أزمة حتى في المياه (نت) |
حسناً. ما هي وظيفة أي حكومة في العالم؟
حفظ السلم الاجتماعي وتقديم الخدمات الأساسية
للناس.
لماذا؟ لانعدام الشرعية أولاً كونهم لم يصلوا للسلطة
بانتخابات أو مشروع سياسي وانعدام التوافق السياسي ثانياً كون المؤتمر حليفهم لم
يشارك اليوم، والإصلاح وقادته في السجون غير القانونية، والناصري والاشتراكي يقفان
بعيداً، والمجتمع الدولي ومجلس الأمن يعترف بسلطة هادي وبحاح.
ماذا عن شرعية الأمر الواقع؟ الصميل.
حتى بمنطق السلاح الحوثيون منقوصو ومنزوعو الشرعية.
إذ أعلنوا انقلاباً على السلطة دون أن يخضعوا كافة الأراضي اليمنية لسطلتهم، فلا
مأرب بقبضتهم، ولا حضرموت، بل حتى تعز وعدن اللتين دمرتا تماماً بسبب حربهم
الجنونية لم تخضعا ولم تعدا بأيديهم. بمعنى إنهم فشلوا حتى في فرض سلطة الأمر
الواقع بقوة السلاح.
هل هناك فرصة للتأثير في المجتمع الدولي، أو بعض
دوله لاقناعهم، أن هادي غير شرعي، وأن الحوثي يقاوم العدوان، وأنه يمثل الشعب،
وأنه يصلح أن يؤدي دور شرطي جديد للغرب وأمريكا في محاربة القاعدة وداعش.... إلخ
أيضاً لا. لماذا؟ لأنهم لم يتعاطوا منذ البداية بمنطق السياسة
وإنما بمنطق "ما نبالي" و"طز". والدليل عندما أعلنت جميع
السفارات إغلاق مقاراتها، وكان ذلك إعلاناً مبكراً بالحرب وطريقة دبلوماسية راقية
ومهذبة للضغط على الحوثي من اجل التراجع عن الاعلان الدستوري. كيف تعاطوا مع قرار
كبير كهذا؟
قالوا "طز". وكتب أحد أنضج عقولهم في صفحته على فيسبوك: اللجان
الشعبية قطعت على السفراء الدنة (يقصد الخمر) فقرروا إغلاق بعثاتهم في اليمن! فإذا
كان هذا منطق أحد قيادات الصف الأول المتعلمة اذن فكيف برأيكم يفكر المقاتلون
وسائقو الشاصات؟
حسناً دعكم من كل ذلك. ولنركز على الأهم:
إذا كانت حكومتك ستعين وزير كهرباء جديد وستعود
الكهرباء شكل حكومة يا حمزة
إذا كانت حكومتك ستعين وزير مياه جديد وستوفرون
المياه للناس شكل حكومة يا حمزة
إذا كانت حكومتك ستعين وزير نفط وستوفرون الغاز
والبترول للناس شكل حكومة يا حمزة
إذا كانت حكومتك ستعين وزير دفاع وستنتصرون في
الحرب باسم اليمن وفي الوقت نفسه تسلمونا دحسكم وتخوينكم للناس والانتصارات
"الفالصو" في الواتساب أقول: شكل حكومة يا حمزة.
إذا كانت حكومتك ستوفر موارد مالية -حتى من إيران
أو الجن- وباتسلم الناس الابتزاز والسلبطة والنصب تحت اسم "المجهود الحربي
أقول: شكل حكومة يا حمزة ولن تعترض حتى لو لم تتخطى صلاحية هذه الحكومة باب
البلقة، أما حكومة بلا خدمات وزوامل فقط فلا نريد.
أخيراً:
إذا كانت حكومتك ستعين وزير داخلية بسلطة وصلاحيات
فعلية - مش زي جلال الرويشان طبعا- يعمل على حماية المجتمع، ويعزز سلوك وحضور
مؤسسات الداخلية كدولة لا كمليشيا، لأن الأمن والداخلية ليست فقط اعتقالات وزج
بالمعارضيين في السجون وإلا لسميناها وزارة اعتقالات، اقول شكل ياحمزة حكومتك، رغم
أن تشكيل حكومة في هذا الظرف، بالتزامن مع تقهقهر الحوثيين هو بمثابة إعلان حكومة
انفصال شمال وأخرى في الجنوب إنما هذه المرة من قبل الحوثي نفسه.
إذن هل أنتم قادرون على ذلك؟
لا لأنهم يريدون من السلطة امتيازاتها فقط دون
واجباتها.
وكما يقول المثل الشعبي: الذي ما يجي مع الحريوه ما
يجي بعدها، ولو هي شمس إن كانت أمس، لكني أفضل أن نسمع إجابة الحوثيين أنفسهم.
ستجدونها قطعاً في التعليقات، ومنها:
أنتم دواعش
أنتم من عيال العاصفة.
أنتم تؤيدون جرائم العدواني الصهيوني.
وفي أحسن الأحوال، أتوقع أن حمزة الحوثي سيقول:
إحنا في حالة حرب ونتعرض لعدوان عالمي وأنتم تبحثون
عن غاز وماء!
وهنا العلة: نحن نبحث عن خدمات الناس لأنه لا كرامة
سياسية لشعب يهان يومياً في معيشيته وقوته.
ثم اين هي المشكلة: فلينل كل ما يريده. أنتم جزء من
اليمن ولستم اليمن كلها. نحن نريد خدمات لا زوامل، ونريد ما يصون الحياة، لأننا
نحب الحياة ولسنا مثلكم من أهل التضحية فهنيئاً لكم الشهادة والجنة والفردوس
الأعلى كمان
أليس هذا منصفاً؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق