الجمعة، 27 مارس 2015

عن غارات تحالف "عاصفة الحزم" ووضع وولاءات الجيش اليمني

أجزم أن 50% على الأقل من قوام الجيش اليمني غير تابعين، ولا موالين، لعلي عبدالله صالح ولا للحوثي، لكنهم قد يصبحون كذلك، بفعل الضربات الجوية لقوات تحالف "عاصفة الحزم" والعكس، 

إن تغيرت موازيين القوى على الأرض: بدليل انشقاق اللواء 35 في تعز وإعلانه تأييد الرئيس هادي، بينما في الضفة الأخرى اللواء خيران رئيس هيئة الأركان المحسوب على اللواء علي محسن، والذي اعترض الحوثيون عند تعينيه ها هو الآن أحد أهم حلفاءهم

وقائماً بأعمال وزير الدفاع.
بمعنى المسألة حسابات سياسية متغيرة وليس ولاءات ثابتة، إنها حسابات الربح والخسارة والصراع على البقاء.
إن عدم قتال معظم وحدات الجيش عند اجتياح صنعاء أو عند تقدم الحوثيين نحو عدن وما بينهما من ستة أشهر انهارت فيها مؤسسات الدولة، لا يعني بالضرورة ولاءها لصالح أو الحوثي،
مثلما يرطن العديد من المتحدثيين للقنوات الفضائية. ومن المؤسف أن تجد أو تسمع أحدهم يتشفّى بمنتهى التبجح بتدمير مقدرات والبنية التحتية للقوات المسلحة اليمنية، التي تظل ملكنا جميعاً كيمنيين، وإن سيطر عليها الحوثي أو صالح.
المسألة ببساطة كالتالي:
من هو القائد العسكري الأحمق الذي سيقف في وجه الحوثيين بعد أن رأى مصير حميد القشيبي قائد اللواء 310 الذي صمد في وجه الحوثيين 4 أشهر، ثم قتل في معسكره، ونهبت أسلحة اللواء، ثم ماذا؟ لم يكتف الرئيس هادي بخذلانه حياً فحسب وإنما لم يعزه ميتاً وذهب بعدها بأسابيع وقال إن الدولة وصلت إلى عمران الآن!
من هو القائد العسكري الأحمق الذي سوف يقاتل تحت رآية الرئيس هادي وهو يدرك أنه أكثر من بتخلى عن من يقفون إلى جانبه؟
من هو القائد العسكري الأحمق الذي سيقف في وجه الحوثيين وهو يرى ما فعله مع وزير الداخلية السابق؟
إن سقوط اللواء 310 في عمران كان نقطة تحول في مسار القوات المسلحة وقد ظهرت نتائجها في صنعاء بعد شهرين على النحو التالي:
"كل من سيقاتل الحوثي سيلقى مصير حميد القشيبي".
هذه هي الرسالة الضمنية التي بعثها الحوثيون وصالح إلى العديد من قادة الجيش من باب النصح أو التحذير، في الوقت الذي كان المبعوث الأممي جمال بن عمر يكسب لهم المزيد من الوقت، ولهذا سقطت صنعاء دون مقاومة بعد أن تم تحييد العديد من قيادات الجيش عندما حانت ساعة الصفر.

لا أحد يراهن على فرس خاسر. والقادة العسكريون اليمنيون ليسوا من كوكب آخر. إنهم من نفس طينة السياسين في البلد: لديهم حساباتهم الشخصية الانتهازية في الغالب فتراهم يجرون مع الريح ومع من غلب. ثم بالله عليكم عندما تذهب قيادات حزب الإصلاح إلى صعدة لمقابلة عبدالملك الحوثي بعد أسابيع من سيطرته على صنعاء ماذا تتوقعون منهم؟
**

400 مليون دولار فقط كانت لتحول دون تنفيذ حكومة الوفاق للجرعة السعرية
400 مليون دولار فقط كانت لتسقط ذريعة عبدالملك الحوثي في اجتياح صنعاء
400 مليون دولار ليست قيمة صواريخ الربع الساعة الأولى من غارات عاصفة الحزم
400 مليون دولار كانت لتحقن دماء وأموالاً وتحفظ الدولة، أو تؤخر اجتياح الحوثيين، على أقل تقدير، ان كان ذلك ليحدث بشكل أو بآخر. وحتى لو وجد الحوثيون أي مبرر لاجتياح صنعاء ما كان ليكون مثل الجرعة السعرية التي منحته زخماً شعبياً ما كان يحلم به في مجتمع تنتشر فيه الأمية ونصفه تحت خط الفقر. لكن ما العمل؟ فهادي تواطئ، والحوثي انتهز، وصالح تكتك، والنخبة السياسية كعادتها باركت، بينما التزم المجتمع الدولي والسعودية دور المتفرج.
وحدها اليمن شعباً ودولة ضحية في المرتين.
ما يرعبني:
حتى في حال نجحت الغارات العسكرية
حتى لو دمرت البنية العسكرية لجماعة الحوثيين كلياً.
حتى لو دمر ما تبقى من الجيش اليمني (أو العفاشي كما يقولون)
من الذي سوف يعيد بناء اليمن؟ عبدربه منصور الذي عجز عن استثمار الدعم الدولي وتوفير مبلغ 400 مليون دولار وأدخل الحوثيين إلى صنعاء؟
لك الله يا يمن




ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional