السبت، 17 أغسطس 2013

الإخوان المسلمون في اليمن.. أغضبتهم تهنئة 30 يونيو ولم يغضبوا لانهيار بلد!

تفجرت عناقيد الغضب الإخواني على الرئيس اليمني عبدربه هادي أخيراً. اليوم، من شارع الستين وعلى بُعد كيلومتر أو أقل من سكن الرئيس قال خطيب الجمعة فؤاد الحميري مهدداً "لقد سقطت المبادرة الخليحية". ابتزاز في وضح النهار واستخدام الثورة والمبادرة الخليجية كورقة ضغط!
اليوم فقط سقطت المبادرة الخليجية لا لسبب محلي، وهو الأولى، وإنما لسبب خارجي: برقية تهنئة، أي مجرد فاكس، بعثها الرئيس هادي إلى مصر ولم تسقطها كل مصائب اليمن وإخفاقات رئيس وحكومة المبادرة الخليجية.

سقطت المبادرة الخليجية بسبب برقية إذن وليس بسبب قتل قوات الأمن عددا من شباب مسيرة الحياة الذين ساروا 300 كيلومتر على الأقدام. سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس بسبب منحها الحصانة للقتلة وجعلتهم أعضاء يتحاورون كأنداد مع الثوار، أو من كان من ضحايا بعضهم في الموفمبيك
  
سقطت المبادرة بسبب برقية آذن وليس بسبب حرمان الشعب اليمني من حق استعادة الأموال المنهوبة التي نصفها، أو بعضها، لدى حلفائهم في الستين والحصبة.

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس بسبب دماء اليمنيين الذين صار القتل اليومي بالنسبة إليهم أشبه بنشرات الطقس والأحوال الجوية.

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس بسبب حرمان الشعب اليمني من الكهرباء، ولا بسبب عجز رئيس وحكومة المبادرة الخليجية عن إلقاء القبض على قتلة خالد الخطيب أو حسن أمان أو شارب أو ضحايا القتل اليومي.

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس بسبب انتهاك السيادة (وهل لليمن سيادة أصلا؟) وغارات الطائرات الأمريكية من دون طيار وضحاياه الذين تجاوزوا 2300 شخص حسب إحصائية أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي.

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس بسبب نهب المال العام وتدمير الوظيفة العامة، والمحاصصة وتدوير الفاسدين في المناصب، وممارسة كل سلوكيات فساد النظام السابق.

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس لأي سبب محلي. المبادرة التي لم تهبط من الفضاء ولا لم تهطل من السماء ولا كانت قضاء ولا قدرا. المبادرة التي وقعها، بكامل وعيهم وإرادتهم، أمين عام حزب فؤاد الحميري ذاته وشركائه في المشترك.

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن ولم تنجرح كرامة الثائر فؤاد الحميري من بقاء غالب القمش علر رأس جهاز القمع السياسي منذ ثلث قرن 34 سنة!

سقطت المبادرة بسبب برقية وليس بسبب خطبة الرئيس السابق في منصة السبعين كما لو أنه مانديلا وليس رئيسا قامت ضد حكمه ثورة جردت من قيمها الثورية واختطفت.

كل هذه المصائب المحلية الكافية لإسقاط هادي وحكومة الوفاق الفاشلة لم تثر غصب الإخوان المسلمين في اليمن وما أغصبتهم وأكفرهم مجرد برقية! رسالة فاكس.
أرأيتم انحطاطا كهذا من قبل؟

سقطت المبادرة بسبب برقية إذن وليس بسبب قتل حوثيون أمام الأمن القومي (مع أني انتقدت تلك المسيرة) غير إنهم مواطنون أولا وإن كان انتماءهم للطائفة والشعار أكبر من انتماءهم للوطن (مثل الاخوان بالضبط)، واوردها هنا ثانيا كون القتل، وليس البرقية، هو "أم الكبائر" كما قال النبي الكريم الذي يتحدث الأخ فؤاد الحميري باسمه في خطبته العصماء.
وأي دين هذا الذي يغضب للقتل في مصر، وهذا حق وصواب، ولا يكترث للقتل اليومي في اليمن حتى أن ممثلي حزب الإصلاح في مؤتمر الحوار لم يقفوا عند قراءة الفاتحة احتراما لأرواح الشهداء أمام الأمن القومي.
مستكثرين فاتحة؟
نفس الشيء عند الحوثيين الفرحين بثورة مصر والمشجعين لثورة البحرين لكنهم في سوريا مع الشرعية! في دفاعا عن رئيس ورث جمهورية من أبيه كما لو أنها مملكة أو مزرعة أو أثاث بيت!

يا هؤلاء احترموا عقول اليمنيين.


لسنا قطيعا، ولن نكون، وصبر هذا الشعب الطيب لكن الشرس ساعة الغضب لن يدوم طويلا.

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional