طفلة من المهمّشين السود دهسها سائق دراجة نارية
منحط في مدينة إب، ولاذ بالفرار، وهي الآن
مرمية بإحدى مستشفيات المدينةلا المجرم
الفار اعتقل ولا الأجهزة الأمنية تلاحقه، ولا الرأي العام متحمس للقضية.
يا جنوبيين: اعتبروا السائق ضبعان وانتصفوا
لهذا الطفلة.
يا حوثيين: اعتبروا سائق الدراجة علي محسن وتحمسوا
لقضيتها.
يا اشتراكيين: اعتبروا سائق الدراجة "ستة أقاليم" وانتصفوا لهذا الطفلة.
يا إصلاحيين: اعتبروا سائق الدراجة عبدالملك الحوثي وانتصفوا لهذا الطفلة.
يا إصلاحيين: اعتبروا سائق الدراجة عبدالملك الحوثي وانتصفوا لهذا الطفلة.
يا ثوار سبأفون والفرقة: اعتبروا سائق الدراجة
"عفاش" وانتصفوا لهذا الطفلة.
يا عبدالرزاق الجمل اعتبر سائق الدراجة طائرة بدون
طيار وانتصف لهذا الطفلة.
يا أعضاء مؤتمر موفمبيك: اعتبروا سائق الدراجة أحد معرقلي تسوية جمال بن عمر وانتصفوا لهذا الطفلة ولو عبر عقوبات مجلس الأمن. يا رئيس الجمهورية يا وزراء أنتم شركاء في كل الجرائم التي تحدث يومياً في البلد ولا تحركون ساكناً. يا يمنيين إلى متى نتصرف كجالية مغتربة في الوطن؟
يا أعضاء مؤتمر موفمبيك: اعتبروا سائق الدراجة أحد معرقلي تسوية جمال بن عمر وانتصفوا لهذا الطفلة ولو عبر عقوبات مجلس الأمن. يا رئيس الجمهورية يا وزراء أنتم شركاء في كل الجرائم التي تحدث يومياً في البلد ولا تحركون ساكناً. يا يمنيين إلى متى نتصرف كجالية مغتربة في الوطن؟
ان الرأي العام في اليمن انتهازي وتجاري وغير نزيه
البتة. تحركه الدوافع المناطقية أو الحزبية أو السلالية أو الانتقامية أو الانتهازية وقلما تحركه دوافع إنسانية مجردة. فلو كانت هذه الطلفة ضحية زواج الصغيرات وليس سائق
دراجة نارية، لكان لدينا الآن عشرات البيانات الصادرة من منظمات المجتمع المدني
والتيار الليبرالي.
ولو وقعت الجريمة في محافظة تعز أو صعدة أو العاصمة
مثلاً، لأشعل ناشطو حزب الإصلاح "فيسبوك" ببيانات ومنشورات التضامن مع
الطلفة ليس حباً فيها وإنما اهتبالاً لفرصة إدانة محافظي المحافظات الثلاثة: شوقي
ومناع وهلال.
ولو كان محافظ إب إصلاحياً خالصاً، وليس
"توافقياً" قريب من الاخوان ومحسوب على النظام السابق، وصهر الرئيس
السابق، وصاحب نصر طه،لأشهر ناشطو حزب المؤتمر والحوثيون سكاكين النقد ووصلت
المطالبات إلى "محاكمته"!
وككل مرة: الضحايا الذين لا يمكن استثمار قضيتهم
سياسياً، مثل هذه الطفلة لإدانة طرف سياسي، أو تلميع طرف آخر، فإن قضاياهم تحال
للهامش ولا تثير سخط أو انتباه الرأي العام العصبوي في اليمن.
ما الفرق بين مظلومية وأخرى؟
ما الفرق بين هذه الطلفة المسكينة وبين آلاء
الشهاري أو أروى عثمان أو توكل كرمان؟
أليس انتهاك كرامة أو حقوق فرد هي انتهاك لكرامة
وحقوق شعب.
وبل قليل قرأت بياناً لـمكون الشباب بمؤتمر الحوار
الوطني حول "مستجدات ما بعد الجلسة الختاميه للحوار الوطني يبارك اﻹنجاز
التاريخي العظيم"! ما أسهل البيانات وإنشاء الكلام عندما تتحول القضايا إلى
غنائم وسوق نخاسة!
نحن في بلد العصبويات والانحيازات القذرة والضيقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق