السبت، 26 يناير 2013

أريد رؤية أحلام جميلة في المنام وحسب

أكاد أختنق 
وصنعاء مدينة ربو!
يحتاج المرء إلى استرخاءة.
حتى الآلات تعطل! حتى السيارات 
تسْخن من طول السفر!
وفي بعض الأحيان على المرء أن ينزع بطارية الساعة وألا يهتم بشيء! 
فترة نقاهة لا أكثر حتى أني أتحسس منذ شهور بأصابعي في الظلام بحثاً عن زر OFوفي كل مرة أبحث أصطدم بشيء. وفي كل مرة أنهض من وقعة لأقع بأخرى!
ما العمل؟ 
مللت برنامجي اليومي
مللت الشاهي الحليب بالمغرب
ورائحة النيكوتين هذه الملتصقة بملابسي!
وصوت ثلاجة الشاي، غير المحكم إغلاقها، يقلقني آخر الليل ويذكرني بتسريبٍ ما في مقدراتي وسلوكي.
أركل قارورة ماء فارغة أمامي.
اللعنة.
أحتاج لسفرة.
أحتاج إلى لسعة صاعقة
بل أحتاج إلى "فرمتة" حواسي
أريد الدوران كملعقة في زوبعة فنجان!
أو أن أتدحرج من أعلى جبل 
مثل فتّــــة صخور
وحجارة!
أريد الارتماء على العشب.
أن أتشبع بأشعة الشمس وأخزنها في جسمي أطول مدة ممكنة. أن أتأمل أشعتها وأنا مستلق تحت وهي تتكسر بين الأغصان الكثيفة. 
واشتقت إلى المطر.
اشتقت إلى رائحة الريّ!
إلى المشي تحت ميازيب البيوت.
إلى ملأ جيوبي بالبرد والتراشق مع أحدهم بكرات الطين.
ما من شيء أحب إليّ من الإصغاء إلى صوت المطر. انزعوا القطن واسمعوا وقع قطرات المطر على قطعة زنك. رعب. كنت أتعمد الوقوف عند معرض سيارات القاهرة متظاهراً بالرغبة في التكنن، حتى يتسنى لي سماع وقع قطرات المطر على سقف المعرض الزنكي.
قيل إن صاحب المعرض فلس! ولست واثقاً ما إن كنت سألحس قطرات المطر المنقوطة على زجاج السيارة أو النافذة بلساني كما كنت أفعل صغيراً في موسم الأمطار المقبل عما قريب.
اشتقت إلى صوت مضخات الري
المقترنة بالبيئة الريفية
بصوتها الديكيّ 
المتصاعد 
مع شقشقة الضوء.
اشتقت إلى أمي
اشتقت إلى أشياء كثيرة
ولا علاج منها سوى السفر بعيدا
بعيدا عن هذه المدينة الجوانية المجبولة على الكبت وقلة الأكسجين. أن أتعرف على أناس جدد، وأن أرى وجوهاً جديداً لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، وأسمع حديثاً آخر غير هذا الكلام المسوّس الذي يلوكه اليمنيون ليل نهار!
حياتنا أعمال شاقة.
وأعصابنا مشدودة على الدوام
ولا تفرز الغدة النخامية، وهي أم الغدد في جسم الإنسان، بالنسبة اليمني إلا هرمونات القلق والتوتر.
إنه دورق مشاكل. 
إن أعظم خسارة لليمني 
فقدناه روح الدهشة في الحياة
حتى إن حياته صارت إسقاط واجب.
نحن متعبون. وأشعر أن خراباً هائلاً ألحقه بروحي وحواسي إن بقيت نسبة الأدرينالين مرتفعة كما هي الآن في جسمي.
أحتاج أن أرى في منامي أحلاماً جميلة وحسب. 

محمد العبسي 
26/1/2013م

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional