ضريحه حرية دينية لكن شعاراته اعتداء على حرية
المجتمع يجب منعها!
حسين الحوثي بوصفه مرادفاً للقرآن والحق والحرية
في السبعينات ظهرت عادة بدأها مسلمو مصر بتعليق
لافتات ورموز دينية وآيات قرانية في سياراتهم، فقام مسحيو مصر، وهم ملايين،بعمل
الشيء نفسه: تعليق الصليب ومريم العذراء في السيارات وسطوح منازلهم كطريقة للتمايز
وتأكيد الحضور الانتمائي. وكان من الممكن أن يتفاقم الأمر ويتحول من شعار عقائدي
إلى وسيلة لإدانة الآخر والتحريض عليه والتحقير من معتقداته. إضافة إلى تكوين
مناطق سكينة خالصة بكل دين، كما هو الآن لدينا في سعوان والروضة، وتداعيات وخطورة
ذلك مستقبلا.
يحتاج الأمر إلى رجال دولة وليس إلى رجال علاقات عامة. هكذا دون
مقدمات، وانطلاقاً من واجبه في حماية النسيج الوطني المصري أصدر محافظ القاهرة
قرارا بمنع نشر أي شعار ديني إسلامي أو مسيحي أو مذهبي بالأماكن العامة لكونها
تهدد وتضرب النسيج الوطني المصري.
لكن
عبدالقادر هلال ليس محافظ القاهرة بالتأكيد.
والإصلاحيون
لو أنهم في تحمسهم، أو تجاهلهم، للقضايا العامة ينطلقون من دوافع وطنية وليس
مذهبية وحزبية، أو من أجل "فساد أصحابهم، كانوا ليعدوا قانونا تشريعياًفي
مجلس النواب الذي تدافع فيه كتلتهم عن الحكومة الفاشلة يجرم ويمنع البتة نشر شعارات
دينية ومذهبية سواء للحوثيين او السلفيين او لهم.
هذه
الشعارات ستقود اليمن الى العراقنة وحروب الطوائف ولكن يجب التعامل بمنطق الدولة
والهوية الوطنية وليس بذهينة الاخوان او الخصوم الذين يتبادلون الضربات. أليس
هذا أفضل من زوامل نار المجوس وحملات الشتم والطعن التي تخدم الحوثيين أكثر مما
تضرهم؟ صدقت العرب: يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله عدوه به.
كل
يوم تتعاظم الكارثة. يأتي الحوثي فينشر لعنة الموت والكراهية. ويجي لك الملتحي
الآخر ويكتب حديثاً "من سب أصحابي".. وهكذا
الخطير
أن جماعة الحوثي، مع كل تقدم ميداني تحرزه، ومع كل دار أو بيت تفجره، صارت نبرة
تبجحها أعلى. في السابق كان كلما تعرض الزنداني أو غيره من شيوخ الدين للانتقاد
كان يقال: "لحوم العلماء مسمومة" وكنا نحوّلها إلى دعابة مسلية:
"يا
شيخ لحمة"
غنمي
ولا يقري"؟
كان
يقولون هذه حملة. هذا هجوم.
فكنا
نرد ونقول النقد شيء، وما تزعمونه شيء آخر.
ولا
يخلط بين النقد وبين الشتم او الهجوم إلا أحمق.
أما
الآن فينبغي علينا الترحم على شيوخ اللحمة. إذا ما الذي يمكن قوله إزاء هذه اللوحة
الفاشية:
استهداف
حسين الحوثي استهداف للقران والحق والحرية. القرآن سنقول ربما باعتباره شأنا
عائلياً. والحق سنقول ربما بسبب حديث النبي عن علي مع القرآن..... إلخ لكن لا بلاش
الحرية لآنكم وإياها كالزيت والماء لا تجتمعان أبداً. لا توجد حريات معكم، أو مع
أي جماعات ومليشيات مسلحة.
كيف
تواجه هذا العقل التحريمي التأليهي. حتى النبي صلوات الله عليه وسلامه ما كان
ليحول شخصه إلى مرادف للقرآن.
وعندما
كانت قريش تسخر من القرآن وتكذبه كان الرد الإلهي قائما على الحجة والموعظة
الحسنة. بل والتحدي: "قل فاتوا بسورة من مثله".. وغيرها من الآيات
الكريمة.
هذه
اللوحة إنما تكشف عن حالة الغلو والتعصب والغرور ونفسية المتغطرس التي وصلت إليها
الجماعة في السنتين الأخيريتن بعد انتصاراتها العسكرية.
____________________________________________
هناك
إساءة بالغة لمفهوم الحرية. عندما قام الحوثي بتشييد ضريح جميل لمؤسسهم حسين
الحوثي لم أكتب حرفاً واحداً عن الضريح.كتبه هائل سلام كلاما عقلانيا حول انه يمثل
استجلاباً لايران أو لثقافة اثنا عشرية إلآ أنني ضد فكرة الهويات والمناطق
الخالصة، وقال سامي إن ذلك يتنافى او يتناقص مع الثقافة الزيدية غير الضريحية. لكن
أكانت اليمن زيدية قبل قدوم الهادي؟ لا. لقد استجلبت من الخارج لكنها صارت مع
الوقت جزءا أصيلا من النسيج التاريخي لليمن. كذلك كل المذاهب والأفكار.
حتى
فكرة ان اليمن زيدية شافعية هي دعاية أكثر منها حقيقة تاريخية. أثناء حروب صعدة
عندما قيل أن صعدة زيدية كنت أرفض التسليم لهذا الكليشيات وأرى أن من حق المذهب
السلفي والاثناعشري واي مذهب الدخول الى اي محافظة. مثلما يفعل الحوثي الآن.
لقد
اتنشرت الشافعية في اليمن لآن الأمامة لم يروا فيها أي خطر وساعدوا على نشرها،
بينما أظهروا "الوجه الآخر" العنيف والقمعي للإسماعيلية، التي كانت فترة
حكمهم أزهى فترة في تاريخ اليمن بحكم اروى بنت احمد الصليحي.
ما
أريد قوله أنني لم انتقد الضريح لآني أراه ضمن حقوق الجماعات الدينية التي ينبغي
علينا الدفاع عنها واحترامها. فليشيد السلفيون والاصلاحيون جامعات ومساجد أجمل من
ضريح الحوثي عمرانيا.
تنافسوا
على الجمال والبناء.
هذا
ما حصل في أوروبا في عصر النهضة
ومن
الجميل والمهم أن تتحقق هذه التجرية في اليمن.
على
العكس، وبينما اعتبرت ضريح الحوثي من حقوق وحريات الإنسانية المقدسة، أنا مع منع
كل الشعارات الدينية والطائفية في المدن وبخاصة شعارات الحوثي الأكثر تطرفا. هذه
ليست حرية بل اعتداء على حريات المجتمع.
عندما
يقال في وصف المؤسس حسين الحوثي "لقد ربيت أمة قرانية" هل نحن مجوس في
نظرهم مع تقديري الكلي للديانة المجوسية؟ واذا كنت انا قد شعرت بالاستفزاز منها
فكيف بالآخر المختلف السلفي أو الاخواني؟
وعندما
يقال ربيت أمة تعتنق الشهادة؟؟؟
نحن
نعتنق الحياة والإصلاح في الأرض.
نعتنق
المحبة والتعايش وقبول الآخر.
التعامل
مع الحياة بوصفها ساحة معركة هذا هو القاسم المشترك بين جميع الجماعات الإرهابية
او الخطرة على الشعوب من القاعدة الى داعش الى طالبان. كلها تنظر للحياة بوصفها
ساحة جهاد ومعركة مع عدو شيطاني.
شاهدت
اللوحة قبل ثلاثة ايام في سوق الحجر وكنت اعتزم الكتابة لولا توعكي في الايام
الماضية وقد سرني أن كتب عنها الزميل علي البخيتي. الشجاعة ليست في نقد ومهاجمة
الخصم. وما قام به علي يستحق الاشادة لكونه شجاعة حقيقية خاصة وأن من منا نعول
عليهم داخل الجماعة صاروا مؤخراً أكثر تزمتاً من الصقور.
وهنا
أخاطب الاخ علي. انت، كما انا، زرت جنوب لبنان والضاحية. حزب الله لا ينشر ولا
يعلق شعاراته خارج مناطقه وتجمعاته السكنية، بينما الحوثيون لأن اليمن ليس فيها
فرز مناطق سكاني بحسب المذهب والدين، فإن كل محافظات ومدن اليمن مفتوحة أمامه.
وبدلا من ان يشتغل ذلك ويعزز حضوره كحركة وطنية فإنه يفعل العكس، ويثير حفيظة
اليمنيين بخطابه الإدعائي وشعاراته التي تنطوي على وصمة وإدانة للآخر.
كل
شعاراته هكذا
في
الضاحية الجنوبية أجمد شعار لحزب الله هو "شهداءنا قادتنا" شعار لا
ينطوي على اي إدانة للآخر بينما أطرف شعار للحوثيين فيه ما نصفه بالعامية
"فقعسة":
أو
شعار ولافتة كانت تستفزني كل يوم عند عودتي للمنزل مشيا قرب الإذاعة:
أي
استهداف للشعار هو مشاركة لأمريكا وإسرائيل في جرائمها
ألا
وسيلوه
وهكذا.
يجد أحدنا نفسه مجبرا على مواجهة نفسية يومية مع دعايات كاذبة.. ذلك أن ما ازعج
إدارةأمريكا ويؤلب الرأي العالمي ضد غاراتها الإجرامية ليس الشعار ولا الحوثي
وإنما الدعوة القضائية التس رفعها د ناصر العولقي وجهود الناشطة الامريكية اميديا
بنيامين التي نقلت للعالم مجزرة أبين. ولو ردد الحوثيون شعارهم مائتين سنة فانهم
لن يحدثوا تأثير كلمة فارع أو ابراهيم مثنى في الكونجرس الأمريكي.
وللحديث
بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق