسلح هو الأصل، والسياسة هي النزهة بين معركتين. وقد اقتحم كل شيء: المدن والمنازل والمؤسسات والمعسكرات وبسط عليها، بما فيها مقر قيادة القوات المسلحة أعلى مؤسسة في الجيش اليمني.
ماذا فعلت السلطة الانتقالية والرئيس؟
شجعوا الثاني وباركوا صنيعه ووصفوه بالشريك
ويريدون من الآخر التزام قواعد السير واحترام هيبة القانون!
بل وارسلت الرئاسة موفديهم إلى عدن، ومولت أنشطة مشبوهة
الفكرة أن هناك جماعة انتهكت حرمة كل شيء، وشجعت منطق القوة وفرض الواقع، وبالتالي فإن أي فعل جنوني قد يرتكبه الجناح المتطرف في الحراك الجنوبي، يتحمل وزره عبدالملك الحوثي وجماعته، ورئيس الفشل التاريخي وشركاء المرحلة الانتقالية.
أنا يمني وكنتُ وما زلت وسأظل مع الوحدة التي كانت ضحية الوحدويين أنفسهم، لكني أيضاً أرفض الإكراه في كل شيء، وأؤمن بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها كحق مقدس، متى ما تسنى ذلك وتم توفير الظروف العادلة والموضوعية لذلك.

أعرف أن الشعوب العربية، ومنها الشعب اليمني، ما تزال في مرحلة ما قبل الدولة فهل قررنا نحن كيمنيين مصيرنا في عبدربه منصور، أو يحي الراعي، أو المبادرة الخليجية، أو اجتياح الحوثيين، أو اتفاق القسر والشراكة! الحياة في هذه المجتمعات محض إكراه ولا علاقة لها بتقرير المصير.
لم أعد أعول على شيء: لا سلطة ولا أحزاب ولا معارضة ولا سياسيين.

وحده الله من تبقى لليمنيين ليفزعوا إليه بالدعاء بحفظ بلدهم الذي مُزّق كل ممزق

محمد عبده العبسي

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional