لا اعرف لماذا يستهدفون الجنود بهذه البشاعة وبهذا الاستمتاع البادي على صورهم التي ينشرونها وهم يدوسون جثثهم بأقدامهم يهتفون بإسم الله الذي نعبده جميعاً.
صالح يقول إن الحوثيين في المحافظات الشمالية يفعلون نفس الشيء..وبأسم الله أيضاً. لاشك أنهم يعرفون رباً غير الذي نعرف.
رّبهم مخيف. لايقبل منهم اعمالهم الا بالدم والقتل والذبح.
لكن ربي أنا وصالح رحيم ..يدعو للخير والحب والسلام.
_________________________________
الطريق الى الجنة/
قصة قصيرة مروان الخالد
--------
بوبكر بوبكر
انهض إحمل سلاحك
انهم يهاجمون
القاعده هنا
هذه هي اخر مرة اسمع فيها صوت صالح اليافعي ..صديقي وابن مدينتي
اللذي التحقنا بالجيش معاً بعد رحلة طويلة من
الوساطات والمتابعة الى أن تم ترقيمنا والحاقنا
بأحد الالوية المتواجدة في سيئون..يومها اخبرت
صالح أنني أشعر بالقلق فهدفي من التجنيد
هو ايجاد
مرتب يساعد اسرتي وبقائي لأجلهم
وليس للموت ..ضحك صالح قائلاً:بوبكر الموت يطاردنا في كل مكان..هل تخاف من القاعدة
على الاقل سنتمكن من محاربتهم ونحن لسنا
جبناء ..لاتنسى أن الجيش يقتل اهلنا في الضالع
ويمكن ان نموت على يد الجيش أيضاً لكن دون ان نحمل
سلاحاً..سنموت كمواطنين فقط!!
قلت له غاضباً من يقتل اهلنا في الضالع ليس الجيش
..نحن الجيش..القتلة هناك لايمثلون الجيش بل أنفسهم ومن ورائهم..وسيسقطون يوماً
وسنحاكمهم..
لكن القاعدة أمر مختلف..هم يقتلون الجنود
والمواطنين خلسة وبدون مواجهة..يهجمون
وقت الصلاة او وقت الافطار..ويتعمدون مهاجمة
الاماكن اللتي يتواجد فيها افراد قليلون ثم يقتلون
دون رحمةو لايبقون أحد..
صالح:ههههههه لاتكن جبانا ..لن ننام ولن نصلي
ولن نأكل هههههه ..وهي فترة نثبت نفسنا ثم ننتقل
لمكان أمن الشيخ احمد اكد لي أنه سيساعدنا وسنعود للقرية ومرتبنا سيصلنا واحنا في
البيت..فترة فقط
ونعود وخلال هذه الفترة أحميني وأحميك
أتفقنا هههههههه
تمتمت بإمتعاض وقلق :أتفقنا
وصلنا قيادة اللواء وهناك بقينا يومين فقط
ثم تم
توزيعنا..لحسن الحظ كنت وصالح في منطقة
واحدة واخبرنا الجميع أنها أمنه وقريبة من قيادة
اللواء ..ولم يسبق أن هاجمها أحد من قبل
كنت وصالح نقضي وقتنا في قراءة القراءن والصلاة
ونصوم اغلب الايام ونلعب الكرة في فترات الراحة بين المناوبات ..لم نكن ننام
كثيراً منذ وصلنا هذا المكان لااذكر أنتي نمت ثلاث ساعات كاملة
كنت سعيداً جداً وصالح حينما أستلمنا مرتبنا
الاول والثاني والثالث وارسلناه لأهلنا ..مرت ثلاثة
اشهر..بداءنا نعتاد المكان..رغم الاخبار اللتي تأتينا عن إستشهاد جنود في بعض
المناطق
على يد القاعدة..أشعر بحقد شديد تجاههم
لا اعرف لماذا يستهدفون الجنود بهذه البشاعة
وبهذا الاستمتاع البادي على صورهم اللتي ينشرونها
وهم يدوسون جثثهم بأقدامهم
وهم يهتفون بإسم الله اللذي نعبده جميعاً
وبنفس ديني..
صالح يقول إن الحوثيين في المحافظات الشمالية يفعلون نفس الشيء..وبأسم
الله أيضاً!!
لاشك أنهم يعرفون رباً غير اللذي نعرف..ربهم
مخيف لايقبل منهم اعمالهم الا بالدم والقتل والذبح
هكذا يقولون لمن معهم!!!
لكن ربي أنا وصالح رحيم
..يدعو للخير
والحب والسلام..
ثم أن ربي طلب مني أن اهتم بعائلتي..وهذا ماأفعله
الان..وكل رفاقي..نواجه الحياة والموت معاً
من أجل من نعول..فنحن أرباب ماتحت أيدينا هكذا قال
الله ربنا!!!
قبل ساعات كان الليل مطبقاً ..وصالح كان يحاول
النوم مع باقي الجنود وانا واخرين نحرس المكان
كالمعتاد.
نهض صالح من نومه نحوي..لم ينم جيداً
قال لي انه يشعر بأرق ويشعر بالشوق لزوجته
واولاده وأمه..طالت فترة غيابه عنهم..وحاولنا
مراراً أخذ فرصة ولم نفلح..لكنهم وعدونا ان يتم ذلك
الاسبوع القادم..إنشاء الله هانت..قالها صالح متنهداً..
ثم اضاف :أذهب للنوم
قليلاً قبل صلاة الفجر انا سأحرس مكانك
ذهبت لمكاني احاول النوم وارقب السماء والنجوم
كانت جميلة جداً وصافية شاهدت نجمتي هناك
اللتي طالما رافقتني..حاولت ان اغفو قليلاً
لكن فكرة زيارة قريتنا وزوجاتنا واولادنا تطغي
على تفكيري كصالح ..وتقتحمنا اكثر كلما حولنا
النوم القصير أصلاً..
فجاءة نمت وصحوت على ضجة وجلبة تملاء المكان وصرخات
وطلق كثيف لللرصاص والبوازيك
وقنابل وصوت صالح
نهضمت مسرعا التقطت سلاحي اللذي كان بجانبي واسرعت نحو رفاقي..كانت الجثث في كل مكان..
لم ارى صالح .كان الدخان يملاء المكان والدماء
والضجيج ثم فجاءة لم اعد اسمع شيئا.قنبلة او
صاروخاً اصاب المكان حيث أقف..
تبلدت حواسي ووجدتني مرمي على الارض
لم تتح لي فرصة المواجهة..لم اطلق رصاصة واحدة.
لن ازور اهلي..لن ارى زوجتي واولادي لن اقبل رأس
ابي وامي مجدداً..
كنت ملقياً على الارض وقدمي اليسري ويدي
لا اراهما..فقط شاهدت رجلين ملتحيين يبتسمان
بشماته ويوجهان اسلحتهم نحوي.. واطلقا النار
بكثافة..لم أشعر بأي الم..
ثم خيم ظلام دامس..شعرت براحة هنا..هنالك نور
نور يأتي من مكان بعيد..صالح هناك يلبس رداء
أبيض ورفاقي ايضاً ..لم نعد نلبس رداء الجيش
ثيابنا بيضاء وعالمنا الان اجمل
لم أعد معكم..أنا وصالح في مكان اخر..حيث
لاكراهية ولاحقد ولاموت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق