ليس لدينا في العاصمة صنعاء ولا في سائر المدن
اليمنية شارعا واحدا، بأرصفة واسعة، مخصص لرياضة الجري وتنزه الأسر، ولعب الأطفال
بالدرجات.. ولدينا محافظون وأمين عاصمة يعملون بلا خطط ولا رؤى، وشغلهم الشاغل
مشاريع ترميم وشق الطرق الرديئة للحصول على العمولات المالية من شركات المقاولات
التابع بعضها لهم، أو أقرباءهم.
المزعج أن كثيرا من اليمنيين ينظرون إلى من يمارس
رياضة الجري في شوارع العاصمة على ندرتهم، كما لو أنهم ينظرون إلى ديناصورأو شخص مجنون يرشقونه بنظرات احتقار وسخرية في
حين يٌنظر إلى المسلحين ومرافقي المشايخ بشيء من الإعجاب والتهيب وعدم الاكتراث.
يبدو أنه خلل مصنعي!
محافظون فاشلون عن تحسين البنية
التحتية. فاشلون عن توفير الأمن العام ووقف أعمال اختطافات الأجانب واغتيالات الضباط،
وفرض نظام مروري حتى. وتتحفنا وكالة سبأ وأمن العاصمة أحيانا برسائلsms تتبجح
ببطولات من قبيل خبر إلقاء القبض على عصابةسرقة الدرجات النارية!
ولدى كل محافظ ذرائع يسوقها
الرأي العام الذي يفترض به محاكمتهم، ومراقبة أداءهم، وليس المحاماة بالنسابة عنهم:
محافظ تعزذريعته الإصلاح ووجود
المسلحين وليس لماذا لم يتصرف كرجل دولة، ضد كل خارج عن القانون كائنا من كان.
أمين العاصمة لديه ذرائعه أكثر
ولديه أيضا بطولات إعلامية وفريق تلميع وهكذا..
وبدلا من مساءلة الموظف الحكومي
كوزير الكهرباء مثلا ينشغل الرأي العام في البحث عن ما إذا كان كلفوت هو من قام بالاعتداء
على الكهرباء أم كعلان أم بقايا النظام في حين أننا يفترض ألا ننشغل بكل ذلك، فنحن
لدينا وزير كهرباء وهو المسئول والمطالب بتوفير الكهرباء كيفما كان.
وتسمع عن شباب ورفاق ثوار ينفذون
وقفة تضامنية مع من؟ مع وزير الشئون القانونية محمد المخلافي مثلا.
هل سمعتم عن ثائر يتضامن مع
وزير؟
إن أكبر كارثة وخسارةحقيقة أن
الجيل الجديد أو التيار الثالث، الذين كان من المفترض أن يتحولوا إلى جهة رقابية مستقلةوخارجة
عن أي سيطرة وولاء. شيء أشبه بجماعة ضغط حرة وفاعلة. بدلا عن أن يكونوا بمثابة حامي
للقيم العامة ورقيب على الضمير الأخلاقي الجمعي لليمنيين تحولوا إلى قطعان وأسهم في
حروب وصراعات مراكز النفوذ والقوى التقليدية.
فريق مع نصر طه، وفريق مع علي
محسن، ومراكز نفوذ داخل الإصلاح.. وآخرين مع الحوثي وهكذا تبعية بالمطلق.. بالحق أو
بالباطل، فأي مستقبل ينشده اليمنيون في ظل هذا الاستقطاب والفرز؟
خسارة والله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق