فيديو تسلم الفنان مراد سبيع "جائزة الفن من أجل السلام" ونص ترجمة كلمته إلى العربية Art for Peace Award 14/11/14, Murad Subay Art for Peace Award
"في
شهر فبراير عام 2011، نزلت إلى الشارع للمشاركة في الاحتجاجات السلمية للشباب بعد
أن اجتاحت ثورات الربيع العربي تونس ومصر. خلال الاحتجاجات التي قامت في ساحة
التغيير في صنعاء، ساعدت في حراسة الساحة وجعلها منطقة آمنة وخالية من السلاح.
وبالتالي، قمنا أنا وزملائي بتشكيل "الجدران أو الحواجز الأمنية" من أجل تفتيش المئات من الرجال والنساء اليمنيين، الذين تدفقوا للمشاركة في الاحتجاجات. جميع الرجال، بما في ذلك رجال القبائل، كانوا سعداء بترك أسلحتهم في المنازل والدخول إلى ساحة التغيير بأيدي عارية.
وبالتالي، قمنا أنا وزملائي بتشكيل "الجدران أو الحواجز الأمنية" من أجل تفتيش المئات من الرجال والنساء اليمنيين، الذين تدفقوا للمشاركة في الاحتجاجات. جميع الرجال، بما في ذلك رجال القبائل، كانوا سعداء بترك أسلحتهم في المنازل والدخول إلى ساحة التغيير بأيدي عارية.
وعلى الرغم من اندلاع الصراع المسلح بين ميليشيات
القوى السياسية الذي تبع الاحتجاجات الشعبية السلمية، ظلت ساحة التغيير السلمي
خالية من السلاح. وفي نوفمبر عام 2011 توقفت الصراعات، بعد أن وقعت القوى السياسية
اتفاقا للانتقال السلمي. بعد ذلك، أصبحت ساحة التغيير فارغة من الناس الذين ذهبوا
إلى منازلهم يحملون آمالهم بالتغيير، كما يحملون خبرة في سياسة الشارع دامت 10
أشهر.
في 15 مارس 2012، توجهت إلى أبناء بلدي أدعوهم
للرسم عبر دعوة أطلقتها في وسائل الاعلام الاجتماعية. دعوتهم إلى النزول إلى
الشوارع مرة أخرى لتلوين الجدران، التي تضررت جراء الصراعفي 2011. في البداية،
رسمت وحيدا ولمدة أسبوع كامل. كنت أرسم على جدران المنطقة الفاصلة لمجاميع القتال.
وحيدا كنت أرسم وسط ما يسمى "منطقة الحرب" (war zone).
لم يكن اسبوعي الثاني في الرسم اعتياديا، فقد أحضر
معه العشرات من أبناء الشعب اليمني الذين قرروا المشاركة. بعضهم شارك بالرسم،
بعضهم شارك بشراء معدات الرسم والطلاء وبعضهم الآخر شارك بتوزيع الماء والعصائر.
ومنذ ذلك الحين لم أختبر تجربة الرسم على الجدران وحيدا ابدا. فالكثير من الشباب
والشابات، النساء والمسنين والأطفال وحتى الجنود انضموا لحملات الرسم على الجدران
ولازالوا يواصلون الرسم حتى هذه اللحظة التي أنا أقف بينكم.
لقد رسمنا في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن. لونا
الجدران. ورسمنا المختفيين قسريا. ورسمنا رفضنا للصراعات الطائفية والتسليح، تجنيد
الأطفال، والفساد، والفقر، والخطف والطائرات بدون طيار. الجدران ونحن رسمنا من
بدون توقف.
اليمن بلد جميل، لكنه يعاني من الصراعات، كما يعاني
من ضعف الدولة وفساد الحكومة. ونتيجة لذلك، يعيش اليمنيون رجالا ونساءا وأطفال في
الفقر. لكن، بغض النظر عن هذا الوضع الحرج، لا يزال الشعب اليمني يكافح من أجل
السلام والاستقرار. في عام 2011، هتفت أصواتنا من اجل الدولة المدنية، واليوم نهتف
بنفس المطلب عبر الرسم على الجدران. وآمل أن يأتي اليوم الذي أرى فيه اليمن بلدا
آمنايحرسه جماله، جمال الطبيعة والناس والجدران.
شكرا "مؤسسة فيرونيزيه "Veronesais" لمنحها إياي الجائزة الدولية للفن والسلام للعام 2014. وأود
أن أهدي هذه الجائزة إلى جميع أصدقائي الذين لا يزالون واقفين في الشوارع يحملون
علب الطلاب والألوان ويقومون بالرسم على الجدران منذ مارس 2012.
أعزائي وعزيزاتي "مؤسسة فيرونيزيه"، هذه
الجائزة هي فرشاتي الجديدة وبها سأبذل قصارى جهدي ليرى اليمن والعالم المزيد من
الجدران الملونة بأفكار الناس ودعواتهم للسلام.
قد يكون السلام مجرد إشاعة، لكنني سأتبعه.
مرة أخرى، شكرا لكم."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق