أولاً: لا تلوموا حراك الضالع غداً إن اقتحم
معسكراً أو أسر جنوداً، وطالب بطرد جميع جنود الاحتلال، وأن يتم نشر قوات محايدة
على غرار الشقيقة عمران. فليس حراماً هناك وحلالاً هنا.
■ ■ ■
■ ■ ■
ثالثا:إن كانت الدولة صنّفت
لواء عسكرياً كـ310 يتبع عملياً وإدارياً وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات
المسلحة بوصفه مليشيويا، في اتفاق هدنة عمران، والتزمت بنشر قوات محايدة استجابة
لمطالب الحوثي وهم جماعة تعترف بالجمهورية اليمنية وشاركت بمؤتمر الحوار، فما
المانع من تجريب الوصفة نفسها في الضالع مع أحد فصائل الحراك الجنوبي الذين لا
يعترفون أصلا بالجمهورية اليمنية ككيان، ولا بنظام صنعاء حسب أدبياتهم، ولا
بمخرجات الحوار ومقرراته.
■ ■ ■
أراد الحوثيون إقالة المحافظ والقشيبي وسينجحون بقوة
السلاح أو لجان الرئيس، وكلها مسألة وقت حتى تنتقل التجربة إلى الشقيقة الضالع.
بالمقابل كل ما طالب به أبناء الضالع هو محاسبة
مرتكبي مجزرة سناح وإقالة اللواء ضبعان واستبداله بقائد آخر ولم يستحب الرئيس
لمطلبهم المشروع، فماذا تتوقعون منهم؟ أن يصبروا أكثر أم أن يحملوا السلاح يتخذوا
من الحوثي أسوة حسنة وينتزعون مطالبهم بأيديهم بالقوة.
مسألة وقت إذن وتكبر الاحتجاجات ويرتفع سقف المطالب
في الضالع، من إقالة ضبعان إلى رحيل جنود "الاحتلال" الشمالي جميعاً،
وبوادر ذلك على الأرض قد ظهرت في غير مناسبة.
■ ■ ■
الإصلاح حشد لكل الحروب منذ دماج وخسرها جميعاً!
الخاسر والمغفل الوحيد في كل ما يجري في عمران هو
حزب الإصلاح: عملوا على إقحام الرئيس ووزارة الدفاع في عمران باعتبارها حرب دولة
لاعلاقة لهم بها وفرحوا بتدخل سلاح الطيران وإذا بالرئيس هادي يعيد التموضع ثانية
في موقعه المفضل لا كرئيس لكل اليمنيين وإنما بوصفه طرفاً وسيطاً بين طرفي نزاع هم
أحده. إنه رئيس "النأي بالنفس" حسب تعبير سامي غالب.
وبتسمية ثلاثة أعضاء من الإصلاح في لجنة الهدنة
وذكر الـ"قوات محايدة"، يكون الإصلاح قد أدى بجدارة دور المغفل الذي
يحشد منذ عامين للمعارك ويخسرها واحدة واحدة من نصرة دماج، وربما ينتهي به الأمر قريباً
بالحشد للدفاع عن صنعاء!
■ ■ ■
المباركون لهدنة عمران لا تقولوا غداً أين الدولة
وتطالبوا بفرض سيادتها، وإذا كانت القوات المحايدة حلاً في عمران فمن المؤكد أنها
ستكون حلاً مناسباً أيضاً في الضالع وحضرموت والأيام بيننا.
■ ■ ■
وحدهم ضحايا الأمن المركزي لا بواكي لهم!
4 من جنود الأمن المركزي قتلوا باقتحام السجن
المركزي بعمران:
ليسوا من قوات القشيبي ولن يرسل الإصلاح لعائلاتهم
السكر والدقيق.
ولا هم "مجاهدين" ولن يؤبنهم الحوثي
بوصفهم من شهداء "المسيرة القرانية".
ولن يكون الرئيس ووزير الدفاع أرأف بهم من مئات
الجنود الذين يقتلون باليومية
ولن يكون إنصافهم، أو تعويض أسرهم وارد تفكير أعضاء
لجنة الوساطة وتسوياتها؛ التي ستؤول إلى أثمان سياسية لأطراف صراع لا ناقة لهم فيه
ولا جمل.
هؤلاء الأربعة هم تكثيف لليمني الضحية. اليمني الذي
ضحى في ساحات الثورة فآلت تضحيته إلى ثمن بخس لصالح قادة التسوية السياسة ونخبة
الخراب الوطني.
كأني بعائلاتهم تندب فاجعتها الآن. تعازي لأسرهم
خاصة ولأسر جميع الضحايا، ولشعب تجرعه نخبه السم وتدعي أنه دواء!
■ ■ ■
ما أرخص الإنسان في اليمن.
لم تسقط عمران وإنما سقط 120يمنيا قتيلا لن يعرف
اليمنيون عنهم أي شيء لأن المهم لدى النخب، من انتصر ومن خسر وليس ما الثمن.
120يمنيا:
هؤلاء ليسوا بشرا بل مجرد رقم عرضي سوف يذكر بشكل عابر، في أحاديث الساسة
والإعلام.
ما أرخص الإنسان في اليمن.
الخرائط من موقع المصدر اولاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق