لو فكر متفاوضو جنيف بمرضى الفشل الكلوي
وحسب، وما أكثرهم في اليمن، ومعاناتهم اليومية من أجل جلسات الغسيل، لن
يغادروا سويسرا إلا وقد توافقوا على مسودة اتفاق أولي، تحقن الدماء وتوقف هذه
الحرب التي أكلت الأخضر واليابس. فكروا في أوضاع اليمنيين العاديين الذين سحقتهم
الحرب، وليس في ما يريده رجل الكهف في مران، أو ما يصبو إليه الراقص على الثعابين
والمحنش الأكبر، أو ما يؤمله رئيس الغفلة الفنادقي هادي، أو ما يسعى إليه عسيري
وجنرالات الحرب الخليجيين ومصالح دولهم.
إلى متى يستطيع اليمنيون الصبر باعتقادكم أمام كل
هذا:
أكثر من 10 آلاف قتيل وجريح يستحقون تقديم
التنازلات من كلا الطرفين
أكثر من مليوني عامل باليومية توقفت أعمالهم
يستحقون تقديم التنازلات من الطرفين
أكثر من 3 مليون نازح داخلي، وعشرة مليون متضرر من
الحرب يستحقون تقديم التنازلات
أكثر من 50 مليار دولار خسائر البنية التحتية للبلد
واقتصاده، تستحق تقديم التنازلات من الطرفين.
أمام كل هذه الأرقام ألا يخجل الحوثيون من سياستهم
الأثيرة الكارثية: "ما نبالي؟
كيف ما تبالي؟ لقد تنازل الحسن بن علي عن السلطة
وهي أهل لها، من أجل الناس وحقناً لدماء المسلمين بينما أنتم تحرقون البلد ولا
تبالون بمعاناة الناس إن استمريتم في غيكم.
ذات الشيء، وان بدرجة أقل نسبياً، يقال عن الوقد
الحكومي، أو جانب ما يسمى "الشرعية".. لسنا في موضع ترفي ولا في موقف
البحث عن من السبب، ومن البادئ بقدر ما ينبغي التفكير في الحل. هذا هو المطلوب
منكم الآن.. فكروا في الناس.. في أهاليكم وذويكم وشعبكم الذي يقتل مرة بقذائف
الحوثيين ويقتل مرتين بصواريخ السعودية والتحالف.
واذا لم تفكروا فيهم أنتم فما الفرق بينكم وبين
مزوملي "ما نبالي"؟
طلابنا في الخارج بلا مرتبات
وفي الداخل تحت القصف والغارات
تعز تحت القصف والحصار المليشياوي،
وبقية المدن اليمنية مجرد أهداف لغارات التحالف.
شعب بأكلمه من دون كهرباء منذ 9 اشهر ومع ذلك
يبتسمون
من دون مياه، ومع ذلك يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي
من دون وقود وغاز ومع ذلك يحاولون المضي قدما.
من دون خدمات أساسية ومع ذلك يقاومون.
من أجلهم افعلوا شيئاً وجدوا حلول.
اصلحوا النوايا وقدموا التنازلات قبل أن يمحّي
الوطن ويهلك الشعب
تخلوا عن شطوحات هادي وجلال، وإملاءات المملكة،
والحوثيون هم المطالبون أكثر بتقديم تنازلات وحسن نوايا، والتفاهم على جدولة تنفيذ
القرار الأممي، والأهم من كل ذلك عليهم اولاً التخلي عن ثقافة "ما
نبالي" التي أدخلت البلد ....... الحمار الداخلي.
يارب اصلح ذات البين، وعجل بالفرج وأنقذ اليمن
وشعبه يا كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق