كان عرضا مسرحيا مذهلا جدا، ساعتين من الأبداع
استخدمت فيها كل تقنيات الحركة: الجسد "حيوية" والشيء او المادة
"الكترونيا"، كل درجات الضوء وكل طبقات الصوت، الفن التشكيلي، كخلفية،
لوحات ولوائح الكترونية او تشكيلات، بالإضافة الى التمثيل. الخ. احتاج الى مشاهدة
العرض أكثر من مرة كي اكتب عنه، كما احتاج الى وقت لكي اقول لكم بان ذلك الابداع
الرفيع حصل هناك في سلوفينيا\لوبليانا وما أدراك ما سلوفينيا.
كنت في لوبليانا قبل هذه المرة. كنت هناك سنة
2012م. في تلك الزيارة اخرج التلفزيون السلوفيني فلما عني بديع، الأبدع ان لقطات
او مشاهد من مجريات او تظاهرات الثورة اليمنية شكلت خلفية وهي تضيء أكثر من زاوية
من زوايا شخصيتي او ما يصدر عني في الفلم من حركة أو كلمة. شاهدت الفلم كما بثه
التلفزيون وعبثا حاولت ان انزله على صورة يمكن معها ان يصبح قابلا للتداول، ما
ازال موعودا بان احصل على نسخة صالحة للاستخدام (المنصوري) الى ان يتحقق ذلك سوف
اكون قد جهزت مادة كاملة عن لوبليانا وعن وجودي هناك على شكل شذرة من شذرات تقريري
الذي اكتبه لعناية (يمان حود عرام)
وانا عائد، قبل بضعة ساعات، لا أدرى ما الذي حصل في
المطار بالضبط. كل شيء سار تمام التمام، وفجأة تلخبطت الموظفة وهي تتساءل مع
جارتيها قبل ان تتحرك بشرود الى شركة الخطوط الجوية، لا شيء، غابت كما لو انها
ذهبت الى مركز الاستخبارات، طال غيابها الى ان بدأتُ اقلق فموعد الإقلاع قَرُبَ،
عادت وبيدها الجواز وهي تدفعه على عجل اليّ ولا تقول شيئا. قلت لها خير(ول) ايش
في، ردت بـ ولا شيء (نثنج) فقط جوازك ثقيل، هنا وجدت نفسي اقول لها: آآآآآه بهذه
معك حق، وكأنها لم تفهم وأنا سادر في التفرس في عينيها واقول: دنا اصلي ثجييل
(ثقيل)، تساءلت بلطف ايش تقول! فأوضحت لها على عجل وانا اهم بالانصراف لكني لم
انصرف تماما قبل ان الاحظ كيف انها رفعت رأسها وهو تنظر ناحيتي كفرس جامحة نظرات
فيها كل ما يمكن ان يكون في النظرة سوى السوء (او النظرة السوء)، كنت منشغلا، أغذ
الخطى لألحق الطائرة وفي ذهني عبد الخالق محجوب:
جاء على لسان شهود عيان بانه صعد بتؤدة الى
المشنقة، وبأنه ربت على منكب الجلاد وهو يقول له انا عبد الخالق .. حبلك ده جوي،
دنا صلي تجييل (حبلك هذا قوي، تراني ثقيل)
*
الصورة من هناك ، قبل امس، ما ازال انتظر وصول
الصور المُلتقظة (داخل الفعاليات وصور من العرض المسرحي) الى ذلك الواقت، كل وقت
والشعب السلفوني الطيب بخير، الله كم لاحظت حبه لبلدة واعتزازه بها وافتخاره بلغته
وكل ما يمت الى كيانه الوطني بصلة. ذكرني بالذي كنت ناسي، وذكرني بـ (اصحاب
القضايا) ..اللهم لا حسد!
*
نسيت ان اشير الى ان عنوان العرض المسرحي هو:
الجحيم فارغ
---------------------
منصور راجح أشهر معتقل سياسي يمني قضى 15 سنة في المعتقل ويقيم حالياً في النرويج.
من صفحة الكاتب على فيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق