الجمعة، 18 سبتمبر 2015

بين الإرهاب والقتل أقل من شعرة معاوية: حول تعمد التحالف تعريض حياة المدنيين للخطر

مطاعم الحمراء قلب شارع حدة الآهل بالناس بصنعاء
أصدقائي المتحدثين للقنوات الخليجية: كفّوا عن التبرير والتضليل والأكاذيب. لا تجعلوا موقفكم من الحوثي -وهو أمر مشترك بيننا- يحولكم إلى قتلة، أو يحولكم إلى خرق تنظيف -على الأقل- للتغطية على دماء الأبرياء من المدنيين.
لا يتعلق الأمر بالضرورات وأحكامها، ولا يتعلق الأمر أيضاً بالنسبية وحتمية وقوع اخطاء عرضية مصاحبة لأي غارات عسكرية في أي مكان في العالم.
في الحرب على اليمن يبدو أن الأمر يتعلق  بالغطرسة أكثر منها إلى أي أمر آخر.
هناك إسراف في الغارات وإيغال شديد في استعراض القوة المميتة من قبل قيادة التحالف، بل والأهم، هناك تعمد واضح في ترويع وتعريض حياة المدنيين للخطر، وعدم إكتراث بمعاناة المدنيين. 
تأملوا فقط هذه التفاصيل التي تبين، بجلاء، سوء النية والقصدية وتعمد تعريض حياة المدنيين للخطر:
طوال 6 أشهر استهدف طيران التحالف مئات، بل آلالاف الأهداف العسكرية والمدنية (بما فيها المساكن والمنازل) في مختلف المحافظات اليمنية والعاصمة صنعاء تحديدا.  من بين عدد محدود من الأهداف العسكرية التي لم تقصف طوال الشهور الماضية هدفان معروفان هما التوجيه المعنوي للقوات المسلحة في ميدان التحرير بقلب العاصمة، ومعسكر الشرف الرئاسي بتقاطع شارعي الزبيري وهائل.
ما معنى أن يقصفا الآن في هذا التوقيت في 4 من شهر ذي الحجة؟
منزل السفير العماني بصنعاء غثر قصفه اليوم
كل من في اليمن، وكل من في الرياض، من عسكريين وسياسيين ومستشارين، وهاربين ومناضلي فنادق، ومقطقطين، كلهم بلا استثناء يعرفون أن أكثر منطقتين تتزدحمان بالناس من مختلف أرجاء العاصمة ومن خارجها في شهري رمضان وذي الحجة هما منطقتي التحرير وشارع جمال وشارع هائل، لأنهما أحياء تجارية وكل من يرغب في شراء ملابس وأغراض العيد يقصدهما كخيار أول، مفضل لدى عموم اليمنيين ولدى الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل، وما أكثرهم، في اليمن.

  
حتى سائقو التاكسي يرفضون المشاوير إلى هائل أو شارع جمال في رمضان وذي الحجة بسبب الازدحام غير الطبيعي الذي يحدث في كل عام.
ما هو دوركم إن كان صوتكم غير مسموع ولا يراد منكم سوى القيام بدور المصفق أو شاهد ما شفش حاجة؟

قصف هدفين عسكريين في منطقتي هائل والتحرير في هذا التوقيت، وفي الساعة الثامنة مساء، أي في ذروة ساعات الازدحام، وليس الثامنة صباحاً، هو باختصار نذالة ودناءة وغطرسة وتعمد واضح من قبل التحالف تعريض المدنيين للخطر معتقدين أنهم بهذا يوصلون رسالة ما إلى سكان صنعاء،

هذا، فضلاً عن الغارات الصباحية لهذا اليوم التي تضررت منها محطة بنزين صافر، وأهداف مدنية أخرى، جراء القصف الهستيري لطيران التحالف الخليجي من بينها أيضاً حسبما تواتر منزل السفير العماني في صنعاء.


كل هذا لا يمكن قراءته إلا باعتباره رغبة في الثأر الإماراتي على خلفية حادثة مأرب. ثأر جاهلي على حساب الناس والمدنيين والأبرياء. وما بين الإرهابي وبين القاتل أقل من شعرة معاوية.

ما يزال في العمر بقية:
قبل ربع ساعة كنت عند مبنى التوجيه المعنوي للجيش بالتحرير في طريقي للبيت، أمام البوابة يقف سائقا دراجتين ناريتين. لا أدري لم قررت أركب دراجة نارية (موتور) هذه الليلة، بخلاف عادتي اليومية في المشي. شيء ما حثني على الاشارة الى احدهما، ومشينا. افكر الآن لو أني واصلت السير على الاقدام كانت لتقع الغارة وأنا على بعد أمتار قليلة من المبنى.
في الطريق، كانت الشوارع الفرعية المحيطة بمقر قيادة القوات المسلحة ومبنى المحافظة مقفلة وكئيبة اثر قصفها. الآن، وما ان نزلت من الموتور ودخلت البيت الا وسمعنا غارات عنيفة كادت إحداها تفجر نوافذ المنزل. ثم أبلغني اصدقاء أن هناك 4 غارات جوية استهدفت قبل قليل معسكر الحماية الرئاسية الاول في تقاطع شارعي هائل الزبيري، وغارة أخرى استهدفت مقر التوجيه المعنوي الذي كنت بمحاذاته، قبل قليل.
ثم أنه ليس لدي خيارات. كل الطرق الى منازلنا محاطة باهداف محتملة. من التحرير التوجيه القيادة، من بير العزب الاستخبارات العسكرية والبرلمان، من الاذاعة معسكر الاذاعة ورئاسة الوزراء، من الزراعة الميثاق، من الدائري والحصبة الفرقة اولى مدرع.. إلخ وهكذا


لطفك يارب

ليست هناك تعليقات:

Disqus for TH3 PROFessional