أولاً: حتى لو كانت صحيفة أخبار اليوم والشموع تابعة
للجنرال المنشق علي محسن، أو لإيهود باراك لا يحق للحوثيين أن يقتحموها ويغلقوها
بالقوة، لسنا في غابة، وهل صارت مليشيات الحوثي مقام الدولة والأمن والقضاء
و"اليسار" وحتى الشعب (كما في خطابات عبدالملك الذي يتحدث باسمه!)؟ الأكثر شناعة، وفي تجسيد عملي لمقولة "عذر
أقبح
من ذنب" برّر الحوثيون فعلتهم
القبيحة عبر بيان صيغ بلغة مفزعة، لا يصدُر إلا عن سلطة موغلة في ممارسة القمع والديكتاريوية، ويتوعدن الصحفيين وكل من يخالفهم ويصمونه بتهم الداعشية والعمالة.
من ذنب" برّر الحوثيون فعلتهم
القبيحة عبر بيان صيغ بلغة مفزعة، لا يصدُر إلا عن سلطة موغلة في ممارسة القمع والديكتاريوية، ويتوعدن الصحفيين وكل من يخالفهم ويصمونه بتهم الداعشية والعمالة.
ثانياً: الحوثيون يتنصتون على المكالمات الهاتفية.
هذا أكيد.
اتصل بي الزميل سيف الحاضري اليوم عصراً ودردش معي
حول معلومات جد مهمة عن باخرة نفط إيرانية وصلت للحوثيين مؤخراً ومسألة الفوارق
السعرية وكيف أن المواطن اليمني يشتري دبة البنزين بـ3000 ألف ريال، بما يعادل
أكثر من 130 دولار، في حين أن أسعار النفط الخام انهارت إلى خمسين دولار عالمياً.
كان سيف يحاول حثي على كتابة تحليل حول هذه المسألة بصفحتي، باعتباري قادر على
تناوله بشكل اقتصادي معمق. ولأني من ذلك النوع من الكتاب صعبي المراس الذين لا أحب
أن يقول لي أحد، مهما كان، اكتب عن كذا أو لم لا تكتب عن كذا، وفي حال صادف ان طلب
مني أحد، ولو بشكل اقتراح مهذب، أن أكتب حول موضوع ما، فإني لا أكتب حتى لو كنت
راغباً، قبل ذلك، في الكتابة. قلتُ لسيف بشيء من البرود والفتور إن المسألة معقدة،
وتحتاج لحسبة اقتصادية فضلاً عن حالة السأم التي أعيشها مؤخراً وأنه "ما فيش
فايدة". بعد أقل من ساعة اتصل بي سيف يبلغني أن الحوثيين
اقتحموا الصحفية بنبرة تشي أن ذلك بسبب المكالمة التي دارت بيننا قبل قليل، الأمر
الذي يحملني إلى الجزم بمراقبة الهواتف من قبل الحوثيين، ولا أستبعد أنهم تنصتوا
على مكالمات الرئيس هادي وأحمد بن مبارك وليس كما زعم الحوثيين أنها من هاتفه
المحمول.
ثالثاً: قبل أقل من عام طلب علي محسن من سيف
الحاضري أن يعتذر للرئيس هادي، وأن يبعد ترويسة (لا للتمديد) من الصفحة الأخيرة
ويغير سياستها تجاه الرئيس هادي، وسيتم صرف التعويض الذي حكمت له به محكمة الصحافة
(ربع مليار ريال)، ولأن سيف رفض أصدر علي محسن بياناً تحريضياً قذراً لا يتبرئ من
الصحيفة وحسب وينفي صلته بها، بل يتهمها بالكذب والفجور وتخريب الوطن والفتنة.
وفي نفس الفترة نشرت المواقع المقربة من جلال نجل الرئيس هادي أخباراً حول صفقة مريبة بين سيف الحاضري والرئيس السابق وتحالفهما ضد هادي واللواء علي محسن! ونفس الموقع، سبحانه، بات اليوم متضامناً مع أخبار
اليوم التي اقتحمها (الانقلابيون)!
رابعاً: أياً كان خلافنا واتفاقنا مع اخبار اليوم
فإن ما جرى اليوم بلطجة واعتداء على الحرية وأمر لا سكوت عنه، وعلى كل صحفي أن
يدرك أن شهية الحوثيين في القمع ستزداد، وسنصبح جميعاً على القائمة، ما لم نقف
صفاً واحداً ونقاوم الإرهاب المليشياوي.
تضامني مع الزميل وأسرة الصحيفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق