الثلاثاء، 14 يناير 2014

9 أشهر من اختطافها وزوجها ولا يحرك أحد ساكناً: أشعر بالعار لكوني يمني

المختطفة يولندي كوركي وزوجها خاص
كأن الشعب اليمني الذي يتباهى بأنه أصل العروبة؛ بلا أصل وبلا فصل.
والمجتمع اليمني الذي يدّعي أنه مجتمع قبلي بلا قبيلة وبلا قيم مدنية.
والشيوخ المطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية بلا شريعة أيضاً.
نحن كتلة مشوهة. اليمن مجرد خريطة لا أكثر ولا أقل.
لسنا شعباً ولسنا مجتمعاً. نحن مجاميع متفرقة.
 تحركها دوافع مناطقية أو مذهبية أو حزبية.
لا شيء لوجه الله ووجه البلد. لا شيء. كلها تجارة سوداء. كلهم مقامرو بورصة.
إن الحوثيين الذين ولّعوا وسائل الإعلام التواصلي، وأشعروني بأنهم سيحرقون صنعاء عند اختطاف مراسلة قناة المسيرة آلاء الشهاري وهي جريمة تستحق غضبتهم غير معنيون باختطاف يولندي كوركي لتسعة اشهر فيما لا يزال زوجها المريض مختطفاً حتى الآن، وكأنها مسألة شخصية تخصها وحدها وعائلاتها.
وشيوخ القبائل الذين حاصروا قرية خاطفي محمد منير هائل ثم أطلقوا سراحه، كنت لأصف ما قاموا بالعمل العظيم لو
كان هذا موقفهم من أي عملية اختطاف سواء الغني أو الفقير، الأجنبي أو المحلي، الدبلوماسي الإيراني أو للسعودي. الشهاري أو جوديت. لكنهم، مثل حتى قطاعات واسعة من الليبرالين والعلمانين واليساريين واليمنيين، رغم مجازية الألفاظ، يشتركون في حقيقة واحدة:

هم ضد الانتهاك وسيدينونه بأعلى صوتهم إن وقع على أحدهم أو صديق لهم أو موافق لهم ايديولوجيا أو مذهبياً أو سلالياً أو حزبياً، لكنهم مع الانتهاك ويتغاضون عنه، أو سيدينونه بصوت خفيض ومتردد إن كان ضحيته الآخر الخصم أو المخالف لهم والمختلف عنهم.
والصحفيون أيضاً عصبويون.
وناشطو المجتمع، أو الدولار، المدني.
وعلماء الحبة السوداء وزواج الصغيرات والحرام؟
والرفاق أين الرفاق؟ أين الأحزاب السياسية؟ أين الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدوهن نقداً لغارات الطائرات من دون طيار ثم يبتلعون ألسنتهم تجاه قضايا الاختطاف! (طبعاً لم أسأل أين الدولة ليقيني من غيابها واستحقاق الممسكين بالسلطة الركل خارجها)

أشعر بالعار لكوني يمني وأود لو أحرقت جواز سفري.
تسعة اشهر من الاختطاف، ولا أحد يحرك ساكناً. هناك أيضاً موظف يعمل في اليونيسف مختطف منذ شهور ولا أحد يعلم عنه شيء ولا أحد مهتم غير لجان الوساطة والباحثين عن عمولة من الفدية.

ما هذا الانحطاط؟
هل هذا بلد أم شوالة بشر؟
أيها اليمنيون علينا اللعنة جميعا إن سكتنا على هؤلاء الذين يسيئون إلى بلادنا وسمعتها وحضارتها ويسيئون للإسلام ويسيئون لمن يحبون بلادنا ويجيئون لها ويحولون مآسيهم إلى حقيبة ساسونايت ملأ بالأموال الحرام. وحده ‏Anas Ali Al-hamati‏ يستحق الشكر.

____________________________________

الصورة للمختطفة الجنوب أفريقية يولندي كوركي فور وصولها أمس لجوهانسبرغ فيما لا يزال زوجها معلم اللغة الانجليزية بيير كوركي مختطفاً حتى الآن. 

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional