من المظاهرات المنددة بالاتقلاب |
ماذا جرى في الساعات السابقة لاستقالة الحكومة
والرئيس
كانوا ينتظرون إعلان قرارات جمهورية في الساعة
التاسعة، بالتزامن مع مجيء المبعوث الأممي بن عمر، ففاجئهم الرئيس هادي بقرار
الاستقالة بعد استقالة الحكومة.
من جملة القرارات الجمهورية التي كان من المنتظر
صدورها قرار تعيين نائب رئيس جمهورية. تخيلوا من؟ (صالح الصماط)! حاول هادي
المناورة وقال إن كان ولا بد ليكن محمود الجنيد غير إن الحوثيين اصرّوا على تعيين
من يريدون وفي المواقع المحددة من قبلهم، (وبالصميل) يؤازرهم السمسار الأممي جمال
بن عمر الذي أراد تسويق نفسه كحلال للعقد فعقد مؤتمراً صحفياً قبل ساعات قليلة،
يستبق القرارات التي ظن انها ستصدر الليلة، قائلاً بلهجة محاضر ومخلص "إن
الحل الوحيد أمام اليمنيين تنفيذ اتفاق السلم والشراكة (تماماً مثلما كان يقول من
قبل عن المبادرة الخليجية). الحل تخرج منها أنت وسنتفق.
للقياديين الحوثيين البخيتي والفيشي:
يوسف الفيشي القيادي الحوثي يقول (إن عبده هادي ليس
مهاتير محمد وليس ابراهيم الحمدي لكي يحزن عليه الشعب). والله حِكَم يا أبو مالك. فعلاً هادي ليس إبراهيم الحمدي. لكن عبدالملك الحوثي ليس المهاتما غاندي وإنما هولاكو
**
محمد البخيتي القيادي بجماعة الحوثيين قال لرويترز
إن سحب المقاتلين وإطلاق سراح أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس والمحتجز لدى
الحوثيين قد يحدث خلال يوم أو يومين أو ثلاثة إذا التزمت السلطات بتنفيذ بقية
الشروط). لاحظوا إذا
ما الفرق إذن بين تنظيم القاعدة عندما يختطف
أجنيباً ويطالب بفدية وإلا سيقتله، وبين الحوثيين وهم يختطفون مدير مكتب الرئاسة
ويحاصرون رئيس الوزراء، ثم يقتحمون منزل رئيس الجمهورية هادي ويهنوه ويهددوا
حياته؟
الفرق أن عصابات المافيا، والتنظيمات الإرهابية
تطالب بالفدية عبر قنوات سرية ووسطاء، وقليلاً ما تعلن عن طلباتها في الإعلام، وإن
فعلت تفعل ذلك بشيء من الحرج، لإدراكها أن ما تقوم به خطأ وابتزاز وسلوكاً خسيساً،
بينما يتشرط البخيتي، ويحدد الوقت، ويحتل منزل الرجل الأول دون خجل وبمنتهى
البجاحة. صنيع من لا يخشى عقاباً أو سوء خاتمة
الخطف خطف، وإن تغير الفاعل أو تبدل الشعار
الفرق فقط في طلبات الجماعتين، والسلوك الإرهابي
واحد.
الفرق أننا جميعاً -وبخاصة الرئيس هادي- ننظر
لتنظيم القاعدة باعتباره تنظيماً إرهابياً، بينما الحوثيون نظراءهم، ننظر لهم
ونتعامل معهم بوصفهم جماعة سياسية معترف بها وتحظى باحترام وتقدير كل القوى
السياسية في اليمن، حتى أن الرئيس هادي نفسه ووزير الدفاع وصفها قبل شهور
بـ"شركاءنا الجدد".
أهذا جزاءه؟
**
لو اقتحم الحوثيون منزل علي عبدالله صالح وحاصروه
وأطلقواالنار على حراسته وأذلوه وهددوا حياته كنت لأتعاطفت معه بل وأدافع عنه؛
فكيف برئيس جمهورية لم يسيء إليهم، ولم يروا منه إلا كل خير و"تهاون".
مد لهم يده،
ورفض محاربتهم رغم عدوانهم أكثر من مرة سواء بتواطؤ
أو عن حسن نية. بل قدم لهم اعتذارا عن ست حروب لسلفه، وتحولوا في عهده من جماعة
متمردة تسكن الكهوف إلى حركة سياسية فتحت أمامها الأبواب وباتت تمارس نشاطها تحت
الشمس وصار معترفا بها ومشاركة بمؤتمر الحوار، وفي صياغة مستقبل اليمن الذي
يدفعونه نحو العرقنة
**
السمسار الأممي جمال بن عمر؛ قال اليوم ان
"خروقات عديدة ارتكبت في اتفاق السلم والشراكة".
أهذا اكتشاف البنسلين أم علاج الإيدز؟
وهل علينا كيمنيين أن نعرب عن امتناننا لهذا
الاكتشاف؟
وكالعادة؛ لم يقل السمسار الأممي من هو الطرف الذي
ارتكب الخروقات العديدة؟
كائنات فضائية
أم سلاحف النينجا؟
وألواح المشترك وممثلو الأحزاب السياسية الذين
هرعوا كعادتهم إلى مؤتمره الصحفي لم يسألوه من هو الطرف المعرقل؟ بل إن الرجل لم
يتطرق من قريب ولا بعيد إلى ما جرى خلال اليومين الماضيين وتصرف كمن فاتته مشاهدة
الشوط الأول من المباراة في صنعاء؛ ويحاول التركيز على الشوط الثاني في مأرب.
ألم يتعلم اليمنيون بعد؟
كل التسويات الرديئة صاغها بن عمر
كل الاتفاقات التي عبدت الطريق أمام الحوثي هو مهندسها.
وإثر كل حرب:
عمران
صنعاء
دار الرئاسة
يستقل طائرة لصنعاء
يدعو ممثلي الأحزاب فيهرعون
ثم يبهر اليمنيين باكتشافاته العبقرية:
الاتفاق تعرض لخروقات عديدة
والحل الوحيد أمام اليمنيين تنفيذ الاتفاق
اطردوا هذا الرجل.
شباب الأحزاب الساخطين من الديناصورات وكل يمني
حريص على بلاده، ينبغي تشكيل جماعات ضغط. أن نراسل الأمم المتحدة. أن نقاطع هذا
الرجل لا لشخصه وإنما لما مثله ويمثله من حضور لجميع الصيغ الرديئة التي أدت إلى
ضياع وانهيار بلد.
ذات الشيء فيما يتعلق بالحوثيين وجرائمهم.
ينبغي تشجيع أي صوت أو سلوك احتجاجي مدني. فلنخرج
في مظاهرات فلننضم وقفات احتجاج. أنا لا أطيق الرئيس هادي بل أتمنى ألا تدوم
رئاسته لليمن ساعة إضافية، لكنني في اللحظة سأقف إلى جانبه لا كشخص بل انحيازا
لمؤسسة الرئاسة التي كان هو أكثر من أهانها.
ليكن شعار كل يمني ذات شعار العزيز محمود ياسين لن
نقف مكتوفي الأيدي
**
كل لجنة رئاسية واتفاق سياسي بين الدولة والحوثي
يجب ويشرعن ما قبله.
بإسقاط عمران باتت صعدة خارج أي تسويات واتفاقات
بين الدولة والجماعة المسلحة.
بإسقاط صنعاء باتت عمران وصعدة خارج أي اتفاقات؛ أو
مطالب دولية بإنسحاب مليشيات الحوثي. وهذا ما كرسه و"شرعنه" ضمنيا،
اتفاق السلم والشراكة. وقبل تنفيذ بند 15 من الاتفاق بانسحاب المليشيات من صنعاء؛
خلط الحوثي الأوراق؛ وتمدد إلى الحديدة وإب والبيضاء.
وبإسقاط دار الرئاسة انخفض سقف مطالب الدولة إلى
أدنى حد. لم تعد عمران وصعدة وحسب خارج الاتفاق، حتى العاصمة صنعاء تم اختصارها
إلى حوش منزل الرئيس ودار الرئاسة.
**
الساعات القادمة حاسمة
الحوثيون يريدون الحسم عن طريق مجلس عسكري بمقاسهم.
والرئيس السابق والمؤتمر يريدون حسم المسألة في
البرلمان (قبولاً أو رفضاً).
وإلى جانب الأنباء المتواترة عن اقتحام البرلمان من
قبل مجاميع حوثية، ومحاصرة منازل قيادات جنوبية (ويلاه من عمل أخرق وبمنتهى السفه)
أبلغني برلمانيان قبل ساعة عن تلقي العديد من البرلمانيين اتصالات عديدة من قادة
في جماعة الحوثي تتودهم في ظاهرها، بينما تضمر التهديد.
مصير اليمن ووحدته ومستقبله السياسي بين يدي مجلس
النواب، الذي وإن انتهت ولايته إلا أنه المؤسسة التشريعية للبلد، وشريعة منقوصة
أفضل من شريعة البنادق وقوة السلاح.
مسئولية كبيرة على عاتق أعضاء البرلمان
وبخاصة كتلة حزب المؤتمر الشعبي. ليحفظ الله اليمن،،
ويلهم ساسته ومدمريه حلّ الأزمة بوسائل سياسية أياً
كانت النتائج.
**
الأرجح أن الكتلة البرلمانية الجنوبية ستقاطع
الجلسة البرلمانية المزمع انعقادها غدا. ثمة توجه من الرئيس للسابق وحزبه للدفع
باسم قيادي جنوبي من الموالين لصالح والخيارات بين بن دغر ومجور واحتمال الأول.
وحدها الكتلة البرلمانية لأحزاب المشترك تلتزم
الصمت كعادتها وقد تمنح الانقلابيين بأي صفقة رديئة تقبل بها، المشروعية
الى جانب أساليب الترويع، والتهديد المبطن بالاستقطاب،
فإن البلطجة الحوثية تتمثل في حصار منزلي وزيرالدفاع ورئيس جهاز الأمن القومي.
مايزال الرئيس هادي تحت الحصار والإقامة الجبرية من
قبل مليشيات الموت والنهب.
البلد على كف عفريت.
**
سقطت صنعاء
سقطت مؤسسات الدولة
سقطت دار للرئاسة واللواء الثالث
اقتحم منزل الرئيس وقتل 11 من اقاربه
والان يتم حصار منازل بعض قادة جنوبيين من مليشيا
الحوثي، يتصدرهم وزير الدفاع، في منتهى البجاجة والبلطجة.
كل دلك حدث بينما قائد قوات الاحتياط الجائفي
(الحرس الجمهوري سابقا) يلتزم الصمت، ولم يطلق رصاصة واحدة للدفاع عن صنعاء بل رفض
مساندة الوية الحماية الرئاسية وكان واجبه مؤازرتها في المعركة.
ثم فجأة خرج الجائفي من صمته للحديث عن الوحدة
والدفاع عنها.
والسؤال البديهي هو:
هل هدا قائد عسكري أم أنه "خرقة مسح"
يستخدمها الانقلابيون لتنظيف قداراتهم؟
__________
بعض منشوراتي على فيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق