السبت، 28 ديسمبر 2013

لو.. ليست دوماً من عمل الشيطان!

لو أن لقبركِ مثل الجسم مسامات، أو أن بسطحه فتحةَ إدخال العملات النقدية حتى أدخل منها أدعيتي.
لو أن لقبرك يا أمي أزراراً أو دستة فستان الظَّهْر. أو أن شريطاً سحّاباً بجوانب قبرك مثل حقيبة، كنتُ لأدخل داخلها وكأني بعض ثيابك!
                              
لو أن لقبركِ أربع عجلاتٍ، مثل العربات المحمولة خلف حصانين، لكنتُ الآن قريباً من قرص الشمس.
                               
لو أن لقبركِ نافذةً 
أو أن له يا شمس ستائر بيضاء.
لو أني لمجرد أن أغمض عيني يسقط 
شالُ غمام فوق القبر! 
لو أني لمجرد
أن أتخيل شيئاً
يا أمي يتحقق فوراً!
كهطول الأمطار بضغطة زر!


كتشكُّل رفّ جليدٍ في أرض المقبرة
وكأنّْ أغمض عيني لثوان 
فتقومين من القبر
وتمشين ورائي!

آه لو لم أفقد موهبة الطفل على الحلم.

                               **               **
لو أن لقبرك يا أمُّ حزام أمانٍ،
كنتُ لأسند ظهري
برخام الشّاهدة
الملساء،
وأظلُّ
طوال الليل
أقصُّ عليكِ حكايات
الجنية والساحرة وقصصاً من نسج خيالات
الأطفال!


لو أن لقبرك مثل القارب مجدافين
أو أن لقبرك كالطير جناحين
لكنتُ صعدت بكتفيكِ
لا أدري ماذا بعد
إلى أين؟

من نص طويل من مجموعتي الثانية المعدة للطبع

هناك تعليقان (2):

نهلة جبير يقول...

سوف أقاوم هذا العالم بالحلم.

سأجرُّ القبرَ
ورائي نحو الشاطئ
كالقاربِ في قبضة حبل
كالصياد العدنِيّ وقد خذلته الأسماك
وكأمواج البحر الأحمر حين تعود وقد مُزجت
بلعاب الغرقى الصوماليين!
ـــــــــــــــ
أمك هي أمي لا فرق ,,,,بوركت كلمات تختصر كل مشاعر الشوق والخذلان والحنين الأزلي للسلام والحب ,,,

Unknown يقول...

شكرا لك ايتها الرائعة نهلة على مشاعرك النبيلة وروحك العامرة بالمحبة

Disqus for TH3 PROFessional