مصائب أهل البر
فوائد أهل
البحر!
ومن تبكِيهم اليابسة
تحتفل الأسماك بهم تحت
الماء
II
أتساءل فيما الغربان
تُغطِّي جثة صوماليٍّ لم يطمح في أكثر من مهنة غسل السيارات بصنعاء أو عدن: هل فكّر عند الموت
بزوجته وصغاره؟
هل شاهد عزرائيل على شكل فقاعات مياه؟
أم شاهد مقعده في الجنة
وتخطفته الحُور
العيْن؟
لا يبدو ذلك
في عينيه
ولا في وجهه.
أغمضتُ له عينيه.. ولم
أتمكن
من إغلاق فم تلمع داخله سِنّة ذهب.
يبدو أن لديه كلام.
III
ورأيتُ أمامي جثة امرأةٍ
صومالية بصقتْها الأمواج بساحل رأس العارة! بالكاد تراجعت إلى الخلف وأسندتُ على الصخرة
ظهري
وانهرت
بكيتُ طويلاً!
كان بديهياً أن أبكي.
ذلك أني شاهدتُ جوار
الجثة عُلب بخورٍ ولبانٍ كانت تنوي أن تعرضها للبيع في أحد الأسواق الشعبية في اليمن.
يا رحمان
البرُّ على كبر مساحته
لم يقبلها بائعة بخورٍ
فوق رصيف!
والموجُ على قدرته في
حمل السفن الحربية
لم يحملها راكبةً في
قارب تهريب!
أفلا تقبلها يا بحر
وقد غرقت
فيك حورية ماء!
وفي الأمواج لعاب الغرقى
منذ سفينة نوح حتى غرق التيتانيك!
# مقاطع من نص بعنوان
في رثاء الغرقى الصوماليين من مجموعتي الشعرية وحيدا كالقطرة جميعا كالأمطار الصادرة
مؤخرا عن دار أزمنة الأردني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق