الاثنين، 7 سبتمبر 2015

وأنت تحارب الوحش حاذر أن تتحول إلى وحش أيضاً

إلى اليمين طفل يبكي الدمار والموت في قلب كريتر بمدينة عدن. وإلى اليسار طفل نجا من القتل وفقد بعض أفراد أسرته في غارة بصنعاء. الجاني في الأولى الحوثي وحلفاؤه من القوات الموالية لصالح، وفي الثانية تحالف عاصفة الحزم. بين هذا وذاك ينحصر ويُحاصر وينقسم اليمنيون.
هل نواسي الأول بخزعبلات أن الحوثي جاء من أجل أمنكم لمحاربة "الدواعش"؟ أم هل نربت على كتف الآخر ونخبره أن التحالف جاء بطلب من الرئيس من أجلنا؟ وهل ما يهم الفعل، أم الجريمة؟ هوية الفاعل أم الضحية حتى تتبدل مواقفنا وإدانتنا لها حسب اختلاف الهويات. أحقر الناس من يرى هذه ولا يرى تلك
أحقر الناس من يتشفى بالأولى ويتفجع للثانية.
أحقر الناس من يتغاضى عن واحدة ويندب على أخرى.
أحط الناس من يتبدل موقفه بتبدل هوية الضحية أو انتماء الجاني.

سيقول قائل من مؤيدي الحوثي: وهل تساوي الأجنبي بابن البلد؟
وكأن جنسية الجاني تمثل عزاء من نوع ما لأسر الضحايا، بل على العكس كثيراً ما تعافت الشعوب التي تعرضت لحروب خارجية مثل ألمانيا مثلاً بينما ما يزال الصوماليون غارقون في بحر من الدم المسفوك في حرب أهلية بين أبناء البلد الواحد.
بالمقابل، سيقول قائل من مؤيدي العاصفة: الحوثي هو السبب.
أقول نعم أدرك أن الحوثي وسلوكه هو من اوصلنا إلى ذلك، ومنح دول الخليج الذريعة، وقدم لهم عبدربه منصور على طبق، لكن كل ذلك لا يبرر ما يحصل من جرائم وقتل بدم بارد ودمار هائل يفوق كل التصورات إلى درجة قصف مدرسة خولة يوم أمس أثناء تأدية طلاب الثانوية الامتحانات في الصباح!
تحضرني في هذا السياق مقولة جامعة للرائع حسين الوادعي:
وأنت تحارب الوحش حاذر أن تتحول إلى وحش أيضاً
وأنت تحارب الطائفي حاذر أن تتحول إلى طائفي أيضاً
حفظ الله اليمن وشعبه وضمد جراحه وأزاح هذه الغمة التي طالت ولا بد لها أن تنجلي


ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional