الأربعاء، 6 يناير 2016

مأزق خطاب المفاضلة بين القتلة في الحرب الدائرة باليمن

كفيف بمركز النور بعد قصفه 
(ألبوم صور بأماكن وأهداف مدنية تعرضت لغارات التحالف)
حسناً إن كان الحوثي ارتكب جرائم لا حصر لها بحق اليمنيين من خلال حروبه وقمعه واعتقالاته ودفعه بالبلد إلى الهاوية وقذائف الموت اليومية على مدينة تعز المحاصرة، فإن ما قام ويقوم به التحالف السعودي وغاراته القاتلة، هو عدوان بل وستين مليون ألف عدوان.
وإذا كان الحوثيون وحلفاؤهم يقصفون الأحياء السكنية في مدينة تعز المحاصرة، غير مبالين بإزهاق حياة المدنيين والأبرياء وتعريض حياتهم للخطر، فماذا نسمي غارة التحالف على مركز النور للصم والبكم مثلاً لا حصراً؟ مساعدات إنسانية هابطة من السماء! مكرمة ملكية!
الحوثي بالأساس جماعة مسلحة متمردة، وكل ما ارتكبه وسيرتكبه انما هي جرائم جماعة مسلحة نشأت على البارود والكلاشينكوف وثقافة الموت والقتال.. بمعنى هل ننتظر او نتوقع من دبابة أن تتحول إلى سيارة إسعاف مثلاً؟ قطعاً لا.

(قلت هذا اثناء تسويق الحديث عن تحول الحوثي للعمل السياسي في 2013م أيام كان كائنات الحوار الوطني يضحكون على بعض وعلى اليمنيين، ويدافعون عن بن عمر وهادي ممهدين لكل ما حل بنا من كوارث؟)

ممن يأويهم المركز
وهذا ما ينبغي تمييزه في هذا السياق: ما يقوم به الحوثي مهما بلغ سوؤه هو سلوك معظم الجماعات المسلحة العقائدية المشابهة له. اما جرائم التحالف فانها أشنع لسبب جوهري: إنها لا تصدر عن جماعة مسلحة او عصابة وانما تصدر عن دول عضوة في الامم المتحدة تنتمي للعالم الحديث، وتلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية، وتدعي أنها انما جاءت لاعادة الشرعية ونصرة الشعب اليمن! 
من غير الممكن عزل الهدف عن الوسيلة
نزاهة الهدف ونبله -في حال صح ذلك- يقتضي نزاهة الوسيلة. 
الأمر شبيه بمن يحاول تحرير رهائن محتجزين داخل مبنى عن طريق قصفه وقتل جميع من فيه: الخاطفين والرهائن معاً! هذا ما يقوم به حرفيا طيران التحالف وغاراته القاتلة. انظروا فقط إلى نوعية الأهداف وعدد الغارات التي شنها طيران التحالف بشكل هسيتري مسعور خلال الأيام القليلة الماضية في صنعاء وعدد من المدن اليمنية:

قاعة اعراس بيت معياد
مركز النور للصم والمكفوفين
مقر الغرفة التجارية والصناعية بالحصبة
(أعرفها وليس فيها اسلحة ولا الترهات التبريرية)
المدرسة الأمريكية الديمقراطية
مخازن تابعة لرجل الاعمال علي درهم بالحديدة
مصنع كوكاكولا،
مصنع بفك،
مقابر
مدارس
منازل
بمعنى بين كل هدف او هدفين عسكرين هدف مدني.
وقبل أيام قالت "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" استنادا إلى بحوث ميدانية إن قوات التحالف بقيادة السعودية استخدمت بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2015 صاروخ بريطاني الصنع في تدمير أحد الأعيان المدنية اليمنية، وهو مصنع للسيراميك.
أقول هذا لا في سياق المقارنة لأنها ضرب من التهريج والتضليل، ليس لأنها تساوي بين معتد ومقاوم، وبين شرعية ومتمرد، أو بالأصح بين متسبب وبين مستفيد، وإنما لأنه من الفداحة بمكان المفاضلة بين القتل ووكلاءهم محليين وخارجيين.
أقول هذا لاننا تعبنا من الحرب
تعبنا من غارات التحالف وقذائف الحوثي
تعبنا من هذا الموت المشاع في كل شبر من اليمن
وأقوله مجددا لان قيادة فقدت عقلها مؤخراً كلية كما لو أنها تنتقم من الايرانيين والاحداث المؤسفة المتمثلة باقتحام السفارة السعودية، وتصب جام غضبها فوق اليمنيين!
لمشاهدة صور الغارات الأخيرة من المدونة

تصوير الزميل فؤاد الحرازي
























































ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional