النائب الأعزل الذي كان يؤمهم في صلاة الظهر
قتلوا عبدالكريم جدبان وهو خارج من صلاة العشاء.
قتلوه، وهربوا، وفي كل مرة يهربون، وقبل أكثر من سنتين تقريبا، كان هذا النائب
يصرخ بين زملائه، داخل قاعة البرلمان بأنه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، عندما وجد
صواميل إطارات سيارته مفتوحة. كان جدبان، النائب الأكثر حضورا من بين نواب صعدة،
والوحيد، الذي يأتي بلا مرافقين. كان شجاعا ومتسرعا كأي إنسان بريء ومتدفق، وكان
بعض الشياطين يحرضونه ويعودوا الى الخلف يضحكون وهو لا يدري! رحمه الله، وكانت هيئة الرئاسة تمنعه من الحديث.
يرتدي"شميز" أخضر وكوت ويأتي مسرعا حاملا حقيبة يد جامعية بها أوراق
وأطروحة ماجستير، وفي اليد الأخرى مسبحة طرفها فضة. من قتل هذا الرجل الأعزل! هذه
جريمة بحق الانسانية، وبحق نائب جادلهم جميعا، تحت سقف البرلمان 10 سنوات.
كان جدبان بارعا في مسائل الشريعة والفقه، ويدين حوادث الاغتيالات وضربات
الطيران الأمريكي. وأظنه شكا اكثر من مرة: أنا نفسي اليوم تعرضت لكذا وكذا وكذا،
وأحيانا يأخروه في المطار مثلما يفعلوا دائما (الراعي وحمير) في تأخيره من الإدلاء
برأيه داخل القاعة.
هذا النائب الأعزل، الذي جاء من رازح وصلى في مساجد صنعاء القديمة، كان يؤمهم
في صلاة الظهر داخل البرلمان. اظنهم سيحزنون عليه، والقتلة لن يفلتوا من عقاب
الله.
يحمل عبدالكريم جدبان قناعات ثقافية ويجادل من أجلها بلا سلاح، كما أنه لم
يحرض يوما على العنف أو القتل. وفي سنوات حروب صعدة، كان جدبان يذهب مع لجان
الوساطة، ويعود شاكيا من مضايقات تعرض لها اثناء عمل اللجنة.
التقيت جدبان كثيرا داخل المجلس وخارجه، وكنت أركب معه في سيارته، وبداخلها
أوراق وصحف وابحاث وكتب كأنها "كشك" متحرك. ويبدو مستعجلا في كل مرة..
وتلك طبيعته؛ في النقاش، وفي توقيع حافظة الدوام، وفي الرد على صالح السنباني، وفي
كل شيء.
رجل مثابر، صادق، بريء، جواد، يبحث في مسائل كثيرة ويصحح الأخطاء اللغوية في
كثير من تقارير اللجان. ايضا يصححها بسرعة، ويرفع يده فورا. وكان الراعي يرد عليه:
طيب لحظة انا شادي لك الكلمة.. مات وفي نفسه أن يتكلم بما فيه الكفاية.
هناك تعليقان (2):
هل له موقف إدانة لممارسات الحوثيين في صعدة أم أنه كان يبررها بطريقة أو بأخرى؟
رحمة الله عليه
دع الخلق للخالق
قد قتل ورحل رحمة الله عليه هذا ما يتوجب قوله الان
إرسال تعليق