الجمعة، 14 أغسطس 2015

قصف الحوثيين مسجد السعيد وتفجير القاعدة مسجد الحشوش: الإرهاب كله ملة واحدة


ما الفرق بين الإرهابي الذي فجر نفسه في مسجد الحشوش وبدر بصنعاء معتقدا أنه يجاهد في سبيل الله ويقتل الكفرة، وبين إرهابي آخر قصف مسجد السعيد اليوم بقذيفة مدفعية، معتقدا أنه مجاهد في سبيل الله ومدافعا عن أمة، وأنه يحارب الدواعش؟ الإرهاب كله ملة واحدة. 
من حيث المبدأ كلهم قتلة ومجرمون! وما الفرق؟ وما أهمية ذلك؟

كأن تكون نيّة الإرهابي الثاني حسنة وكان قصده قصف إسرائيل فسقطت بالخطأ في مدينة تعز. بمعنى حتى إن كان هناك فرق ما فإنه فرق في الدرجة لا النوع فرق في درجة الشناعة لا الشناعة ذاتها.
السعيد ولم اتمكن من نشر صور الاطفال الضحايا في قصف الاحياء
الفرق كتب أحد المعلقين أن الأول مات فيما الثاني ما يزال يقصف ويقتل.


قلت مراراً: داعش ليست حزبا أو س وليست ص، وإنما هي سلوك وأفكار. هي آلة القتل التي لا تتوقف عن الفتك باليمنيين حتى باسم وزعم محاربتها.
إن ما شهدته مدينة تعز في اليومين الماضيين جرائم حرب بامتياز. قصف عشوائي مسعور لا يراعي أبسط سلوكيات الحرب والنزاعات المسلحة، وكأن الغرض منه إحراق المدينة، بمن فيها، وترويع وتهجير القلة القليلة من سكان المدينة المنكوبة التي صمدت طوال أربعة أشهر.

وآذا كان طيران التحالف قد ارتكب جريمة لا حدود لشناعتها في المخا، قبل أسابيع، فإن قدائف الحوثيين لم يسلم منها ولا حي، ولا منطقة في المدينة؟
حتى المستشفيات والمرافق الصحية جرى استهدافها غير مرة.
مستشفى الثورة قصف فوق 6 مرات. مستشفى الجمهوري أيضا قصف.
وغيرهما قائمة تطول.
وظهر اليوم ارتكبت قذائفهم مجزرة شنيعة إثر سقوط قذبفة على مسجد السعيد أثناء صلاة الجمعة مخلفة غشرات الشهداء والقتلى
والأشنع، أنه بينما يرتكب مقاتلوهم المجازر على الأرض يقوم سفهاؤهم هنا على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، في هذه اللحظة، باستثمار دماء ضحايا المجزرة.
الضحايا الذين هم بالأساس ضحايا مسلحيهم وقدائفهم، حد استخدام دمائهم لصالح حربهم العبثية التي أدخلت البلد الجحيم.
لهذا السبب تجد قادتهم ومتحدثيهم يكذبون بلا مبالاه، ولا ذرة خجل.
سيقولون إن المسجد قصف بغارة جوية أو من بارجة بحرية للتحالف.
لا تستغربوا فما ذلك بجديد.
بالأمس ذهبوا إلى جنيف ورفضوا تقديم أي تنازلات أو الانسحاب حتى من عدن فقالوا: ما نبالي، والكلمة لمن له السيطرة الفعلية على الأرض.
جاءت عملية السهم الذهبي، وتبين أنهم خلفوا وراءهم العشرات من الأطفال الأبرياء ساقوهم إلى المعارك في جريمة مضاعفة. فلما هزموا وسقطت عدن ولحج والعند تباعا إذا بهم يتحدثون، بدافع المكابرة، عن ما قيل إنه "انسحاب تكتيكي".
والانسحاب التكتيكي هذا قيل لاحقا انه ليس انسحابا تكتيكيا وإنما تسليم واستلام. طهرنا المدن وقمنا بتسليم المدن للحراك"!
لكن لم يصمد هذا الفيلم الهندي طويلا. وبدا واضحا أن أكذوبة التسليم، يناقضها مضمون خطابهم الذي تارة يتحدث عن غزو واحتلال أجنبي (كيف غزو وأنت الذي سلمتها بيدك للحراك)؟ وتارة يتحدثون عن خيانة وانسحاب للحرس الجمهوري فيما اعتبروه صفقة تمت ما بين صالح وبين الإماراتيين..

وهكذا لن يعدموا العذر والمبرر.. المهم أن يحققوا غايتهم ولو استمرت الحرب سنوات وعقود وحكموا كتلة دمار كان ذات يوم بلد

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional