تحقيق مصور: قراءة في الأحداث من خلال الصور (24 صورة جديدة تنشر للمرة الأولى)
هنا قتل مدير المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي الـgiz د/ ميشائيل نيبلونج.
هنا قتل مدير المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي الـgiz د/ ميشائيل نيبلونج.
دوى الانفجار الهائل فجأة فتهشم زجاج النوافذ وتناثرت المعدات الطبية وتخلّع سقف وديكور الصالة الطوارئ (4) وقذف الضغط بعض المرضى من أسرّتهم على الأرض كشقيقة الرئيس السابق القاضي عبد الرحمن الإرياني ووالدة رمزية الإرياني. التي فقدت وعيها ونجت بأعجوبة غير إنها لم تفارق الدنيا إلا بعد أيام فوق سرير آخر في مستشفى العسكري. وما هي إلا لحظات واقتحم بوابة استقبال المستشفى إرهابيان في زي عسكري وتجدد إطلاق الرصاص الحي.
كان المرضى والعاملون في المستشفى في حالة ذهول وصدمة وترقب. وفي صالة الطوارئ الأقرب إلى البوابة كان أربعة أشخاص: ثلاثة مرضى وطبيب. فتح باب صالة الطوارئ. ما أسوأ أن ينتظر المرء دخول طبيب أو ممرضة للمساعدة فيدخل، عند فتح الباب، قاتل متوحش!
جاء الخبير الألماني إلى اليمن حاملاً معه مساعدات إنسانية بأكثر من 85 مليون
يورو سنوياً ومشاريع تنموية في المياه والصرف الصحي وإدارة المخلفات الصلبة والصحة
وتنظيم الأسرة والتعليم الأساسي والإصلاح الاقتصادي وبناء القدرات المؤسسية، وها
هو سيعود من اليمن إلى وطنه جثة في تابوت طائرة: هل هذه آداب الضيافة على الطريقة
اليمنية؟
موقع قتل مدير الجي اي زد والى جانبه وفي الركن قتل مريضان يمنيان |
سقف الصالة |
كان آخر عمل إنساني وتنموي عمل عليه د/ ميشائيل نيبلونج في اليمن "مشروع
بناء القدرات للحفاظ على المواقع التاريخية" الشهر الفائت فقط. كان يعمل على
الحفاظ على مدننا التاريخية نحن اليمنيين وكان آخر شيء تراه عينا الدكتور ميشائيل
في الدنيا صورة رجل يرتدي ثياب عسكرية وفي يده آلي جي 3 أطلق عليه زخة رصاص دون أن
يدري فيم يقتله وعلام!
صالة الطوارئ حيث جرح الطبيب اليمني |
ليس لدى المسئول الحكومي اليمني أي حس أو شعور!
يكاد يكون الدعم الألماني لليمن الأقل شروطاً وتطلباً والأكثر نزاهةً ومنفعة من
الدعم الأمريكي أو البريطاني. عشرات المشاريع التنموية ألمانية التمويل والإشراف: إدارة
الموارد المائية بمنظمة الـ GIZ
الألمانية ( كونستنزاد بولست) مثلا. حتى الإستراتيجية الوطنية للطاقة التي لم
تنفذها حكومة الوفاق، كانت ثمرة منحة ألمانية سخية بمليون يورو. ولكن كان مسئولو الدولة ليدركوا فداحة رحيله في
بلد آخر.
صالة الاستقبال |
بوابة المستشفى الداخلية الاستقبال |
في
الليلة السابقة أصيب بجلطة خفيفة حسبما روى لنا الدكتور محمد الكميم الذي اصطحبه بنفسه
إلى المستشفى صباح الجريمة. بالكاد كان قد خضع للمعاينة فور وصوله في صالة الطوارئ
في الطابق الأرضي. إنها أول غرفة يصادفها زائر المستشفى على يسار بوابة الاستقبال
الرئيسية ( صور 5 و6) وأول غرفة تطأها أقدام الإرهابيون. من سوء حظه أيضاً أن كان سريره
أول ما تقع عليه العينان عند فتح باب صالة الطوارئ.
قبلها بدقائق كان تسعة ضحايا قد سقطوا في باحة حوش المستشفى. ستة من جنود
النجدة بينهم 2 من حراسة المستشفى (هاني النجار وأديب القادري) الذين تبادلوا
إطلاق النار مع المهاجمين عند البوابة المؤقتة "الغربية" أثناء اقتحام السيارة
المفخخة. إلى جانبهم قتل العميد يحي على الآنسي، ونجله سامي معاً. كان الآنسي أحد الذين
قاوموا المهاجمين بشراسة وشجاعة بمسدسه الكلوك متحصّناً خلف مدفع تركي قديم أمام
بوابة استقبال المستشفى على بعد 5 أو 6 أمتار إلى أن نفدت ذخيرة مسدسه فركض على
الفور بفدائية واستبسال نحو سيارته الواقفة على بعد 25 من موقعه و30 متراً من
بوابة المستشفى (صورة رقم 7) لأخذ بندقيته الكلاشينكوف. في تلك اللحظة انعطفت السيارة
المفخخة، التي لم يعد عليها غير السائق الانتحاري، يميناً دون التوقف عند بوابة المستشفى
باتجاه الطريق المؤدي إلى مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس) وبقية مكاتب
ومجمعات وزارة الدفاع، وهو ذات الطريق الذي يركض فيه العميد الآنسي. وهنا تفاجئ
الإرهابي الذي يقود السيارة المفخخة (هايلوكس غمارتين مغطاة بطربال أزرق حيث وضعت
المادة المتفجرة) بوجود حاجز حديدي، أنشأ قبل أسبوعين فقط، يفصل المستشفى ومحيطها
عن بقية بنايات مجمع الدفاع. الحاجز الذي ستصطدم به السيارة المفخخة وتتطاير إلى
أشلاء صغيرة جداً مع سيارة أخرى في محيط الحديقة وصولاً إلى سقف الدائرة المالية لوزارة الدفاع.
(صورة رقم 8 و9).
شظايا السيارة في حديقة العرضي وعلى مقربة من الدائرة المالية لوزارة الدفاع |
شظايا متناثرة من السيارة المفخخة |
هنا وقع الانفجار (صورة رقم 10).
حفرة غائرة خلفها الانفجار في موقع اصطدام السيارة المفخخة بالحاجز |
بقايا الحاجز الحديدي الذي اصطدمت به السيارة المفخخة |
كانت سيارة العميد الآنسي مركونة بعد الحاجز الحديدي بأمتار قليلة تظهر في
الصورة رقم 11. لست واثقاً ما إن كان قد وصل إلى سيارته عند الانفجار المدوي أم لا.
ما أنا واثق منه أنه عاش أصعب 5 دقائق في حياته، وأنه مات ونجله الجندي سامي في
نفس اللحظة كما لو أنهما في رحلة عائلية إلى السماء.
الضحية التاسعة كان مدير مشروع الصحة التابع لـGIZ الألماني كاي الذي صادف أن كان واقفاً إلى جانب هاني الفلاحي
في حوش المستشفى لحظة اقتحام السيارة المفخخة وانفجارها.
يروى هاني الفلاحي شهادته على صفحته بـ"فيسبوك" قائلاً: سحبني الدكتور
كاي إلى خارج مبنى المستشفى الحديقة واخبرني بضرورة سفري مع المدير إلى الإمارات
كأقرب مكان يستطيع تلقي العلا فيه بشكل جيد. ووافقته الرأي وبدءنا ونحن في الحديقة
نجري الإتصاﻻت اللازمة لترتيب سفره في أسرع وقت. وبينما نحن كذلك خرج سواق المدير الأخ/
علي الحربي رحمه الله، ليبلغني أن المدير يريد الحديث معي. فدخلت وأعطاني تلفونه
الخاص لأقوم بالاتصال بزوجته في ألمانيا وابلغها عن ما حدث وما سيأتي. وبالفعل أخذت
الهاتف ورجعت إلى الحديقة حيث كان كاي ﻻ يزال يرتب للسفر. وبدأت بالاتصال للزوجة.
وما هي إﻻ ثواني ونسمع انفجارات وتبادل إطلاق عنيف للإرهابيين الذين يريدون اقتحام
بوابة المستشفى الرئيسية.
وعن لحظة دخول السيارة المفخخة قال الفلاحي: "كنت مع كاي على بعد حوالي 100
متر من البوابة، وأمام مدخل الطوارئ. وأخبرت كاي بأن علينا الانبطاح أرضا خوفا من
الشظايا والطلقات الطائشة.
وانبطحنا فعلاً على الأرض، حال بدء اقتحام البوابة الرئيسية للمستشفى. ولم
تستغرق عملية الاقتحام دقيقة واحدة، وشاهدت بأم عيني دخول سيارة هايلوكس غمارتين
من الموديل الجديد، وكان البودي محمل بشكل ملفت للنظر بكمية كبيرة من المتفحرات،
ومغلف بطربال ازرق. وصور الفلاحي المشهد من الرصيف المقابل لبوابة صالة الطوارئ
حيث كانا: "انعطف السائق أمام بوابة الطوارئ يمينا إلى ميدان العرضي، ولكن
الطريق كان مغلق تماما. فقام بتفجير السيارة على بعد ﻻ يتعدى 10 أمتار منا، ومن
شدة ضغط الانفجار ، وجدنا أنفسنا تحت سيارة اف جي كانت واقفة على بعد ﻻ يقل عن 5 أمتار
من مكان انبطاحنا. حيث رفع الضغط السيارة الواقفة وسقطت فوقنا تماما. السيارة نزلت
بثقلها على زميلي الألماني وكنت أنا حر الحركة تحتها رغم أن كتفي كان ملتصق بكتفه.
بعد تأكدي من سلامة جميع أعضائي ناديت كاي وحاولت سحبه من تحت السيارة، لكنه كان
قد شهق بصره وتوفي فوراً".
د محمد الكميم أمام ما تبقى من سيارته |
لقد قتل السفياني في أعظم جهاد يقوم به مسلم: العمل. لقد قتل بينما كان ينقل
على ظهره الخشب!
عند زيارتي لمسرح الجريمة تبين أن صفاً من خمسة سيارات كانت واقفة هنا.
والسيارة المقصودة في كلام الفلاحي هي سيارة الدكتور محمد الكميم (صورة رقم 12 و13) الذي
أكد لي أن كاي توفي بسبب الانفجار بدرجة أساسية وليس سقوط السيارة عليه وأنه غطى
بجسمه على الفلاحي الذي قدر له النجاة بأعجوبة من الحادث. خلف سيارة الكميم تقف
سيارة الدكتور زيد عاطف الذي يعمل في مستشفى الثورة وكانت هذه هي المرة الوحيدة
التي يزور فيها مستشفى العرضي ويدخلها بسيارته. نجا الرجل وهذا ما تبقى من سيارته
المرسيدس صورة رقم 14.
من هنا. من عند لوحة أرقام سيارة الدكتور زايد نستأنف سرد الجريمة في المقالة
التالية.
معاوني وصديقي مصطفى المنصور مع الدكتور الكميم ونائب مدير مستشفى العرضي د الشامي |
بالتزامن مع موقع المشهد اليمني وصحيفة يمن انترناشيونال الانجليزية
هناك 3 تعليقات:
هل تأكدت من مبنى دائرة التقاعد وصححت ما نشرته سابقا عنها وعن ملفات المتقاعدين
!!!!
متصورين والإبتسامات تعلو وجيهكم!!
وعلى طريقة الصور التذكارية واقفين .. كأنكم في موقع سياحي!!
سقطة كان ينبغي التنبه لها
نعم يا حليم
انت محق يا نعم لليمن ما عدا
كنت اقلهم تبسما
إرسال تعليق