شعار الحوثي على مبنى قيادة الجيش
|
يبدو كنت مخطئاً إذ دعوت المكتب السياسي للحوثي أن
يضبطوا السلوك المنفلت والانتقامي لمليشياتهم المنتشرة في الشوارع، كاقتحام البيوت
أو نصب نقاط التفتيش، أو رفع شعارهم على مؤسسات الدولة.
لم تمض 24 ساعة على إسقاط الحوثيين لصنعاء، إلا وقد
بدأت الأصوات تتعالى عن انتهاكاتهم بدء باقتحام منزل توكل كرمان- وعلي العمراني
قبلها- وليس انتهاء بمصادرة سيارة أمين العاصمة واعتقال اثنين من مرافقيهم، فإذا
كان أمين العاصمة وهو من أمهر الوسطاء السياسيين وأقربهم للحوثيين تعرض لهذا
الموقف فكيف بالمواطنين العاديين؟ كيف بأعضاء حزب الإصلاح وقياداته؟ يبدو أن ما نراه أمامنا في صنعاء ما هو إلا
عينة صغيرة على صنوف الانتهاكات التي مارستها الجماعة في عمران وصعدة والمناطق
الخاضعة لها.
يروي لي أحد أقربائي كيف أوقفت نقطة تفتيش حوثية بشمال العاصمة
سيارته المليئة بالأطفال والنساء وسأله احد مليشيا النقطة بكل استهبال: (ما بش معاكم
دواعش)!
ما هذا الجنون؟
لدي موقف وتحفظ من كل ما جرى وكنت ضده منذ البداية لكنني
الآن أحاول النظر إلى سقوط صنعاء بقبضة الحوثي كأمر واقع وقد وقع، وينبغي علينا الآن
الحفاظ قدر الامكان على السلم الاجتماعي لا الاعتداء على ممتلكات وحريات الناس والبسط
على مهام وواجبات الدولة والسماح لمليشيا الشوارع ان تصول وتجول دون رقيب.
آمل أن يكون هناك أصوات عاقلة داخل الجماعة تتفهم حساسية
الوضع بضنعاء وشناعة ما تقوم به مليشياتها في الشوارع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق