الخميس، 24 ديسمبر 2015

من يريد الحرب لن يعدم الذرائع ومن يريد السلام لن يعدم المبادرات

آثار غارة سعودية على صنعاء القديمة التاريخية
إذا كانت الأمم المتحدة أكذوبة كبرى، كما قال عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير، لماذا إذن أرسلت مفاوضيك إلى جنيف التي ترعاها الأكذوبة الكبرى؟ للطرفة أم تغيير الجو! وإذا كان المجتمع الدولي متواطئ وشريك في جرائم الحرب على اليمن لماذا إذن تناشد طوال الشهور الماضية من أجل الضغط على السعودية لإيقاف "العدوان" على اليمن? وعلى أي أساس أعلنتم موافقتكم على قرار مجلس الأمن! وإذا كنت تعتزم مواصلة الحرب إلى يوم القيامة، فأنت لا تبحث عن حل سياسي، ولا تنشد السلام، ولا وقف العدوان، ولا تريد سوى إشعال المزيد من الحرائق في هذا الوطن المنهك! وليتك قادر على الحسم! وليت انتصارات الواتساب تصح! 
بل ليتك قادر على الصمود بمعناه الحقيقي. الصمود يعني أن تصمد في الجبهة، وفي الوقت نفسه لا تتأثر حياة الناس في المدن إلا بحدها الأدنى. 
 الصمود يعني أن تقصف السعودية محطة الكهرباء فتعيد انت تشغيلها مش كل واحد يدبر روحه واحنا في حرب.
 الصمود يعني ان تعمل على تخفيف آثار الحصار الخارجي على الشعب، لا أن تستثمره وتخلق منه سوق سوداء، وليس ايضا في أن تحاكيه بفرض الحصار على تعز وسكانها! ثم، كيف ستحارب إلى يوم القيامة، اذا كنتم صرفتم مخصصات المازوت الخاص بمحطات الكهرباء 360 مليون دولار لماذا? من أجل تغطبة العجز ودفع المرتبات!

تريد القتال الى يوم القيامة: بالتوفيق
إنما تحدث باسمك وجماعتك، وليس باسم شعب منهك ومتعب من بحروبك الداخلية، ومن الحرب السعودية وغاراتها، وينشد الخلاص!
سيقول قائل متحمس:
وهل تريدنا ان نستسلم!
وهل تريدنا ان نقبل بالاحتلال!
سأجيب:
أولا: وان جنحوا للسلم فاجنح لها.. وقد أعلن المخلافي عن تمديد الهدنة بناء على طلب هادي. وهذا الظاهر وان ناقضت الأفعال الأقوال.
ثانيا: لا تستسلموا لهم وانما لاخوانكم اليمنيين. وليس استسلاما وانما قبولا بقرار مجلس الامن الذي اعلنتم موافقتكم عليه، واعلن المؤتمر الشعبي العام القبول به منذ أعلن! اقبلوا بالقرار كمبدأ، وتشارعوا واختلفوا على التفاصيل.
ثالثا: دماء اليمنيين وبلدهم وأموالهم ومستقبلهم أهم وأعظم من كبرياءك.. وتستحق أن يقدم المرء من أجلها التنازلات والتضحية. وقد فعل ذلك من هو خير منك حقنا للدماء وهو الحسن بن علي كرم الله وجهه.
رابعا وخامسا وسادسا: هذا البلد يتسع للجميع وليس ملكا لاحد ولن تستأثر به جماعة او حزب او عائلة وخلاصنا جميعا في التعايش وقبول الآخر واحترام القانون وتقوية الدولة ومؤسساتها.
باختصار ولكلا الطرفين:
من يريد الحرب لن يعدم الذرائع

ومن يريد السلام لن يعدم المبادرات

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional