العميل مخلص جداً لعُملة بلد آخر، وخائن جداً لبلده.
والعميل ليس لديه ما يشعره بأنه "وطنه"
سوى عُمْلَته، العُمْلَة التي يمكنها أن تشتري له أي شيء باستثناء وطن آخر حقيقي،
لأنه ببساطة يحصل عليها مقابل بيع وطنه الحقيقي الوحيد.
العُمْلَة "وطن" العميل الوحيد، وآلهته الوحيدة، أو هكذا يحسبها. لكن المشكلة أنها يمكن أن تصبح أي شيء باستثناء أن تصبح وطناً يستحق الاخلاص أو إلهاً يستحق العبادة.
العملاء سواسية كأسنان المشط أو المنشار، ولا يختلف
بعضهم عن بعض سوى في العُملَة. إنهم في محراب العمالة والعملة سواء:
ساجدين.. ساجدين..
يختلفون في نوع العملة التي يسجدون لها، لكنهم
يتشابهون في طبيعة العمالة وفي نتيجتها: إنهم يخونون بلدهم من أجل بلد آخر،
ويبيعون وطنهم الوحيد ليس مقابل وطن جديد، بل مقابل عُمْلَة.
حملة "12 ساعة" خصّصت يومنا هذا الخميس
ساعتها العاشرة لقضية "العمالة" التي يعاني منها اليمن منذ عقود طويلة،
والتي لعبت دور السكين غير الرحيمة في ذبح كل الثورات والمحاولات والأحلام التي
بذلها اليمنيون واليمنيات من أجل تحويل بلدهم من بلد ضعيف ومُهَان وبلا كرامة إلى
بلد قوي ومحترم وكريم وإن على أراضيه على الأقل.
أربع جداريات رائعة للرسامين ذي يزن العلوي
وعبدرالرحمن قايد وكمال الموفق ومراد سبيع سلطت اليوم الضوء على قضية حساسة وخطيرة
جداً يدور موضوعها حول واحدة من أسوأ وأحقر الخيانات التي عرفتها البشرية: خيانة
الأوطان.
وهذه الجدارية، المرفقة في الصورة هنا للفنان مراد
سبيع، تسجل العملاء الرئيسيين في اليمن، عملاء العملات الأساسية وهم في لحظة سجود
تام وخشوع منقطع النظير في محراب العملات المتعددة والعمالة الواحدة (وددت لو تذكر
مراد إضافة العملة القطرية التي سقطت سهواً من باله).
وبعد إذن مراد، يسعدني أن أهدي هذه الجدارية لكل
"العملاء الأشاوس المنتشرين في ربوع اليمن" بدون استثناء. إليكم أيها
العملاء البواسل في كل مكان هذه الجدارية الواصفة الجامعة مع التحية، ولكم نقول:
يا عملاء السعودية وإيران وأمريكا في اليمن اتحدوا!
اتحدوا على قلب عميل واحد وعلى عبادة عملة واحدة!
فاليمن لا يحتمل كل هذه التعددية في العمالة، وكل
هذه التعددية في الخيانة.
اليمن لا يحتمل البقاء ساحة مفتوحة لحروب الجميع
على أرضه، حروب الوكالة التي تخوضونها في اليمن وباليمن لصالح أي بلد آخر في
العالم باستثناء اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق