الاثنين، 3 فبراير 2014

فكري قاسم يكتب عن جيل "محمدين": محمد العبسي ومحمد البعداني

 محمد الأول: شاهدت قبل ايام فيلما وثائقي عن الإختطافات في اليمن . وفرحت كثيرا عندما شاهدت الزميل الصحفي محمد عبده العبسي وهو يقدمه بأناقة ولغة سلسة وعميقة ، ومن دون أن اطالع تترات البداية والنهاية ، عرفت ان وراء هذا العمل الجميل – رغم شحنة إماكاناته – قلب الفتى "محمد" وعرضته قناة آزال .
اللغة التي تحدث فيها الفيلم ، لغة صحفي محترف . وطريقة الطرح واختيار مقاطع الاغنيات ومداخلات الشخوص المتحدثين في الفيلم والكم الهائل من المعلومات التي استعرضها الفيلم ، بدت لكأنها قطع بسكويت .. سهلة وخفيفة وشيقة وتثير الفضول معا ، وهذا مايفتقر اليه الكثيرون . واهم من ذلك كله – في رأيي- رسالة الفيلم إذ خاطبت وجدان اليمنيين بأسلوب مليء بمهارات الصحفي الفخور ببلاده . الصحفي الذي يريد لمجتمعه فضيلة المحبة والتسامح .
محمد الثاني: سأخبركم الان عن "محمد البعداني"ايضا . شاب مثابر وفنان مسرحي مهموم بقضايا مجتمعه الحقيقية. قدم – على اليوتيوب- وبصحبة مجموعة من الشباب برنامجا ساخر يحمل إسم " فكره" .
بامكانات بسيطة جدا ، وجهود ذاتية ايضا قدم البعداني محمد ، بصحبة زميله الشاب حسام الشرماني قطعة فنية بديعة وبقالب كوميدي غير مبتذل وغير هش .

فكرة البرنامج جميلة ، ويحتاجها الجمهور اليمني بالفعل ، وهو على غير البرامج اليمنية الساخرة ، والتي - على قلتها - تنطلق كما يلاحظها المشاهد ، من أرضية الخصومة المستمرة .. من والأحقاد ومن تصفية الحسابات .. ولاتناقش هم عام كما يفترض بالفنان الملتزم بقضايا مجتمعه ، مش الفنان الملتزم بقضايا حزبه أوجماعته.
أوقول وأنا مطمئنا : مهما عصدوا حياتنا ببنادقهم وبأفكارهم الضيقة وبخصوماتهم المستمرة والمتكاثرة ، يوجد في اليمن الان مجتمعا جديدا  غير الذي اعتادت عيوننا على مشاهدته ومعايشته وسماع اخباره . وهو في الغالب مجتمع "شاب" لديه افكاره الجديدة ، ولديه وسائله الخاصة واحلامه الخاصة وجنونه الخاص ايضا .
يوما ما ، ستحظى اليمن بعقليات قيادية نظيفة ستلتقط هذه الإبداعات ، وستنفظ بها
ماعلق في وجه اليمن العظيم من تفاهات وغبار .

Fekry19@gmail.com
عن اليمن اليوم

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional