هؤلاء الثلاثة
أطفال الذين يرقصون، بحميمة، ويمضغون القات رغم صغرسنهم ينتمون إلى ثلاث محافظات
يمنية: تعز ومأرب وصنعاء أو لنقل: شوافي/ ومأربي/وحرازي.
حضرت زفاف آباء
هؤلاء الثلاثة. يا إلهي كيف يمضي الزمن! الرابط الخفي الذي بينهم هو علاقة مصاهرة
فريدة. الأول نجل ابن
خالتي حافظ الشوافي لاعب المنتخب الوطني وجناح نادي الزهرة سابقا ومدرب نادي محلي
الآن. حضرت عرسه وانا في مثل سن ابنه فايز، الظاهر في الصورة مرتدياً مقطب.
الثاني نجل
الصديق العزيز ناصر أبوحميد. حضرت عرسه قبل
سنوات عدة في حريب على ما أذكر بمحافظة مأرب. ما تزال أصوات طلقات الرصاص في أذني
حتى الساعة. أما الثالث فهو نجل
الصديق ابراهيم القانص الشاعر المجيد الذي توقف عن كتابة الشعر ثم بعد سنوات من
العمل على تاكسي والده التحق بقسم التصحيح في صحيفة الثورة وهو الآن أيضا في اليمن
اليوم القناة.
برغم حزني
وانزعاجي من منظر أطفال بهذا السن يمضعون القات، ولكني سعادتي لا حدود لها لهذا
اللقاء الحميم بين صنعاء ومأرب وتعز في ثلاثة أطفال يرقصون بحميمة في زمن التقسيم
والعصبيات والفيدرالية وججيم جمال بن عمر والرئيس هادي.
(آمل أن يسامحني
آباؤهم لنشر الصورة)
أنا الآن في خيمة
أعراس. مكان أحسبني لا أنتمي إليه. لطالما انتقدت أولئك المزعجين الذين ينصبون
الخيام ويقطعون الشوارع بيدأني الآن وسط خيمة مكتظة بالناس والدخان ومجتمع لا تراه
النخب السياسية والحزبية. ولكن ما العمل؟
إنه عرس البزي
ياسر الشهاري.
(أنتم مدعون
للعرس غدا بقاعة الجامعة بالمناسبة)
الحوثيون يملئون
الخيمة. وكل أطفال العائلة يمضغون القات. تذكرت نفسي طفلا ومقدار الساعات الهائلة
التي ضيعتها في الأعراس! اليمني ضحية نفسه ومجتمعه.
يأتي أصغر أبناء
الصحفي الراحل عبدالله الشهاري وشقيق العريس علي الشهاري وفي حزامه مسدس وبكتفه
آلي كلاشينكوف. قلت له ما هذا؟ فرد بعفويته وتلقائيته المحببة إلي:
هكذا يفعلوا
أنصار الله.
قلت له تمام.
مش وقت الآن أقوم
ألبجك *-*
الفنان يغني.
سُمع الحارات
يطربون.
الأطفال يمضغون
القات ويرقصون.
وانا كغريب في
الخيمة مشغول بكتابة هذا المنشور بالتلفون فيما أبناء أخوالي يصيحون بي: هيا أجيت
عندنا او أجيت تجلس مع التلفون.
ضحكت من قلبي.
ذلك أنها نفس
طريقتي في إزعاج صديقي العزيز نبيل سبيع في كل مقيل يجمعنا.
والحياة تمضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق