الصديق كمال شرف ينثر الورود على علم وطني فوق قبر د/ سمية الثلايا |
كانوا مندهشين وواجمين، كمن لا يصدق ما تراه عيناه وصعق
بالمفاجاة في الوقت الذي تتقدم نحوهم مسيرة صغيرة عددا لكن كبيرة فكرة وأثرا، مؤلفة من شبان وشابات خرجوا من مقبرة خزيمة سيرا على الأقدام وصولا لمجمع الدفاع ثم مقبرة الشهداء عصر اليوم.
بالمفاجاة في الوقت الذي تتقدم نحوهم مسيرة صغيرة عددا لكن كبيرة فكرة وأثرا، مؤلفة من شبان وشابات خرجوا من مقبرة خزيمة سيرا على الأقدام وصولا لمجمع الدفاع ثم مقبرة الشهداء عصر اليوم.
كانت البداية من مقبرة خزيمة. إنها كالأمعاء لمدينة صنعاء. وهنالك بالفعل: "يتسع الروح ويضيق الجسد"كما كتب الشاعر والتشكيلي القدير عبداللطيف الربيع قبل عقدين.
امام ضريح الرئيس ابراهيم الحمدي |
كانت لحظات معبرة. أهالي بعض الشهداء هنا إلى جانب مواطنين وناشطين من جميع
الانتماءات تجمعوا أمام قبرك يا سمية. كم أشعر بالفخر لوجود يمنيين مثلهم بهذا
النقاء والتفاني والإيجابية. أطلقوا مبادرةإيجابية نبيلة تتمثل بزيارة قبور الشهداء وعيادة الجرحى.
هذا
بسام الخالد، وهذا محمد الشهاري.. والرسام والإنسان السوي كمال شرف. الزميل همدان
العلي ومجموعة من الشباب الرائعين الذين أود لو أسميهم واحدا واحدا. وبخاصة الشاعرة
د/ ابتسام المتوكل التي ألحت علي منذ أيام بضرورة عمل شيء. أي شيء حبا في اليمن.
حتى أعلن الشباب مبادرتهم النبيلة. كان هناك شاب آخر اسمه أسعد الإرياني. هذا الشاب جوهرة. لقد كان مهموما بهذه
الجريمة ويريد عمل شيء. الإسهام بشيء للضحايا والشهداء وأسرهم. ظل يراسلني بإلحاح
شديد وأخبرني أن لديه مكتب صغير للدعاية والإعلان. وعندما كتبت حول مبادرة الشباب
ألح علي بأرقامهم. وبالفعل قال لي بسام اليوم ونحن امام المؤسسة الاقتصادية أنه
طبع اللافتات على حسابه ورفض تقاضي قيمتها وكأنه وجه إليه إهانة!
ما تزال اليمن بخير.
والأهم كان هناك صديقي وأخي الحميم مصطفى المنصور والزميل حامد البخيتي.
واليوم تعرفت على العميد المتقاعد يحي يحيى قاسم سرور. هذا الرجل الستيني شاب
أكثر منا. كان يهتف بصدق وحماسة لا تصدران إلا عن رجل وطني تعرض للخذلان. لقد ألهب
المسيرة وبعث فيها وفينا الروح بعاطفته الجياشة. كان يسمي الشهداء والضحايا ويهتف
بالموت للقتلة وتحيا اليمن. فيما كنت ألحظ كيف تنشرح قسمات وتعابير وجوه جنود مجمع
وزارة الدفاع مع كل جملة يقولها.
اليمن مليئة بالناس الجيدين والمخلصين والمحبين لوطنهم.
رشقناهم بالورود وأهديناهم "مصاحف" جيب. وكانوا يصطفون بينما كي
نلبسهم العلم الوطني. يا إلهي كم نحن بعيدون عن هذا العلم وكم نخذله.
كان الارتياح باديا على وجوه الجنود أمام مجمع العرضي. كأنما اكتشفوا أن لديهم
عائلة وأناس يقدرون تضحياتهم للوطن.
وبعد لحظات مشحونة بالعاطفة والمشاعر الجياشة توجهنا إلى مقبرة الشهداء ترحمنا
على أرواح شهداء الوطن المنسيين. وكان خاتمها مسك:
التوجه إلى قبر الرئيس الشاب المغدور به وبنا إبراهيم الحمدي. يا له من يوم
عظيم
مؤكد أن أرواح شهداء وضحايا جريمة مجمع وزارة الدفاع ومستشفى العرضي؛ شعروا
جميعا بالارتياح عصر اليوم.
هناك تعليقان (2):
رائعون
اقل واجب
إرسال تعليق