كأننا في العراق في ذروة الفتنة الطائفية، أو في الصومال أثناء الحرب الأهلية
وتحلل الدولة. حيث ينعدم الأمان بل ويصبح المشي في شوارع عاصمة دولة متحللة، ضربا من
إلقاء النفس في التهلكة!
قتل في وسط شارع بقلب العاصمة ثم يلوذ الجناة بالفرار، رغم كل النقاط الأمنية،
في العاصمة صنعاء وحواجر التفتيش التي يبدو أن مهمتها تقتصر على تنغيص حياة المواطن
فقط بينما تمر من أمامها بكل سلام مواكب المسلحين ودراجات القتل المستأجرين!
يجري ذلك في الوقت الذي يتبجح المبعوث السامي للأمم
المتحدة جمال بن عمر، ليل نهار بالتجربة اليمنية التي أبهرت العالم ولا أدري ما إن
كان كلفوت مما أبهر العالم في اليمن أم ربماجريمة القتل في ساحة التغيير عصر أمس.
هكذا في عز نهار رمضان، تمر دراجة نارية في وسط حي
الجامعة، ويطلق شبحان كانا على متنها زخة رصاص أردت ثلاثة قتلى من الحوثيين وجرحت
آخرين ولاذوا بالفرار.
حوار في الموفمبيك وقتل في الجامعة!
هذا هو التعبير الأنسب عن الحال في اليمن في تقديري.
ولنا أن نسأل هل للجريمة علاقة بلقاء جمال بن عمر بعبد
الملك وطلب تمثيلهم بالحكومة، أم أنها رسالة على خلفية تقرير لحنة صعدة لإبقاء
ملفاتها طي النسيان؟
كل الاحتمالات واردة المحليةوالاقليمية على حد سواء،
الأكيد والذي لا لبس فيه، أن على اليمنيين جميعا أن يقفوا بجدية وأمانة، لإدانة
القتل وتجريمه دون النظر في هوية الضحية ولا تأثيرذلك على حكمنا أو موقفنا
الأخلاقي حتى لا نفقد إنسانيتنا.
أشعر بالذعر وأرغب بالجهر بالسوء.
كل شيء في اليمن يعود إلى الوراء، وما من شيء يتطور في
هذا البلد المتخلف إلا جرائم القتل وتعدد أساليبها حسب توصيف الزميلة رضية
المتوكل.
لم يعهد اليمنيون قتلا في رمضان. ولا يبدو انها جريمة ثأر
أو قتل لشأن شخصي. على الأرجح إنه قتل بالهوية. وهذا أشد خطورة من كل أنواع القتل.
أن يقتل المرء عشوائيا، أو بشكل انتقائي، لأنه ينتمي إلى جماعة ما فتلك أسرع طريقة
لتدشين الحروب المذهبية والاقتتال الطائفي.
هناك من يريد جر الحوثيين من قاعة الحوار وأعادتهم إلى
الجبال والمتارس وجرهم إلى جولة سابعة من حرب صعدة.وأثق في وجود قيادات رشيدة، في
صفوف الجماعة، قادرة على تفويت الفرصة على تجار الحروب.
رحمة الله على الشهداء.
والغريم الوحيد لكل اليمنيين والمسئول عن دماء من قتلوا
عصر أمس ودماء حسن أمان وخالد الخطيب قبلهم هو الدولة ومؤسساتها وكما قيل قديما:
إما عدلت وإما اعتزلت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق