رضية المتوكل تكتب عن رداءة
مواجهة السوء بالسوء
ماجد المذحجي: جماعة أنصار
الله تنشر نفوذها اعتماداً على استثمار المظلمة،
سوء الحوثي كجماعة دينية مسلحة لا يبرر سوء الأطراف
الدينية والسياسية المسلحة التي تتحارب معها في الميدان، وعلى رأسها المليشيات
" القبائل المسلحة " التابعة لحزب الإصلاح .. والعكس.
أيضاً.. سوء كل الجماعات المسلحة خارج إطار القانون
لا يبرر سوء الدولة ابتداء برئيس الجمهورية ومروراً بحكومة الوفاق بكل أطرافها..
والعكس.
أيضاً .. سوء كل الأطراف السياسية في الدولة بما
فيها أحزاب اللقاء المشترك حزباً حزباً لا يبرر سوء علي عبد الله صالح .. والعكس. وكل ذلك السوء مجتمعاً لا يبرر سوء النخبة المدنية
حين تختار أن تصفق لسوء في مواجهة السوء الآخر.
مواجهة السوء بالسوء ليس برنامج عمل ليتم ترديده
بثقة واصرار .. هو ليس أكثر من حالة هَبَل .
**
ماجد المذحجي: على أنصار الله إدراك مخاطر دورُهم
في عزل أنفسهم وسجن الأخريين في دور اصطياد أخطائهم التي تتكرر ولا تنتهي!
لطالما احتجز أبناء المناطق الشمالية في اليمن ضمن
تعريفات مغلقه ونمطيه، كقبائل او زيود، ضمن فترات طويلة لم تكن الدولة تمثل فيها
اليمنيين ومصالحهم، واغلق خلالها تماماً تمثيل "مطلع" على مراكز القوى
التقليدية، علاوة على طرد السياسه والعمل الحزبي من هذا الجزء من اليمن بالقسر
والترهيب، وحرمانها من التنمية والتعليم ومعظم الخدمات الاساسيه بشكل فادح، ولذلك
يبدو خروج انصار الله مؤخراً محمولاً على مظلمة الصمت والتمييز الطويل، وانتهاكات
الحروب البشعه التي شنت عليهم ، ولكنه وان كان يمتلك شرعية هذه الاسباب ودافعيتها،
اضافة الى كونه يُحقق اعادة الاعتبار ضمنياً لابناء هذه المناطق ويعزز ذاتيهم التي
تم تبخيسها مطولاً من الجميع، فهو يمارس ايضاً احتكار جديد لها ويثير القلق بشده
تبعاً لذلك، لتبدوا الجماعه كانها تتحرك فقط لتحديد مناطق نفوذها ضمن فكرة وراثة
مراكز القوى الافله اعتماداً على عصبية طائفية تعيد بعثها وتوظيفها إلى جوار
ماسبق. وهكذا يجد ابناء هذه المناطق انفسهم محشورين ضمن هذا التمثيل الجديد الصاعد
الذي يصعب مقاومته بسبب غياب الدولة كمشروع وطني، ولكون الطرف الخصم لهذا المشروع
مثل الاصلاح والسلفيين ليسوا محبذين لديهم، ويتم مواجهة الحوثيين بخطاب غير وطني
مشكل من خليط طائفي ومناطقي وعنصري يستنفر بالاساس هوية ابناء هذه المناطق حتى لو
كانوا لايجدون انفسهم مشروع وتعبيرات انصار الله. هذا علاوة بالطبع على تخلي
الاحزاب الوطنية مثل الاشتراكي والناصري عنهم، وتعاليها الضمني عليهم، وهي التي تبدوا
شاهداً محايداً وغير معني بما يدور من صراع واقتتال ومظالم في الشمال اليمني الذي
يتجلى مهجوراً لديها!
ان جماعة انصار الله تنشر نفوذها وحضورها اعتماداً
على استثمار المظلمة، و"التنميط" الطائفي والمناطقي ضد
"مطلع"، وقدرتها على السيطرة واحلال الامن المفقود، والتوفر على موارد
ماليه هائله، والقدرة على العمل المنظم والاستفراد بالمناطق والسيطرة عليها واحده
تلو الاخرى ضمن إستراتيجية ناجحة وطويلة الأمد، علاوة على اعتمادها على
"الفتوة" التي تميزها كجماعة جديده تستثمر الدين وتداعب حاجة هذه
المناطق للتعبير عن نفسها بعد "تصميت" طويل لها.
تحضر "الصرخة" ايضاً مع هذا التواجد
الجديد لـ الحوثيين، ويتم الدفع بها ضمن ادوات الحشد واثبات الحضور الاساسيه
لديهم، وهكذا تحولت من وسيلة للاحتجاج ضداً على المظلومية سابقاً اثناء حروب
السلطة الغاشمة ضدهم الى اداة حشد وتمييز لهم عن غيرهم حالياً، وهي تقوم بحث
الهوية وتكريس التمايز، وحرصهم على اثبات حق استخدامها في اي مكان هو تاكيد لوضع
علامات النفوذ وتحديد مناطق السيطرة طالما غلب تردديها وارتفع في المكان الذي
يكونون فيه. وعلى نجاحها الاجرائي بالنسبه لهم، فان الصرخه تخسر فرصتها في ابراز
تعريف للمجموعه، لتؤدي إلى استنفار الناس ضدا عليها وعليهم، وهي تكرس نفور ومخاوف
متصاعده من لون طائفي مرفق بالحوثيين بما يستحثه من ذاكرة قديمة يحضر فيها
"العكفي حق الامام" او القبيلي المسلح الذي ينزل للبسط على حقوق
"الرعوي".
لقد كرس انصار الله في مواجهاتهم المتكررة مؤخراً
تعريفاً عنيفاً لهم في الوعي العام بشكل متزايد، وهو انطباع تشكل مستقلاً عن اسباب
هذه المعارك ومدى مسؤوليتهم عنها، وارتبط بما افصحت عنه انتصاراتهم المتتاليه من
عنف وقوة تثير قلق ومخاوف لايبدون اهتماماً بها ولايريدون تحمل مسؤوليه عليها،
ولذلك لايكفي تبنيهم لتعبيرات وافكار مدنية في مؤتمر الحوار لتبديدها، ولن ينجح
تسويقهم لذلك في حصر النظر لهم بإطار ماتحدثوا به على طاولاته! وفي المقابل يتصاعد
هجاء طائفي لهم يعتمد على هويتهم وعدم حساسية تحركهم على الارض لما يستتبعه
ويُثيره.
انها ازمة يعلق فيها أنصار الله ضمن فرز يستحثه
اغراء القوة ومنطقها الذي يغفل عن مخاطر دورهم في عزل أنفسهم وسجن الأخريين في دور
اصطياد أخطائهم التي تتكرر ولا تنتهي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق