ليس
الفشل وسوء التدبير وسوء اختيار الرجال أبرز خصال الرئيس عبدربه منصور هادي. انعدام
الوفاء -حتى على المستوى الشخصي- والتخلي عن أعوانه وطاقمه أيضاً. ولا
يقتصر الأمر على أعوانه وأقاربه الذين يحتجزهم الحوثي في سجونه كوزير الدفاع أو شقيقه
الذين أسرا بسبب سوء تدبير هادي وعدم إعداده أي خطة دفاعية لعدن.
تماماً مثلما حاصر الحوثيون صنعاء واجتاحوها دون أن يشكل هادي غرفة عمليات حربية، وهي واحدة من بديهيات وألف باء المواجهات العسكرية. حتى من هم خارج اليمن.
تماماً مثلما حاصر الحوثيون صنعاء واجتاحوها دون أن يشكل هادي غرفة عمليات حربية، وهي واحدة من بديهيات وألف باء المواجهات العسكرية. حتى من هم خارج اليمن.
أحمد
الشعناء الطبيب الخاص للرئيس هادي وصديقه وابن قريته وصديقه لنصف قرن، أين هو الآن؟
وليس الشعناء وحده. يحي العراسي السكرتير الصحفي للرئيس هادي منذ مطلع التسعينات ومن
عاشره طوال ربع قرن، أين هو الآن أيضاً؟
إنهما
في العاصمة الأردنية عمّان.
واين
هو أحمد بن عوض مبارك. إنه في الرياض.
الشعناء
واحد من قلة من الأشخاص الجيدين الذين كانوا يرممون صورة هادي لدى الشارع، خاصة وأنه
أحاط نفسه بأبناءه وخواصهم ومجموعة من المنافقين والأوغاد والفاشلين، ومن يسجلون مكالمته
الهاتفية.
اعتقل
الحوثيون الشعناء والعراسي ونكلوا بهما لأسابيع ثم أفرجوا عنه. واذكر إذ أتصل بي الشعناء
عشية سفري لتونس، فسألته هل سيتوجه إلى عدن مثل هادي فقال لا. انا عايش في صنعاء منذ
زمن طويل وقد هي مثل بلدي وكلها بلادنا. وظل لبرهة. ومع سوء معاملة الحوثيين وزيادة
الضغوطات والاستفزازات لهما قررا السفر إلى الأردن.
لماذا
لم يلتحقا بهادي إلى عدن؟
لماذا
لم يذهبا ويشاركا في مؤتمر الرياض؟
كلها
أسئلة تواردت إلى ذهني الليلة عندما صادفت اليوم أحد أقرباء العراسي، وعلمت منه أن
الحوثيين أوقفوا معظم مستحقات يحي العراسي والشعناء، كموظفين برئاسة الجمهورية منذ
25 سنة. ومن قبل من؟ واحد اسمه المرتضى ومن غيره المحامي الذي أجهز على شركة صافر.
يحدث
ذلك وفي الوقت نفسه، يصرف الحوثيين مليون وخمسائة ريال شهرياً كمكافأة تم اعتمادها
من قبل هادي لاثنين من مستشاريه البارزين الذين ذهبا إلى الحوثيين وقدما فروض الولاء
والطاعة.
وبينما
يقوم الحوثيين بذلك في صنعاء، يتولى جلال هادي التحريض ومعاقبة كل من كان لهم آراء
مختلفة وأصوات مرتفعة وعارضوا قرارات هادي في آخر شهرين بتعيين قيادات حوثية في قيادة
الأجهزة الأمنية وحذروه من مغبة سلوك وتدخلات نجله وتساهله مع الحوثيين، وأكبر من أسهم
في ذلك هو وزير دفاعه السابق محمد ناصر. العراسي والشعناء حسبما ما أنا متيقن، أوضح
مثال على ذلك.
شخص
كهادي يضحي بعشرة عمر خمسين عاماً أيرجى منه الخير على بلد و25 يمني منكوبون بسبب سوء
تدبيره وفشله. وإذا كان الحوثيون وحليفه صالح يتحملون نصيبهم، من المسئولية في معاناة
الشعب اليمني، إلى جانب الأطراف الأخرى والسعودية، فإن الرئيس هادي وطاقمه مسئولون
قبل هؤلاء جميعاً بذنب التقصير وعدم الكفاءة في إدارة الدولة والبلد.
وليس
الفشل وسوء التدبير وسوء اختيار الرجال وانعدام الوفاء وحسب أبرز صفات الرئيس هادي.
البرود والسلبية وانعدام الفعالية والتهرب من المسئولية أيضاً.
اتصل
به وزير الداخلية يوم اجتياح صنعاء فتجاهل كل اتصالاته فاستقال.
اتصل
به مدير شركة نفطية مع اجتياحها من الحوثيين فلم يرد، فما كان منه سوى أن يسلم بالواقع
الجديد.
اتصل
به أيضاً محافظ ذمار مع تقدم الحوثيين فلم يرد، ولم تصدر عنه أي أوامر للتعامل مع من
وصفهم هادي قبلها بأسابيع بـ"شركاءنا الجدد" فاستقال.
وهكذا،،
بالمقابل
يجري صالح عادة عشرات الاتصالات في اليوم أضعاف ما كان يفعل أثناء حكمه. المسألة تتعلق
بالفعالية بصرف النظر ما ان كانت في الشر أم الخير (أي خير؟).
هادي
هو النسخة الواقعية من شخصية عباس" الشخصية الكارتوريكية في قصيدة أحمد مطر.
"عباس وراء المتراس".
هجّر
الحوثيون السلفيين من دماج وهادي مثل عباس: يصقل سيفه.
تقدم
الحوثيون في حاشد وهادي كعباس يصقل سيفه ويهدد:
عمران
خط أحمر.
ثم
سقطت عمران،
فذهب
مباركاً عودتها للدولة!
وانتقل
خط هادي الأحمر إلى صنعاء.
تقدم
الحوثيين في محيط العاصمة تدريجياً
وهادي
يصقل سيفه. ثم فجأة اجتاحوا العاصمة
فبارك
اجتياحهم لصنعاء إلى أن احتجزوه رهينة ببيته.
وهكذا،،
ولم
تقتصر النكبة على صنعاء لتنتقل إلى عدن. ومنها إلى كل اليمن. وهادي ما يزال يتوعد ويهدد
من الرياض.
صرخت
زوجة
عباس:
أبناؤك
قتلى، عباس
ضيفك
راودني، عباس
قم
أنقذني يا عباس"
فماذا
فعل؟ فعل مثل هادي بالضبط:
"أرسل
برقية تهديد"
عمران
خط أحمر.
لمن
تصقل سيفك يا عباس؟
لوقت
الشدة
إذن،
اصقل سيفك يا هادي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق