تحول الدكتور ياسين سعيد نعمان، بقدرة قادر من
مهندس المرحلة الانتقالية الي ناقدآ لها، هذه حالة صحية ، ربما أقولها و أحاول
استلهام روح الناقد الساخط في الدكتور كغيرة ممن كفروا بالمرحلة الإنتقامية لا
الإنتقالية ، لم تكن بالنسبة لغالبية اليمنيين الصابرين أكثر من مرحلة توفير شروط
الخديعة إذ نصبت مصائدها وأشراكها للثورة في ليل.
لم تتحقق رغبتي المستعجلة،ولم ترد هنا اي اعترافات
اندفعت اليها بقراءتها لسياسي طالما اعتقدناه متفردآ و مقنع ، لو فعلآ قدم قراءة
جديدة و جريئة جديرة بالقراءة و النشر ؛ لكن هذا لم يحدث فعلآ ، و لم تسمى الأحداث
و الوقائع بمسمياتها.
للأسف غلب سير نعمان على حواف و ضفاف التجربة لا
الغوص في عمقها ، إذآ لن نستعجل لعلنا نجد مايستحق ، يقول ياسين : انه سيجيب عن من
يستطيع تحقيق مهمة " عبور المضيق-عنوان كتابة-عبر الحوافز التأريخية التي لا
تطلق إلإ من مبادرات تأتي من الاوساط الشعبية المؤهلة للقيام بهذه المعملية
التأريخية » و في الجزء الثاني من الكتاب او الحلقة الثانية ، إذ بدأ بنشرة اليوم
في ص.الشارع الأهلية.
لقد كثف الدكتور ياسين تجربتة الفائتة في الحلقة
الاولى كما تبدوا هنا ، ان هذه القوى التي تقود البلد خاصة التي تجمعت حول فكرة
الحوار ليست أهلآ ؛ لكنها تكابر.
وهذا بالنسبة لنا ليس بجديد يمكن استرجاع الافكار
التي عكف الدكتور ياسين نفسه على استحداثها و تنميطها من قبيل " القبول
بالمبادرة الخليجية لتجنب الحرب الاهلية ، الدخول في مؤتمر الحوار و إيصال البلد
الي البند السابع ، و قبلها القبول بالمشاركة في الذهاب الي حكومة الوفاق و
المساهمة الرئيسية على تقسيم البلد الي اقاليم حتى ولو كان هو من اصحاب فكرة
الإقليمين فذلك لا ينفي علية تحمل المسؤلية.
و اليوم اصدر كتابة في نقد التجربة ليقول لنا ما
عشناة خلال ثلاث سنوات ولا يزال بطريقة أسوء خلال الفترة الانتقالية التي يعد احد
أهم منظريها.
عمومآ يمضي نعمان ساردآ عن القرار الدولي 2140 الذي
ساعد على إختمار فكرته لتأليف كتابة ، حيث يمضي في منتصف حلقتة الاولى الي-خلق
مبرر غير منطقي-بان القرار : احدث حالة تخبط ظهرت عليها القوى السياسية بعد صدور
القرار ، و المجتمع و نخبة المختلفة تجاه المسار السياسي بعد صدور هذا القرار
الهام كما قال و من الضروري ان تتوقف-قصد الاطراف المتحكمة بالقرار السياسي
اليمني- و معها لا بد من مغادرة ما يمكن ان يطلق عليه " الموديل "
اليمني المعروف في التعاطي مع الاحداث الجادة.أنتهى كلام نعمان هنا في هذه الفقرة
بالتهليل بالقرار المؤذي.لليمنيين وبلدهم.
لكنه لم يقدم جواب عن أهم محفز من حيث الاقناع حول
تساؤلات اليمنيين اليوم ؛ ما الذي يحدث لهذا البلد في الظرف الراهن !؟
ومن هم المتلاعبين الحقيقيين بالمسار السياسي و
مصائر الشعب ؛ بعد أن كانوا ياسين و زملائه في القيادة في لحظة-هو و قادة اليسار
في البلد ممثلين باللقاء المشترك- يعيدون هندسة جينات الخارطة السياسية في المرحلة
الانتقالية ، مكتفيين بإعادة توزيع المصالح و التسليم بالثورة ، شريطة الدخول في
اللعبة كطرف ، يحصدون حصتهم المخجلة اصلآ ، تقاسمات و محاصصة. متناسسين التضحيات
الاكثر نبلا وصدقآ في حياة اليمنيين.
و على طريقته التسويقية للمصطلحات تناول ما استجد ،
مد يده الي رف دكانه اللغوي :
لم تعد التورتة قابلة للقسمة لأن عدد مقاومين
التغيير متزايد» و اليوم أقول من خلال حالة اليمن المضعضع ؛ تشتت التورته ،و صدر
قرار وضع البلد تحت الوصاية الدولية ،
و الاهم كما يرى نعمان قلقآ من خلال بعض التناولات
البارزة في الحلقة 1 :
ان القرار لا يجب ان يركز القوة في يد طرف ، لأن
إعادة إنتاج الصراع ستكون عملية اكثر تعقيدآ ، بالأضافة الي ان تجربة الحكم
القصيرة هذه ستمتد الي داخل شروخ التجربة القصيرة في السلطة التي حكمت حسابات
الاطراف التي تحالفت ضد صالح ، وان الإستعانة بأدوات النظام القديم فتح باب صراع
جديد،وان هناك قوى تحتكر السلاح»
كما يرى بأن : امراض عدة كالاغتيالات ، الحروب و
الفوضى ،و الانسحابات و تعليق المشاركة في الحوار و الاستخفاف بالنظام الداخلي ،
بالاضافة الي الحملات الاعلامية المضللة لإضعاف قيمة الحوار في الوعي الشعبي و
التحريض و استعراض القوة ،و الضخ الاعلامي المضلل للحقائق ، و إختلاق الاكاذيب
للتكفير و التحريض على القتل أحبطته إذ يؤكد أن هذه الظواهر شكلت بيئة محبطة للروح
التوافقية ، وجعلت العملية السياسية مضغوطة بكماشة القوى التي تسعى الي إحتكار
القرار.
يصلح هذا الكتاب أن يكون طريقك الي السياسي الرديء
لقد عاود حاوي المرحلة الإنتقالية المدهش ، ليتحفنا
بأفكارة التمريرية البالية التي عشناها ولا زلنا نتعايش معها ، كأسمال قديمة جالبة
للمرض و الوجع ؛ مع أننا صرنا ندرك أكثر من اي وقت مضى أن فكرة الممرات الضيقة ،
كلها قادتهم الي القصر و الي منزل الرئيس الإنتقالي الرديء،لا الي مكان ابعد من
الزيف و الخداع الذي لم ينتظرة اليمنيون.
قال الدكتور ما مفادة-مع انه ليس بجديد اي ذهب الي
توضيح الموضح :
الاستبداد كرس مصالح فاسدة و انماط اقتصادية طفيلية
و ثقافة تبريرية منهكة لحوافز التغيير و بناء اجتماعية مشوهة ، كما قال : كلها
تقاوم التحول »
يا سلام .. إكتشاف خطير لا يمكن إلإ أن يدون كبراءة
إختراع
والسؤال اصلآ هو لماذا قامت ثورة و تعرضت لأبشع
حادثة إغتصاب حزبي من الآباء و شيوخ الطريقة التغييرية.؟!
الإ لأن هذه العوامل التي قدمتها يادكتور كانت ولا
تزال تعبث في حياة هذا الشعب المغدور ، بإمكانك أن تسأل اي يمني في اقصى منطقة -
المغدور ، بإمكانك أن تسأل اي يمني في اقصى منطقة في حوف او ميدي سيسردها لك دون
كتب او مؤلفات وزخارف لغوية مملة.
واصل المؤلف في معرض حلقته عن كل هذه المعوقات ،
حاجبآ فكرة الثورة التي عصفت بكل هذه المحاور التي من الواضح انه لا يزال اسيرها و
يحذر من السلاح الذي ذهب قاعة مؤتمر الحوار متجاهلآ حقيقة تكديسه و تركزه في أيدي
قوى نافذة ، صدق أنها سترضخ للحوار ، متخاذلين و خاذلين الشعب
و مع هذا وصفتم كل صوت إنتقد أن نقده تخرصات و باحث
عن منصب.
ليست بهذه الطريقة تقرأ التضحيات يا دكتور ،
و لا هكذا تروى التجارب.
إننا ندرك جيدآ الي اين قادتكم جميع ممرات العبور
الضيقة و المنفرجة ، الحقيقة تقول لنا انكم غدرتم بالثورة ، خنتم كل مواعيد
التغيير.
و لا داعي للمكاشفة من هذا النوع المخجل ؛ لا تبدو
ابعد من تسويق الفشل وتنميق الإخفاقات ؛ بإسم النضال ، والتجربة في الأوطان و
بنضال الأبرياء والضعفاء جرم مضاعف ،
لأنه لا يوجد ما يستحق ؛ إلإ العودة الي نقطة الصفر
، كل ماحدث و يحدث نتذوق حرفآ حرف و كلمة كلمة من كلامك أنت هنا و في المحور الاول
من اصدارك : خيار التحول الي وطن الفرص مهدورة»
نحن معنيون بهذا كأنتم لأنه بلدنا
لكنكم أنتم المسائلون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق