هل يقبل حميد الأحمر أن ينتقده مذيع في قناة سهيل؟ هل
يقبلها محمد الشايف في قناة آزال؟ هل من الممكن أن يُهزأ، أو ينتقد، أحمد علي في
اليمن اليوم؟ وعلي سالم في قناة عدن لايف؟ والشميري في السعيدة؟ وياسر العواضي في الأولى؟ وعلي محسن في أخبار اليوم؟ واليدومي في الصحوة؟
وعبدالملك الحوثي في قناة المسيرة؟ والعيسي في قناته الجديدة؟ إذن لا تقارنوا اليمن بمصر مرةً أخرى!
"دكاكين" تسمى مجازاً وسائل إعلام يملكها هؤلاء!
محمد عبده
العبسي
عجيب أمر الساسة في
اليمن. ما من ضغط تواصلي عليهم من الناس بالكثافة اليومية المؤثرة التي عبر عنها،
ورفع سقفها، الزميل محمود ياسين. ولا وجود لضغط ذاتي يمليه عليهم وازع أخلاقي أو
إنساني.
إنهم نقيض ما يدعون
تمثيله، على الدوام، وليسوا قلقين من انكشافهم أمام الرأي العام: فالمجتمع اليمني
بلا ذاكرة، والإعلام مسترخ في "البانيو"، والنخبة طيعة! ولهذا تجدهم
يمتدحون، على المستوى الشخصي، خصالاً ليست فيهم ولا يظهرون أي قابلية أو رغبة، ولو
مصطنعة، في اكتسابها. ولا يقتصر الأمر على الشخصي. ذلك أنهم يتغنون، على المستوى
العام، بالقضايا الأكثر نزاهة ونبلاً في البلد بغية تحسين شروطهم التفاوضية
وغنائمهم السياسية بشعارات جذابة ونبيلة، هم نقيضها، كأحلام الناس في دولة مدنية
وشعارات العدالة والمواطنة المتساوية حتى تحسب
أحدهم جون لوك.
إن عدم نزاهة الرأي
العام، وقلة ذمة نخبه، هي بالتحديد ما دفع غالب القمش وهو رئيس جهاز المخابرات
لـ34 عاماً، أن يتحدث بطلاقة بلسان الثورة الشبابية وكأنه واحد من الشباب الذين
يأكلون الزبادي وينام على كرتون في إحدى خيم الساحة!
وسيقول وزير الأوقاف
السابق حمود الهتار بعد الثورة فجأة إن تنظيم القاعدة مجرد"كاميرا
خفية"، بكل تهور، وهو الذي أمضى سنوات من حياته وعمله الإداري رئيساً للجنة
الحوار مع شباب تنظيم القاعدة وذهب إلى الغرب محاضراً حول ذلك.
وعلي العمراني الذي قال
في أكتوبر 2010م في ندوة مناهضة صفقة الغاز المسال إن ثورة 26 سبتمبر سرقت هو ذات
الرجل الذي وجد من جديد ثورة سبتمبر بعدئذ صار وزيراً للإعلام.
والأمثلة بالمئات وليست تحضرني الآن منتظمة في مقال أفكاره تدفقية.
والأمثلة بالمئات وليست تحضرني الآن منتظمة في مقال أفكاره تدفقية.
هكذا هم السياسة ورجال
الدولة في اليمن على أية حال. يصدق فيهم قول الشاعر "ما بين غمضة وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال".
يتقلبون ويبدلون مواقعهم
من الستين إلى السبعين ومن الشرعية الدستورية إلى الشرعية إلى الشرعية الثورية دون
أية تراكمات. ينام مع الشرعية ويصبح مع الثورية. وكان مع التضحية "بدمائنا
دفاعاً عن الرئيس علي عبدالله صالح" كما قال وزير الدفاع محمد ناصر في ابريل
2011م، ثم صار وزيراً ثورياً في 2012م.
والشاب هاشم الأحمر الذي
قاد المواجهات العسكرية في الحصبة ضد الرئيس صالح في 2012م هو ذات الفتى الذي ظهر
في مقطع فيديو موثق، على موقع يوتيوب، في 2008م معلناً تأييد قبائل حاشد لفخامة
الأخ المشير القائد الرمز الوحدوي علي عبدالله صالح في حربه على الشرذمة الحوثية!
وهكذا صار البطل الرمز في
2008 عفاشاً في 2012م
والزعيم الوحدوي في 2008
مجرماًفي 2012م
حتى الحوثيون الذين عانوا
لسنوات عدة ست حروب ظالمة وكانوا في موقع الضحية اسمعوا اليوم آرائهم حول تمثيل
اليهود اليمنيين في لجنة الحوار بقرار سياسي أو مبرراتهم حول جلاء يهود آل سالم من
صعدة قبل سنوات. إنه منطق، ولغة، القوي لا الضعيف والجلاد لا الضحية.
وقال صادق الأحمر لمقدمة
في قناة "فرنس 24" إنه مستعد أن يغادر، واخوته، البلد من أجل اليمن على
متن طائرة تحمل معه الرئيس صالح واللواء علي محسن غير إن أحدا منهم لم ولن يغادر.
ومتى قال ذلك؟ في الوقت الذي كانت مليشياته تشيد المتاريس بحي الحصبة. تلك هي السياسة
في اليمن: القول في اتجاه والفعل في اتجاه آخر!
مثله أيضاً، بل أمهر
وأكثر مراوغة منه قال الرئيس صالح أثناء الثورة بلغتنا والأزمة بلغته. كما أعلن
اللواء علي محسن الأحمر أنه هو الآخر مستعد، من أجل الوطن وفداء له، مغادرة البلد
رفقة شريكه في الحكم لـ33 سنة الرئيس صالح، غير إنه اليوم ورغم رحيل صالح عن
السلطة، ثم تنحية نجله أحمد عن قيادة الحرس الجمهوري ما يزال "حامي
الثورة" يرفض مغادرة منصبه العسكري. سيقال: إن الرجل نفى ذلك رسمياً في بيان،
أقول: ماذا عن "كرتون" بيانات وأحاديث وتصاريحات الرجل طوال عام ونصف
وكلها تسير في اتجاه معاكس لأفعاله.
والمجتمع اليمني كعادته
نسّاء، وليس يقوم بالضغط التواصلي الواجب مع نخبه وفق انتباهة وتحريض محمود ياسين.
وسيعقد فارس مناع مؤتمراً
حول السلام وهو تاجر سلاح غذى نزاعات مسلحة في القارة الأفريقية حسب إتهام الأمم
المتحدة، وسوف يهرع الصحفيون إلى صعدة وتتصدر صورته الصفحات الأولى!
وسيتحدث محمد علي محسن
للبيان الإماراتية عن القضية الجنوبية كما لو أنه باحث في معهد كارينجي دون مسحة
حياء.
حتى القادة والزعامات
الجنوبية ليسوا أحسن حالاً بكثير من نظراءهم في الشمال. ذلك أن مقارنة منصفة بين
ما يدعون إليه اليوم وما كانوه بالأمس، وفق تحليل استثنائي للزميل الاستثنائي سامي
غالب، يجعل المرء على قناعة أن الضمير السياسي اليمني ممحوق!
ولولا قدسية علامات
الساعة الصغرى لقلت إن منها: أن ينتقد الرئيس علي عبدالله صالح حكومة الوفاق
لعجزها عن تأمين خطوط الكهرباء. لا يا رجل! منك جد؟؟ صالح ينتقد باسندوة لعجز سنة،
وهو الذي عجز عن توليد 1000 ميجا وات خلال 33 سنة!
عجايب!
حتى الرئيس هادي وهو
الأقل زلات لسان انتقد، قبل أسابيع، فساد النظام السابق كما لو أنه خرج لتوه من
قرطاس الثورة، ولم يكن نائباً مطيعاً للفندم لـ17 عاماً.
والكتاب الإعلاميون
الحربائيون (من تلوّن الحرباء) حدث ولا حرج.
أما سفراء العائلة بالأمس
فهم مزايدو الثورة اليوم. وتجار العائلة أمس تجار حماة الثورة اليوم. ومن يقرأ، أو
يسمع، أحاديث أقارب الرئيس صالح على فيسبوك يقول أين كانت هذه العقول النيرة في
العهد الظلامي؟ حتى لتشعر بالتعاطف معهم كونهم كانوا ضحايا عهد كان يديره حميد
الأحمر وعلي محسن وحدهما بمعزل عنهم!
هذه باختصار السياسة وصناعة الرأي العام في اليمن. ولا فخر!
يكاد يكون الصحفي اليمني
أقل صحفي في العالم من حيث الأجور والحقوق. أنه أكثر يمني يظلم نفسه ويخدم غيره
وعليه أن يكون ممزقاً خنجراً في خاصرة الإصلاح لينال رضا الحوثيين، أو أن تكون
واحداً في جوقة الإنشاد لتنال رضا "هيئة أنصار الثورة" وتحظى بصكوك
الغفران الثورية!.
لا توجد مؤسسات إعلامية
حقيقية في اليمن. إنها مؤسسات "كرتونية" يستغل الصحفيون فيها بعضهم
البعض. وليس مبالغة القول إن كثيراً من الصحفيين وحدهم دنسوا شرف المهنة وحولوا
الكلمة إلى لمن يدفع أكثر!
الساسة انتهازيون
بالضرورة الوجودية وإلا فما كانوا ليكون سياسيين وإنما مصلحون اجتماعيون.
تارة يتغنون بهيكل وأخرى
يمتدحون حيادية روبرت فيسك. وأشدهم عداء لليهود ستراه معجباً بأميرة حاس أو سيمور
هيرش فقط حين يعرف أن الأولى، وهي يهودية، فضحت مذبحة الجيش الاسرائيلي في جنين
والثاني كشف للعالم، وهو أمريكي، فضائع الجيش الأمريكي داخل سجن أبو غريب في
العراق.
ومن يعجبون بالإعلامي
المصري الساخر باسم يوسف مقدم برنامج البرنامج الشهير ويشيدون بجرأته العظيمة إنما
ذلك ألنهم بمنأى عن تهكمه وسخريته وما المشكلة؟ فالرجل يقول في الاخوان، وفي
غيرهم، ما عجزوا عن قوله رغم إمكانياتهم الهائلة فله منهم الإعجاب وحسب، وعليه
وحده، بطبيعة الحال، أي وزر محتمل!
كان باسم يوسف يتلقى من
قناة "أو تي في" عن الحلقة من برنامجه الأسبوعي "البرنامج"
مليون وثلاثمائة جنية. مبلغ يصيبك بالإحباط
والدوار ويجعلك تلعن الإعلام اليمني والقائمين عليه سائر النهار. انتقل
باسم مؤخرا إلى قناة "سي بي سي" بضعف المبلغ السابق فصار يتلقى أسبوعياً
ما يعادل 400 ألف دولار عن الحلقة من برنامجه التلفزيوني دون نسبته من الإعلانات
طبعاً: (والآن لو جمعنا نفقات سهيل والعقيق واليمن اليوم وآزال وسائر القنوات
الحكومية والدكاكين التلفزيونية والصحف اليومية والأسبوعية في اليمن، ما وصل
إنفاقها الأسبوعي، مجتمعة، نصف مليون دولار!!!) وفق ذلك تبدو المقارنة بين مصر
واليمن، منذ اندلاع الثورة، ظالمة بكل المقاييس وضرباً من الرياء وقول الزور.
ويأتي بعد ذلك أحد
السياسيين والنافذين ليقول لك في مقيل بتعال الأغبياء: "ما بش إعلام في
اليمن"!
علموا عينك!
اشترط باسم يوسف عند
انتقاله إلى "سي بي سي" أن تكون الحلقة الأولى بمواصفات خاصة وربما غير
مسبوقة ربما في الإعلام العربي : لقد خصص الحلقة للسخرية والتهكم على قناة
"سي بي سي" التي انتقل إليها، وكان "ضحاياها" مالك القناة
وأبرز مذيعي ومقدمي البرامج كعادل حمودة، وعماد أديب الدين حتى أن الأخير رفع متشنجاً
دعوة قضائية، ما زالت أمام القضاء حتى اليوم، اتهم باسم يوسف بالقذف والسب بخلاف
الرئيس محمد مرسي الذي رفع أيضا دعوى قضائية ضد باسم يبدو أنها تستخدم كورقة ضغط
وتخويف ليس إلا مع إعلامي لا يثنيه عن قول ما يريده لا رفع دعوى ولا حفلات شتم.
قال باسم يوسف، بطريقة
تهكمية ساخرة ولذيذة، إن مالك القناة التي يعمل فيها ينظر للإعلام باعتباره
"سندوش دولارات"! .
والآن تخيلوا معي التالي
ملوك وأباطرة الإعلام اليمني الذين يديرون "دكاكين" تسمى مجازاً وسائل
إعلام ويبخسون الإعلامي اليمني ويستغلونه بشكل مهين ولا يعطونه من حقوقه المادية
والمعنوية أبسطها. لنسأل:
هل سيقبل حميد الأحمر أن
يهزأ به وأن يقال فيه ما يعتقد انها حقيقته مذيع في قناة سهيل؟
من أبوه!
وهل سيقبل محمد الشايف أن
يهزأ به أو ينتقده مذيع في قناة آزال، وإن موقع براقش نشر، في مرة يتيمة، مقالا
ناقداً للشيخ كتبته أروى عثمان.
"بغير جنان"!
وهل سينشر الزميل سيف
الحاضري مقالاً نقدياً، جاداً أم تهكمياً، عن اللواء علي محسن الأحمر في صحيفة
أخبار اليوم؟ ممكن. إنما يوم القيامة الصبح.
وهل سيقبل علي سالم البيض
نقده في عدن لايف أو ظهور صوت جنوبي مختلف ينادي بالفيدرالية أو مع الوحدة
الاندماجية وهو الذي له نصف الفضل في النظام الديمقراطي المقر بدستور 1990؟
هل يقبل عبدالملك الحوثي
أن ينتقده مذيع في قناة المسيرة، أو أن يقول أنه لا يقول الحقيقة عندما يتهم
السفير الأمريكي ببعض العمليات الانتحارية التي يعرف قطعاً أن لا علاقة بها وأن
غريمه آخر! هل سينشر في القناة رأي الأستاذ زيد الذاري، وهو المصنف من المرضى
باعتباره حوثياً يتنكر في أزياء المؤتمر، حول شعار الموت لأمريكا.
ربما. حين يلج الجمل سم
الخياط!
وهل يجرؤ أحد على انتقاد
اليدومي أو قحطان في الصحوة على موقفهم الانتهازي، واللإنساني واللا أخلاقي بل
والتجاري، من غارات الطائرات من دون طيار!!
قه!
وهل يقبل نجل الرئيس
السابق أحمد علي أن يهزأ به مذيع في قناة اليمن اليوم أو أن تتم قراءة مقال نبيل
سبيع عن "المتمرد الركن" بنفس الحفاوة التي قرأ بها في وقت سابق مقال
سابق لنبيل سبيع عن "الخاطف الركن"علي محسن؟ محال طبعاً رغم إن برنامج
رحمة حجيرة شكل استثناء إلى وقت قريب قبل أن يخفض سقفه)! والحال إنهم جميعاً
يستخدموننا نحن الصحفيين فقط حين نواجه خصومهم بجسارة لا يجرؤون هم عليها حتى،
لكننا نتحول إلى مرتزقة عند حميد الأحمر وعلي محسن في نظرهم المغشوش لمجرد نقدهم
كما حدث مع الزميل نبيل سبيع، وغيره، الذي تعرض لحملة إسفاف رخيصة ومنحطة بلغت
سفاهتها أن تطال زوجته الكريمة وميض شاكر عند نقده تمرد قيادة الحرس الجمهوري من
بعض زواحفهم الإلكترونية!
والآن: هل سيقبل ياسر
العواضي أن يهزأ به محمد العبسي أو ينتقده في صحيفة الأولى رغم انه ليس مالكاً منفردا
للصحيفة وإنما مجرد شريك بنسبة. في الحقيقة وضع ياسر مختلف عمن كل من سبقوه. ذلك
أنه كتب، الأسبوع الفائت، تغريدة في صفحته على تويتر -أثناء سفر رئيس التحرير
الزميل محمد عايش إلى باريس- قائلاً: إن "صحيفة الأولى صارت ابتزازية وتعمل
لحسابات مأزومة وأن عليها العودة إلى مهنيتها السابقة".
جواهر ودُرر!
والسؤال الذي شغل أذهان
كثيرين بعفوية أو بلؤم: ما الذي دفع ياسر أن يكتب ذلك ولديهم حق؟ الجواب واضح:
لأنه لا يتدخل فعلاً في إدارة الصحيفة ومحمد عايش هو من يتولى إدارتها كلياً
وبحرية مطلقة ومثله فوق كل شبهة وموضع ثقة وإلا ما اضطر ياسر أصلاً إلى كتابة تلك
التغريدة، متسبباً في الإضرار الطفيف بسمعة صحيفة واسعة الانتشار وتحظى بقبول واسع
ولكان رفع سماعة الهاتف كما يفعل الآخرون أو قال له "روح بيتكم"! لوجود
هذا الفارق الجوهري كتب ياسر تغريدته في محاولة منه لتخفيف الضغط الهائل عليه
والقول إنه غير مسئول عما ينشر من تحقيقات صحفية أزعجت كل الأقوياء في البلد
مؤخراً وأجدني مجبراً هنا على إيضاح موقف وتدوين تعليق بسيط.
صباح أمس قال لي الأستاذ
القدير عبدالكريم الرزاحي إن أحد رجال الأعمال المذكورين في الحلقة الثالثة من
تحقيق "وثائق وزارة الدفاع" قال له مقللاً من أهمية ومصداقية التحقيق
الصحفي إن ياسر العواضي نفسه قال إن صحيفته -هكذا يعتقدون- صارت مبتزة! مستشهداً
بالتغريدة الخرقاء حول الأولى والتي أكد في أحد ردوده على أحد المعلقين وهو جمال
جبران أنه جاد مئة بالمئة.
باختصار أنا مجرد مبتز:
يالها من مكافأة! ضاقت بي الأرض وقتها كون تغريدة ياسر العواضي شجعت هذا التاجر
على التوهم أنني "المبتز الشرير" وأنا الذي لم أسدد إيجار منزلي حتى
اليوم بينما هو الضحية الشريف والوطني. وذلك أمر يطلق وحش الغضب داخل أي إنسان
سوي.
قلت ببساطة: لو سألنا أول
شخص نصادفه في الشارع، عاقلاً كان أم مجنوناً، لقال دون تردد: إن عدم النشر هو
الابتزاز بعينه وليس النشر المفاجئ والصادم. وان التواصل مع المرتبطين بالوثائق
والجهات المعينة قبل النشر هو، وفي اليمن خاصة، أحد خيارين: إما الابتزاز وقبض ثمن
عدم النشر، وإما بغرض فتح باب التفاوض على المعلومات، حسب أهميتها، وتحديد ما
سينشر منها مما لن ينشر. تلك هي القاعدة الفاسدة في الصحافة اليمنية.
قلت للأستاذ عبدالكريم
ولنفسي أيضاً أثناء عودتي للبيت مساء البارحة: أنت تعرف أني على علاقة طيبة بمعظم
أولئك التجار وكان بمقدوري باتصال إطلاعه أيهم شئت على ما لدي عنه قبل النشر
ومساومته، غير إني لم أفعل تماماً كما في تحقيقاتي السابقة رغم أنها طالت أشخاصاً
تربطني بهم علاقة صداقة أكثر حميمة وود. فأينا المبتز؟
الإجابة واضحة ومعروفة
حتى لدى صاحب التغريدة.
وتذكرت صباح اليوم، بشكل
خاص، الإعلامي باسم يوسف وهو يقول لمالك القناة التي يعمل فيها في أول حلقاته
برنامجه إن الإعلام ليس "سندوش دولارات" وشعرت أن عليّ لزاماً أن أقول
لياسر -عملاً بمبدأ الشفافية- وبذات طريقة باسم يوسف في الوضوح: "ليس على
صحيفة الأولى أن تتحمل عبأ علاقاتك العامة والشخصية. فان أردت رفع الحرج عن نفسك
فإن ذلك لا يكون بتوجيه إهانة إليّ وإلى صحيفة محترمة وراقية ومهنية ويكفي أنها
تجرأت وفتحت ملفاً لم يسبق للصحافة اليمنية أن فتحته من قبل ودون علمك بالتأكيد
إلا بعد النشر مثلك مثل أي قارئ.
أعرف أنك كنت حريصاً على
إيصال رسالة ما إلى أطراف عديدة لكن الصحافة ليست صندوق بريد. ونمي إليّ أن
الرئيسين السابق صالح والحالي هادي ورجال أعمال وقادة عسكريون يعتقدون، يال سطحية
تفكيرهم، أنك أنت من توجه وتأثر في كتّابها وتقاريرها مع أنه لا محمد العبسي ولا
محمد عايش وقبلهما محمود ياسين من ذلك النوع من الصحفيين. نفس الشيء عن
الزملاء في صحيفة الشارع. وكم أشفق على من
يفكرون بهذه الطريقة البائسة.
ثم لا أنت محمد الأمين
ولا أنا باسم يوسف. يدفع محمدالأمين مالك سي بي سي 400 ألف دولار عن الحلقة من
برنامج البرنامج للإعلامي الذي دشن حلقات برنامجه بالسخرية من القناة وأبرز
برامجها ومالكها أيضاً. لا أنت الأمين ولا أنا باسم يوسف وليس لدي أية نجومية أو
شهرة مغرية، فأنا بالكاد صحفي شاب في أول المشوار، وإن كان ملف وزارة الدفاع عملاً
صحفياً غير مسبوق، أكتب لصحيفة الأولى بشكل شبه مجاني بسبب انتشارها الواسع ولمسة
الاهتمام والمودة المغريتين من العزيز محمد عايش الذي لم يسبق أن عاملني رئيس
تحرير بالحرية التي يعاملني بها والحرص الذي يوليه لتقاريري وكتاباتي.
إذن لست في معرض المقارنة
هنا وإنما هي رغبة في الفضفضة، ومحاولة الحديث بشفافية. اقلها لخلق مناخ أكثر حرية
ونقاهةً في الإعلام اليمني. يوجد سبب آخر، أهم: هو إعجابك الشديد ببرنامج باسم
يوسف ولا أحسبه إعجاباً زائفاً. بل أرجح أنك صادق في افتتانك بالبرنامج، وأتوقع من
معرفتي العميقة بالصديق العزيز، رئيس تحرير، محمد عايش أن يقوم بنشر هذه المقالة
في صحيفة الأولى بعد أن يقرأها هنا على حائطي في فيسبوك. وكما قال باسم يوسف، الذي
يعجبك برنامجه، لـمحمد الأمين مالك قناة "سي بي سي" الإعلام يا ياسر ليس
"سندوش دولارات" ولا مكتب علاقات عامة!
سلام.
هناك 4 تعليقات:
اخي العزيز هل سوف تقبل اي تعليق حول طريقة كتابتك وانتقادك بشكل لاذع على مدونتك
ام سوف تكون جميع التعليقات ما يتماشى مع وجهة نظرك
وجد الكثير من المواضيع بدون تعليقات رغم اهمية المواضيع المكتوبة وحساسيتها لكن مع ذلك لايوجد اي تعليقات على هذه المواضيع
لذا اعتقد اخي انك تتعامل بنفس عقلية الاخوة في القنوات ووسائل الاعلام التي وصفتها بالدكاكين
على العكس والدليل ان تعليقاتك هنا كما هي لم تمس.. كل ما في الامر ان التعليقات التفاعلية في الفيسبوك وان غير مفعل خدمة التعليقات بالجوجل بخلاف لو كانت هنا بالمدونة وها هي تعليقاتك كما هي
تحياتي
إرسال تعليق