عن مذبحة الضالع: الدول لا تدار بتشكيل اللجان يا سيادة الرئيس

ألا يمكن أن تأخذ الجريمة إجازة لمدة شهر في اليمن؟

 لم نفق بعد من جريمة مستشفى العرضي، لنصعق اليوم بجريمة الضالع. 

ولم تنشف قبور ضحايا العرضي، لتفتح اليوم قبور جديدة بالضالع. وفي كل مرة القضية تسجل ضد مجهول أو شبح. كان الجيش ضحية في الأولى وهو المجرم في الثانية.ولم تتوصل بعد لجنة التحقيق في جريمة العرضي إلى أية نتائج، أو أطلعت الرأي العام على الجهة التي تقف وراء العملية، والمتواطئة معها، وها نحن اليوم نعلن لجنة جديدة.

الدول لا تدار بتشكيل اللجان يا سيادة الرئيس ولا ببيانات التأييد الدولي. إما أن تكون دولة وإما لا تكون.

وإذا لم تكن الآن فلن تكون في أي وقت آخر.

حرب طاحنة منذ شهور في دماج وحاشد، وكل ما فعله الرئيس هادي والحكومة الغيبوبة هو تشكيل لجنة وساطة لا أوقفت حرباً، ولا كشفت للرأي العام حقيقة ما يجري على الأرض.

لجنة تحقيق في جريمة العرضي بحاجة إلى التحقيق معها،فقد كان تقرير رئيس الأركان جريمة بحد ذاته.

وما الذي توصلت إليه لجنة التحقيق في جريمة ميدان السبعين؟

وما الذي توصلت إليه لجنة تحقيق جريمة ومذبحة دوفس؟

وما الذي توصلت إليه لجنة تحقيق جريمة المكلا؟

إن أردت تمييع قضية ما فعليك بتشكيل لجنة. وإذا كان الرئيس السابق يدير الدولة من خلال التلفون كما قال مرة، فإن الرئيس هادي يدير الدولة من خلال لجان التحقيق وبيانات التأييد الدولي.

تغرق مدننا في الظلام بسبب صعلوك أو شيخ صغير ولا يحرك الجيش ساكناً.

يضرب أنبوب النفط، وتقطع الطرقات العامة، ولا يحرك الجيش ساكناً.

يختطف الأجانب والجنود وأبناء البلد.. ولا يحرك الجيش ساكناً.

يقتل أكثر من 100 ضابط عسكري ولا يحرك الجيش ساكناً.

تقتحم القاعدة وزارة الدفاع، وتقتل 56 مدنيا وعسكريا

ولا يحرك الجيش ساكناً.. ولا يُقال أو يحاسب أحد.

وهل لدى اليمنيين أصلاً جيش وطني؟

كل هذه الحرائق في البلد من حولكم وكأنكم غير معنيين. ان واجبكم حماية اليمنيين لا حراسة قادة التبب. كونوا على قدر المسئولية، ثوروا. تمردوا. ولا تطيعوا قادة موهبون فقط في نهب الأراضي وتهريب الديزل، وأكل مخصصات الجنود وقتل الأبرياء!

إذا لم تقتصوا من قاتل هذا الطفل، وبقية شهداء الضالع الأبرياء المدنين ثقوا أن آلة الإجرام لن تتوقف في البلد، وأن الصوملة مسألة وقت لا أكثر.

تعازي لأسر الضحايا والشهداء.