الاثنين، 12 أكتوبر 2015

عن طفل منحته وكالة ناسا لقب "جلوبل ايكن" وحولته طائرة سعودية إلى بقايا شواء

إثر غارة طيران التحالف
هذا هو الطفل عبد الله قيس السنباني أحد ضحايا قصف عرس سنبان. ليس قيادياً في مليشيات الحوثي ولا قائداً عسكرياً موالياً للرئيس السابق. إنه طفل بريء بين آلاف الأطفال الذين قتلوا، أو أصيبوا، بغارات طيران تحالف عاصفة الحزم على اليمن. لكن عبد الله، علاوة على ذلك، ليس كأي طفل. إنه أول يمني تمنحه وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لقب "جلوبل ايكن" وهي منحة تقدمها الوكالة للنوابغ والمتميزين يتسنى لهم خلالها زيارة مقر وكالة الفضاء الأمريكية“ناسا” في العاصمة الأمريكية واشنطن والتعرف عليها والالتقاء بعلمائها. 
بين نوفمبر 2012م وأكتوبر 2015م تغيرت حياة عبد الله ومستقبله. ففي نوفمبر 2012م فاز الطالب عبد الله قيس السنباني، وعمره 12 سنة، بالجائزة الكبرى والمركز الأول في الدورة النهائية للمسابقة العالمية للعلوم التطبيقية والمشاريع الابتكارية الصغيرة (أيكن ساينتيجيكا) التي نظمتها
وكالة الفضاء ناسا في نيودلهي بالهند وشارك فيها أكثر من 15 باحثاً ومتسابقاً من مختلف العالم (طور عبدالله وابتكر سيارة صغيرة بالطاقة الشمسية والبديلة).
عبدالله داخل اروقة وكالة ناسا للفضاء الأمريكية
بعدها بأسابيع توجه للعاصمة الأمريكية واشنطن وتلقى دورة تدريبية في أعظم وكالة فضاء في العالم.  كان عبد الله في طريقه إذن ليحفر اسمه في عالم الاختراع والعبقرية والنبوغ. ومطلع العام 2013م قدمته الزميلة الصحافية شذى الحرازي وحاورته عن تجربته وابتكاراته وفوزه بجائزة IKEN العلمية ورحلته إلى وكالة ناسا في لقاء مفتوح مع جمهور ثيدكس يمن منشور بقناة ثيدكس صنعاء على موقع يوتيوب.


غير إن المستقبل الذي أراد أن يكونه عبد الله ذهب في لمح البصر ونزوة غرور واستكبار وإجرام. مطلع أكتوبر 
الجاري قصفت طائرة تابعة لطيران تحالف عاصفة الحزم حفل زفاف في منطقة سنبان،  مسقط رأس عبد الله، في محافظة ذمار.
ما من احد يتوقع أن يستهدف التحالف حفل زفاف، بعيد عن أي موقع عسكري أو أي مؤسسة مدنية تابعة للدولة، على نحو ما فعلوا قبل ذلك في المخا في محافظة تعز، وخرج الناطق باسم التحالف لينفي أي مسئولية عن المجزرة.


كان عبد الله شأن معظم فتيان وشيوخ ونساء القرية في العرس. وهذا ما يحدث في أي عرس في مجتمع اجتماعي كاليمن. العشرات من أقارب عبد الله وأصدقاءه قتلوا في مجزرة جماعية. الحصيلة الأولية بلغت 133 قتيلاً بين رجل وامرأة وطفل. أما عبد الله، الطفل النابغة، فكان واحداً من عشرات ومئات الجرحى والمصابين. هو واحد من آلاف الضحايا الأبرياء قتلوا، أو أصيبوا، بغارات طيران تحالف عاصفة الحزم قدّروا بنحو خمسة وعشرين ألف يمني معظمهم من النساء والأطفال.

عبد الله الذي كان لديه طموحاً وكان مؤهلاً ويحلم بأن يكون رائد فضاء إنه الآن في المستشفى وقد يغادرها من دون يدين ولا قدمين في حال قرر الأطباء ضرورة بترهما، وهذا الأرجح. الغرغرينا تحاصر جسده الذي احترق بشكل مريع ويعاني آلاماً لا حصر لها.

عبد الله الآن في المستشفى بين الحياة والموت.
آلمني الصديق العزيز مروان الخالد. قبل قليل كان يخبرني بمدى صعوبة حالة عبد الله. وقال "إنه يبكي من الألم دون توقف". ثم تساءل: هل أن اليمنيين بلا ثمن لهذا الحد؟

يبدو ذلك يا أخي. يبدو ذلك.

Disqus for TH3 PROFessional